تعرف علي قصة المئذنة الملتوية بالعراق وعلاقتها بمسجد أحمد بن طولون.. صور

إذا ذهبت في يوم ما إلي مسجد أحمد ابن طولون أحد المساجد الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، ستجد نفسك منبهرا بطراز معماري فريد اكثر ما يميزه مئذنته الملتوية المشابهة تماما لمئذنة مسجد سامراء في العراق.
وكشف د.محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق علاقة مسجد بن طولون بمسجد سامراء العراق.
وقال عبد اللطيف لـ صدى البلد :تأسست سامراء عام 221 هـ/ 836م فى عهد الخليفة المعتصم بالله ثامن خلفاء بنى العباس،وقصة إنشائها عجيبة فقد اشترى الخليفة المأمون العباسى عددًا كبيرًا من الأتراك واستخدمهم فى جيشه،وجاء المعتصم من بعده فاعتمد على العنصر التركى.
واتخذ الأتراك حراسًا له واستكثر منهم حتى أصبحوا يؤلفون غالبية الجيش العباسى، وأسندت إليهم أرفع مناصب الدولة وضاقت بغداد بهم، ونال الناس على أيديهم متاعب كثيرة فشكوا منهم إلى الخليفة واضطر إلى قتل عدد كبير منهم.
.وثقل ذلك على المعتصم وفكر فى بناء مدينة تتسع لهم ويجعلها عاصمة له،فأقام مدينة سامراء شرقى نهر دجلة من نهر القاطول الذى حفر مجراه زمن الرشيد.
أما عن مسجد سامراء الجامع فقد كان مستطيلًا بطول 240 مترا وعرضه 156 متر،وكان هذا المسجد اكبر المساجد التى شيدت فى العصور الإسلامية كلها،خاصة أنه كانت تحيط بجوانبه الشرقية والغربية والشمالية زيادات خارج جدرانه مما كان يجعل مقاساته الخارجية 444 مترًا طولًا و 376 مترًا عرضًا أى ما يعادل مساحة أربعين فدانا.
وتعددت أبواب المسجد تبعا لاتساع أرجائه فكانت، جملتها 16 بابا منها اثنان يحفان بالمحراب، ومثلهما فتحا فى جدار المؤخر وخمسة مفتوحة فى الجدار الشرقى وسبعة فى الجدار الغربى.
أما مئذنة الجامع الملوية والتى بنى أحمد بن طولون مئذنته فى القطائع بمصر على نمطها، فهى تقوم على قاعدة مربعة طول ضلعها 33 مترًا وتتصل بمؤخرة المسجد عن طريق طوله 25 مترًا وعرضه 12 مترًا.