فى حى القبة بالقاهرة وتحديدا فى بيت آل سرجاني 10 شارع بن جحدم - حمامات القبة - القاهرة، عاش الملحن الكبير زكريا أحمد، والذي تمكن جهاز التنسيق الحضارى من توثيق منزله الذى عاش فيه من خلال وضع لافتة على باب العقار لتوثق للأجيال القادمة المكان الذى عاش فيه وتوضح اللافتة تاريخ تاريخ الميلاد: 06/01/1896، وتاريخ الوفاة: 15/02/1961.
يأتى ذلك في إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.
ولد زكريا أحمد بحي الحسين لأبٍ حافظٍ للقرآن وهاوٍ لسماع التواشيح، مما أكسبه الحسّ الموسيقي، دخل الكتّاب، ثم درس بالأزهر، وكان قارئًا ومنشدًا.
درس الموسيقى على يد الشيخ درويش الحريري الذي ألحقه ببطانة إمام المنشدين الشيخ علي محمود، كما أخذ الموسيقى عن الشيخ المسلوب وإبراهيم القباني وغيرهم.
في الفترة من عام 1914 – عام 1919 اشتغل بالإنشاد الديني.
في عام 1919 بدأ رحلته كملحن بعد أن اكتملت لديه معرفة الموسيقى وتفاصيلها.
بدأ التلحين للـمسرح الغنائي، ولحَّن لمعظم الفِرَق مثل: فرقة علي الكسَّار، وفرقة نجيب الريحاني، وزكي عكاشة، ومنيرة المهدية.
في عام 1931 بدأ التلحين لأم كلثوم، حيث لحن لها تسعة أدوار أوَّلُها هو ده يخلص من الله سنة 1931، وحتى آخر ألحانه لها "هو صحيح الهوى غلاب".
ويُعَدُّ زكريا أحمد من روّاد فن الطقطوقة، حيث ارتقى به شوطًا عظيمًا، كما كانت ألحانه كلها غارقة في العروبة والأصالة، وأُعيد تقديم أعماله المسرحية سنة 1970م إحياءً لذكرى هذا العملاق.
بات زكريا أحمد يشتري كتب الأغاني والموشحات والموسيقى أزعجت هوايته هذه والده كثيرا، فأخفى الشيخ زكريا كتب الأغاني وسط الكتب العلمية، لكن سرعان ما اكتشف أمره وعنفه أبوه بشدة وكان شديد القسوة معه، مما أخاف الشاب الصغير وجعله يترك منزل أبيه لا يعرف إلى أين يذهب وقد ضاقت به الدنيا.
حزن الوالد كما اكتأب الولد، لكن بعد أيام توسط أهل الخير بينهما فعاد الشيخ زكريا إلى منزل أبيه، وبدأ الأب الذي استبد به القلق على مستقبل ابنه ومصيره يحاول إسداء النصح له، باعتبار أن الفن في رأيه لا يطعم ولا يفيد، وها هم أساطير الطرب وأساتذة التلحين عبده الحامولي ومحمد عثمان ومحمد سالم، قد ماتوا جميعا فقراء.
وقام بتلحين أغاني العديد من الأفلام من بينها: الكروان له شفايف - قلبي يهواك - حكم قراقوش - أنا وحدي - ووضع لفيلم قيس وليلى الموسيقى التصويرية والألحان، إلى جانب الأوبريتات ومنها: دولة الحظ لفرقة علي الكسارعام 1924، ويعد أول ممثل سينمائي في أول فيلم غنائي ناطق "أنشودة الفؤاد".
يذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.