- وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية تستمر في نشر معلومات متعلقة بـ "صفقة القرن"
- المعلومات المسربة تستهدف "جس نبض العرب"
- مواقف ترامب المسبقة تجاه إسرائيل تثير التساؤلات بشأن إنصاف الفلسطينيين
- مواقف عربية لا تتزعزع ضد التنازل عن حقوق الفلسطينيين
على مدار 3 سنوات، لا تتوقف وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية عن نشر معلومات فيما يتعلق بـ "صفقة القرن" التي تعدها الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب، لوضع نهاية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وعلى الرغم من أن هذه المعلومات التي يتم نشرها ليست مؤكدة، إلا أنه يبدو الدافع من وراء هذه المعلومات هو جس نبض العرب وإلى أي مدى سيقدمون تنازلات متعلقة بهذه الاتفاقية.
توضح شبكة "روسيا اليوم" الروسية أنه تتردد وتتسرب بنود صفقة القرن منذ عام 2016 بأشكال مختلفة، فبعض التقارير لا تتحدث عن قيام دولة فلسطينية، وتقارير أخرى تقول أنها ستسمح بإقامة دولة، بينما تزعم أخرى أن دول مجاورة ستمنح أراضي للفلسطينيين.
غير أن هذه التقارير لها مغزى، بحسب القناة، وهي جس نبض العرب وتحديد موقفهم تجاه هذه المعلومات التي يتم تسريبها.
- بنود مسربة لجس النبض
شهد عام 2018 تسريب العديد من المعلومات غير المؤكدة عن صفقة القرن المزعومة، والتي جاءت بالتزامت مع خطوات خطيرة اتخذتها الإدارة الأمريكية تمهيدا للإعلان عن هذه الخطة.
وأكدت البنود المسربة أن صفقة القرن تأتي عكس كافة خطط السلام السابقة، التي تقوم على أساس إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على أساس حدود 1967، ولكن الصفقة لا تقوم بالأساس على معادلة السلام مقابل الانسحاب، بحسب "روسيا اليوم".
وتحدثت أيضا البنود المسربة عن أن بنود الصفقة ستتضمن التطبيع العربي مع إسرائيل، الذي سيكون أحد الأعمدة الهامة التي ستتضمنها خطة ترامب للسلام.
وتم تسريب 4 بنود فقط من الصفقة في عام 2018، كنوع من جس النبض العربي، حيث تضمنت إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمناطق "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية.
- رفض عربي مسبق
توضح القناة أنه رغم عدم وجود معلومات مؤكدة فيما يتعلق بمحتوى صفقة القرن، إلا أن البنود والنسخ المتعددة لشروط الصفقة تجعل الرفض يأتي قبل إعلانها رسميا.
تتابع القناة أن صحف أمريكية تقول أن إدارة ترامب لديها ما يعرف باسم "خطة يوشع بن آريه" التي وضعها عام 2003، بتمديد حدود غزة داخل سيناء، غير أن مصر نفت بشدة أي مقترحات توطين أو إعطاء الأرض كما أنها لا تعترف بمصطلح صفقة القرن، مثلما جاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي قال أن هذا المصطلح خلقة إعلامية.
- صفقة قرن ستخدم إسرائيل
تعكس السياسات التي يتبناها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب منذ مجيئه إلى البيت الأبيض، مدى تقاربه ومحاباته للدولة العبرية، بداية من نقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي لم يتجرأ رئيس أمريكي سابق على أخذه.
الأمر تعدى ذلك، إذ علق ترامب المساعدات المالية لمنظمة الأونراو المسؤولة عن توظيف الفلسطينيين، وكذلك أغلق مكتب منظمة التحرير الفلسطينيية.
وأخيرا، أعلن ترامب سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة بواسطة الدولة اليهودية.
وجراء هذه السياسات، يفسر الكثيرون أن الصفقة المنتظرة سوف تترجم أكثر مصالح إسرائيل على الأرض، والذي يظهر من التقارب الكبير بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتسبب في تعليق المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية منذ عقد تقريبا.
- تمرير قد يقود لانتفاضة ثالثة
في تصريحات تعود إلى 17 أبريل الماضي، أوضح جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، ومستشاره السياسي أن صفقة القرن ستعلن بعد شهر رمضا، موضحا أن مقترح السلام في الشرق الأوسط يتطلب تنازلات من الجانبين.
وطالب كوشنر، بحسب التصريحات التي نلتها وكالة "رويترز" حينها، الدول على التحلي بذهن منفتح تجاه مقترح ترامب المنتظر الإعلان عنه للسلام في الشرق الأوسط.
لكن الصحف العربية توقعت أن تمرير هذه الصفقة لن يكون سهلا مثلما يتوقع كوشنر.
ففي تقرير نشره موقع "فلسطين أونلاين"، بين: "لن يستطيع أي طرف أو قوة فرض صفقة ترامب على الفلسطينيين وطالما لا يوجد طرف فلسطيني يقبل ذلك فلن تمر الصفقة".
وأشار الموقع إلى أنه حتى بعض الأكاديميين الإسرائيليين الذين حذروا أمريكا وإسرائيل بأنهم سيكونون أمام الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، كما حدث حينما رفض عرفات في كامب ديفيد عرضا أكثر تقدما من صفقة ترامب، فرفضها الفلسطينيين وفجروا انتفاضة الأقصى.
يتابع الموقع بالقول إنه لن يكون سهلا إذا تمرير أي صفقة مشبوهة تنقص من الحق الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطينيي وعبر مسيرات العودة يمكن أن يحبط أفعال هذه الصفقات.