جيم أوف ثرونز.. ليست مجرد مشاهد تمثيلية تحكي عن صراع العروش والممالك في دراما خيالية لا تمت للواقع بصلة ولا تضرب بحكاياتها في عمق التاريخ الذي لم يرد فيه ما يزكي هذه الأساطير ويمنح تلك الصراعات بعدا حقيقيا.
game of thrones، أو صراع العروش تخطى مرحلة الدراما إلى واقع الأسطورة والتحفة التي أينما تحركت بأدواتها نحو منطقة في العالم، ساقت معها كل الأنظار إلى هناك وألهبت فضول الملايين حول العالم للزيارة وتتبع الأثر الذي سارت فيه ركاب أبطال المسلسل واحتوى قصصهم الخيالية.

والغريب في الأمر أن كلبين يملكهما أحد مواطنى أيرلندا الشمالية ظهرا في أحد مشاهد المسلسل، فما لبث أن تحولا إلى نجمين شهيرين وأصبح لهما حساب على انستجرام، ومؤمن على كل واحد منهما بأكثر من مليون دولار.

دولة عربية كان لها نصيب من الشهرة وحظا من السعادة التي تنثرها ظروف المشاهدات المليارية للمسلسل، وهي المغرب الذي استضاف تصوير بعض الحلقات، في مدينة الصَّوِيرة الأمازيغية العربية.
ومن خلال تتبع مشاهد المسلسل والنظر إلى مواقع التصوير، يمكن أن نلحظ بشكل كبير أن مصر تعج بأماكن شبيهة وربما أكثر رحابة وأعمق أثرا من تلك المواقع، لكن ثمة روتين يمنع الموافقات السلسة لاستقطاب تلك الأعمال العالمية للتصوير في مصر، على عكس الأمر في المغرب.

أما عن مشاهد التصوير الخارجية، فإن مواقع التصوير تتشابه بشكل أو بآخر مع الصحراء البيضاء الشاسعة في مصر بمنطقة الوادي الجديد والتي تبدو تضاريسها كنوع من أساطير الممالك القديمة وبراحتها الشاسعة لا تقل جمالا عن أي تضاريس في العالم.
الأمر نفسه يبدو متشابها بين بعض المناظر في المسلسل ومشاهد منطقة سانت كاترين في جنوب سيناء والتي تتداخل قمم تلالها البيضاء شتاءً مع السحاب المتساقط لتشكل دون تدخلات جرافيكية مناظر بديعة جديرة بالتصوير والتوثيق.
الأمر يبدو تخيليا، لكن دراسته واجبة والسؤال حتما يجب أن تتبعه إجابة، لماذا تمتلك مصر مقومات طبيعية غير موجودة في العالم ولا يمكن استغلالها سياحيا بتلك الطرق الترويجية.