الآن يمكنك استخدام مخبر خاص.. إعلان أول مكتب مخبرين بالإيجار في مصر

بنظارته السوداء وردائه البني الطويل، معتمرا طربوشا ليخفي ملامح وجهه، عرفه المصريون قديما، يتسلل في الخفاء ولكن ميزه المواطنون وعرفوا غايته ومراده من هيئته التي تخفى بها، جسدته السينما المصرية بصورته النمطية التي ظهر بها، وكان المخبر من أهم ما يميز الشارع المصري القرن الماضي، فكان يتتبع أثر الشخص ويحوم حوله لجمع بيانات أو معلومات عنه لتحقيق هدف ما، ومع مرور السنوات اندثرت صورة المخبر بالشكل الذي عهده المواطنون.
أتاحت التكنولوجيا الآن وسائل عديدة لمراقبة شخص ما، أو حتى تتبع بياناته عبر مدونته لمعرفته، فأصبحت السيدات أشبه بالمخبرين، تلك تراقب هاتف زوجها وتترقب مكالماته ورسائله لمعرفة تحركاته، وأخرى تترصد لحساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأما من كان مقتدرا ماديا فتمكن من تخصيص شخص ما لمراقبة هدفه، فأصبحت عملية المراقبة أسهل بكثير عن ذي قبل، تسهيلات ومزايا حصل عليها المصريون اليوم، حتى أصبحوا يشعرون بالتميز والتفوق عن أسلافهم، ولكن ماذا إذا كانت عملية المراقبة قديما أسهل من اليوم، وأكتر إتاحة للعامة.
"الآن يمكنك استخدام مخبر خاص.. أول مكتب مخبرين خصوصين بالجمهورية المصرية.. أخصائي في جميع أنواع التحريات، أبحاث، استعلامات، مراقبات، متابعات"، إعلان نشرته مجلة البوليس عام 1954، في سابقة من نوعها تعلن فيه عن أول مكتب مخبرين، وأخيرا أصبح بإمكان المواطنين تأجير مخبر لتولي أمور المراقبة بدون عناء البحث، مقابل مبلغ مادي لم يرد في الإعلان.
وأعلن مدير المكتب عن هويته ولكن لم يذكر اسمه كاملا، حيث تولى إدارته الدكتور ج. بغدادي، خبير في الأبحاث والتحقيقات الجنائية ومؤسس معهد الدراسات الجنائية والبوليسية، واتخذ مقرا له بالقاهرة بشارع عبد الخالق ثروت.