قال الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه فيبما ورد بالكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة، أن هناك عبادة اجتمعت عليها كل الكائنات.
وأوضح «الثبيتي» خلال خطبة الجمعة اليوم بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، أن السجود هي العبادة التي اجتمعت عليها كل الكائنات، فقال الله تعالى: « أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ».
وحث على الإكثار من السجود طاعة لله تعالى، ولما له من أثر على النفس فإن اشتدّت الكربات على المسلم, وحاصرته الصعوبات, وواجهته الملمات، فإن السجود فرج لكل همٍ, ومن ضاق صدره، وأحزنه الناس، فليكثر من الصلاة والسجود والدعاء، فقال الله عزّ وجلّ : « وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ».
وأضاف أن السجود يطفئ غضب الرحمن, ويوجب الرضا منه سبحانه وتعالى, ففي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا وقف الناس في عرصات يوم القيامة وانطلقوا للشفاعة فاسألوا الأنبياء وانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا : يامحمد أما ترى ما نحن فيه أما ترى ما بلغنا، فيقول صلى الله عليه وسلم ( أنا لها ) فينطلق صلوات الله وسلامه عليه فيسجد تحت عرش الرحمن, قال صلى الله عليه وسلم (فأستأذن ربي فيؤذن لي فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد لا أقدر عليه الآن يلهمنيه الله ثمّ أخرّ له ساجدًا فيقال لي يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفّع) رواه البخاري.
وتابع: كلما خبّت عليك نسائم الخيرات، وفيوض عطاء الرحمن, فاسجد لله شكرًا على نعمه، فما أجمل أن يتقلّب المسلم في ليالي رمضان ينهل من عبق لذّة السجود وفضائله، ومسارعة الخطى إلى الرحمن سجودًا وقنوتًا، والحرمان كل الحرمان، يحرم عبد نعمة السجود بين يدي الله، فمن تكبّر عن السجود لله في الدنيا، فلن يستطيع السجود في الآخرة إذا دعي لذلك، قال تعالى: « وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا».