الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حدث عام 1979.. إمام سعودي يكشف تفاصيل تحقيقات اقتحام الحرم المكي ..فيديو

اقتحام الحرم المكي
اقتحام الحرم المكي 1979

نقلت صحيفة "سبق" السعودية عن إمام وخطيب مسجد قباء المدير العام لمركز البيان لتدبر معاني القرآن بالمدينة المنورة، الشيخ صالح عواد المغامسي، أن "جهيمان العتيبي" صاحب فكرة اقتحام الحرم المكي عام 1400هـ (1979 م) لم يكن ذا بُعد سياسي، ولم يكن ذا عمق فكري أو آلة بيد أحد.. مشيرًا إلى ما قاله جهيمان أثناء التحقيق معه عندما سُئل عن سبب استحلاله القتل؛ إذ تلا آية من القرآن الكريم، ولم يكملها؛ وهذا دليل فهمه الخاطئ.

وقال المغامسي: جهيمان دعا الناس إلى البيعة، ولا أدري إن كان أحد قد قام للبيعة أم لا، لكن قتل المهدي المزعوم؛ لأنهم بدؤوا هم في إطلاق الرصاص. وعندما قيل لجهيمان في التحقيق لما استحللت القتل؟ تلا قوله تعالى {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه ۖ فإن قاتلوكم فاقتلوهم...}، وسكت!.. فقال له من كان يحاوره - وكان يحفظ القرآن الكريم، وأنا أعرف الذي كان يحاور جهيمان شخصيًّا – أكمل. فصمت جهيمان!.. فعرف وقتها أن هناك ندمًا؛ لأن الآية بعدها {كذلك جزاء الكافرين}، وجهيمان لم يكن يرى أن المصلين في المسجد الحرام كفارًا، وحينها أسقط في يده، وأنه وقع في أمر لم يصب فيه البتة. فلما عرف أن صاحبه (مدعي المهدي) قد قُتل تبيّن له أن البناء كله قد انهدم، وتقوض، وأنه لا مهدي، ولا الأمر الذي كان يطلبه.

وتناول المغامسي في قراءة متأنية حادثة الحرم المكي وظهور جهيمان، التي أصبحت هذه الأيام حديث الساحة الثقافية، وذلك من خلال برنامجه اليومي الرمضاني "منابر النور" على قناة MBC، وقال: "قلت مرارًا عبر منابر عدة إنني إذا ذكرت أحدًا سبقني إلى الله أترحم عليه مهما فعل، وبصرف النظر عن حاله، فالله سبحانه قال {إن إلينا إيابهم (*) ثم إن علينا حسابهم}. فالله لم يكل إلينا محاسبة الخلق، فجهيمان بن سيف العتيبي -رحمة الله تعالى عليه وغفر الله له ولمن معه- لم يكن ذا بُعد سياسي، ولم يكن ذا عمق فكري، ولم يكن آلة بيد أحد! وليس هناك عدو للدولة استغله أو بعثه أو أرسله.. وإنما هو من نفسه طواعية".

ووصف المغامسي جهيمان بأنه كان ذا نفس قوية، لكنها لم تكن في الطريق الصحيح؛ بدليل أنه فعل ما فعل، ولكن العقل عند جهيمان كان ضعيفا جدًّا وساذجًا؛ فوقع -رحمه الله- في أمور.

وأضاف المغامسي: لم ألتقِ جهيمان؛ إذ كنت وقتها طالبًا في الصف الثالث الثانوي في المعهد العلمي بالمدينة، وأنا الآن على مشارف الستين من العمر، ونسأل الله حسن الخاتمة.

ولفت إلى أن سبب اختيار المهدي غرة محرم 1400 لكونه يريد أن يأتي القرن الخامس عشر الهجري ويأتي المهدي هذا في بداية قرن جديد. وأضاف: خلط جهيمان في فهم الأحاديث عن ظهور المهدي المنتظر؛ فأتى برجل اسمه محمد بن عبدالله القحطاني، ولم يكن من آل البيت، وإنما من قحطان، لحديث آخر، هو حديث مسلم "لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوس الناس بعصاه"، فركبها جهيمان رغم أنهما شخصان مختلفان، فأتى بهما في شخصية واحدة.

وتابع المغامسي: حديث الركن والمقام لم يسمَّ فيه المهدي، والحديث يقول "يبايع لرجل بين الركن والمقام".

ومضى الشيخ المغامسي: أراد جهيمان بالأسلحة التي أدخلها في الجنائز إلى الحرم السيطرة على الركن والمقام حتى يعلن البيعة؛ لأنه في اعتقاده أنه لو تم هذا الأمر، وقام 6 أشخاص بمبايعة المهدي المزعوم بين الركن والمقام، فالقضية انتهت! إذ كان متكئًا على فهمه الخاطئ لهذا الحديث الصحيح.

وأردف: عندما وصل جهيمان إلى الركن والمقام ظن لضعف في عقله -رحمة الله عليه - أن الأمر انتهى؛ فطالب الناس حينها بالبيعة، ولا ندري إن كان أحد بايع أم لا، ولا أظن أن أحدًا بايع.

وأضاف: الشيخ محمد بن عبدالله السبيل -رحمه الله- كان إمامًا للحرم في ذلك الوقت، واستطاع بطريقته وفطنته أن يخرج حتى لا يلبس الأمر صبغة رسمية؛ لأنه لو بايع إمام الحرم تصبح مشكلة للناس، ولكنها لن تصبح مشكلة في التاريخ، سواء بايع الناس أو لم يبايعوا؛ فلن يتغير من الأمر شيء؛ لأن هذا ليس المهدي، وليس ذلك الوقت، ولا هذا الوقت هو أوان وموعد ظهور المهدي.

وعلق المغامسي على الفهم الخاطئ للأحاديث من قِبل جهيمان بأن أكثر الأتباع ممن التحقوا بالجماعات والتنظيمات الإرهابية وفِرق الضلال من القاعدة أو داعش أو النصرة كان لديهم فهم خاطئ للأحاديث، لكن القادة يفهمون اللعب جيدًا إلا أنهم أرادوا بالأمة كيدًا، لكن جهيمان كان صادقًا مع نفسه وإن أخطأ؛ ولذلك ندم.