الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زواج الونس.. أرامل هربوا من إهمال الأبناء وشبح الوحدة إلى الارتباط فوق الخمسين

الزواج فوق الخمسين
الزواج فوق الخمسين

مات الزوج ومر بها الزمن سنوات، تزوج خلال الأبناء، منهم من عمل بالخارج ولا تراه إلا مرة بالعام.. وربما لا يحدث، ومنهم من يعمل داخل البلاد ولكن ظروف الحياة شغلتهم وباعدت بينهم وبين والدتهم، لتعيش وحيدة لا تجد من يتحدث معها او يشاركها الطعام والحديث عن أوجاع الحياة، هكذا تحيا "نعمة السيد"حياتها، بعدما أمضت قرابة 25 عاما في تربية أولادها بعد وفاة زوجها، الأمراض والاكتئاب والوحدة يحاصرونها. 

"نصحني كتير من صديقات الدروس الدينية بالزواج.. وبالفعل تقدم لي شخص عمره يقارب الستين، اي يكبرني بخمس أعوام ويعاني من الوحدة وأمراض الشيخوخة وتركه ابنائه ايضا".. تقول نعمة

معاناة الأرامل

رغم معاناة نعمة من غياب الأبناء وعدم تواصلهم إلا أنها بمجرد إبلاغهم بقرار الزواج ، وجدتهم امامها يعلنون رفضهم للقرار "ولادي شافوا ان دا عيب وعار وازاى اجيب راجل مكان ابوهم.. حتى لو كويس وان ازاى في السن اتجوز.. مفكروش في ان عايشة وسط اربع حيطان وخايفة اموت وحدي ومحتاج حد اتونس بيه ويتكلم معي ويشاركني وجعي ومرضي"

رفض الأبناء

لم ترضخ نعمة لرغبة ابنائها ونفذت رغبتها "كتبت لهم الشقة وكل ما املك واتجوزت وعشت مع زوجي وكفاية ان لو تعبت هلاقي حد جنبي.. وطبعا كل واحد رجع لحياته طبيعي بعد ما اتطمنوا علي أملاكهم وورثهم"

مجموعات إلكترونية

ليست نعمة فقط من تلجأ لهذا القرار بعد بلوغ سن الستين والخمسين، مئات الأرامل من كبار السن يلجأوا لمجموعات التواصل الاجتماعي بموقع الفيس بوك، للهروب من الوحدة والبحث عن ونيس وشريك للحياة، وبالفعل أنشأ البعض مجموعات زواج كبار السن منها "زواج فوق الخمسين".. "زواج كبيرات السن" .. "ارامل ومطلقات كبار السن للزواج" .. ويعلن من خلالها كبار السن عن ظروفهم الاجتماعية وطلباتهم في الطرف الآخر..

البحث عن زوجة

وعبر المجموعة الإلكترونية عرض ابراهيم السيد، أرمل "مهندس علي المعاش ولدي 4 أبناء متزوجين وأعيش بمفردي ولدي شقة وسيارة واريد زوجة لا تزيد عن 55 عاما"

عبر مواقع التواصل

فيما كتب أحمد خليل منشور إلكتروني "أبلغ من العمر 62 عاماً ومن سكان الجيش ولدي شقة ومبلغ مالي مدخر وأريد أرملة أو مطلقة للزواج".

فيما عرضت سيدة ظروفها الاجتماعية "مطلقة 54 سنة موظفة راقية على قدر من الجمال، تطلب الزواج من شخص مناسب سنه من 50 الى 56 سنه وسيم شكلا و ذو مركز محترم ليه سكن".

وأعلنت انتصار محمد عن بياناتها عبر نفس المجموعة الإلكترونية "أرملة وعندي 55 عاماً ولدي شقة وأريد زوج ونيس متدين وذو أخلاق ولا يزيد عمره على 60 عاما ويراعي الله في المعاملة".

طلبات عديدة

مئات الطلبات للزواج من حالات عديدة من أرامل ومطلقات أعمارهم تجاوزت الخمسين، واتخذوا من مواقع التواصل وسيلة للتعارف والوصول لشريك الحياة، ليكملا ما تبقى من حياتهما سويًا، ليؤنسا وحدة بعضهما البعض. 

نظرة المجتمع

لايوافق كثير من كبار السن علي خوض تجربة الزواج بعد الخمسين، فيقول شكري محمد، 65 عاما، أنه لم يتمكن من تجاوز نظرة المجتمع لزواج ارمل تجاوز عمره ستون عاما "فعلا محتاج ونس وولادي كل واحد في بيته، وكتير بتعب ومش بلاقي حد جنبي.. ووقتي أما في المسجد او بالمقهي او أمام التليفزيون.. وزيارات الاولاد نادرة، ولا تتعدى الساعات كل اسبوع او اسبوعين، ولما جيت افتح مع ولادي فكرة الزواج رفضوا وقالوا منظرهم قدام الناس وان اللي هتتجوز هتكون طمعانة في الشفة والمعاش".

تجربة جيدة

في المقابل قام ابناء محمد عبد المنعم ، 67 عاما ، بالبحث له عن زوجة "ولادي هما اللي اختاروا زوجة لي وكانت مطلقة وعمرها 55 عاما ولا تنجب.. وشافوا ان محتا ج ونس وكانت تجربة كويسة ولقيتها زوجة حنون وبتعتني بي وبمواعيد الدواء وأكلي وشربي، والواحد عمل حاجة حلال".

حل شرعي

"دا زواج ونس وهو حل شرعي لمواجهة الوحدة القاتلة، وليس معنى أن يصبح الرجل أو المرأة مسنًا وحيدًا أن تتوقف حياته ويظل في بيته ينتظر الموت، ولو كان الأب والأم معًا ويؤنسان وحدة بعضهما مش هيكون في مشكلة، ولكن قضاء الله اذا توفي احدهما ان يكمل الاخر حياته بما حلله الله "... يقول محمد عبد المنعم. 

عدد المسنين

وطبقا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، فأن عدد المسنين بلغ 6.410 مليون مسن عام 2018 (3.418 مليون ذكر، 2.992 مليون أنثى) بنسبة 6.7% (6.9% ذكور، 6.4% إناث) من إجمالي السكان ومن المتوقع ارتفاع هذه النسبة إلى 11.5% عام 2031

حقوق المسن

فيما كشفت نجلاء بدر ، معالجة اسرية، انه المسن هو احد افراد الاسرة ورعايته صحيا ونفسيا وانسانيا امر واجب علي كل فرد في العائلة ، فهو فرد قام بدوره عمل وربي واتم زواج ابنائه، ولا يمكن ان تكون مكافأته في نهاية العمر الوحدة والاكتئاب، وزواج الونس هو حل اجتماعي يلائم الارامل المسنين، لكونهم بحاجة للونس والرعاية، وبخاصة انهم في سن حرجة وقد يمرض أحدهم في فترة الليل أو المساء دون أن يجد من يسأل عنه أو يسعفه.

دور الأبناء

"علي الابناء ان لا ينظروا لزواج الونس انه فضيحة، وان لا يكونوا أنانيين وان يسعوا لمساعدة والدهم او والدتهم لايجاد شريك الحياة، خصوصا مع ارتفاع اعداد الارامل من الرجال والنساء الذين فقدوا شريك الحياة في رحلة العمر، وزواج المسنين اغلبه بيكون ناجح لأنه قائم علي المحبة والصداقة والاحترام، ولا يكون أساسه اشباع الرغبات"..تقول المعالجة الأسرية. 

نظرة المجتمع

وحول نظرة المجتمع تفسر المعالجة الأسرية "العرف الاجتماعي والموروث يمنع الارملة بالاخص من الزواج مرة اخري، ويرفض ابنائها، ويقل بالنسبة للذكور الارامل، حيث يجد الابناء حرجًا في زواج أمهاتهم بعد وفاة آبائهم، وفي المقابل تجد الأبناء يبحثون عن زوجك لابيهم الارمل، وهي نظرة خاطئة لابد من تغييرها ورد الجميل لكبار السن بعدما قاموا بدورهم تجاه ابنائهم".