الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العيد القومي للغربية.. 7 أكتوبر يوم صمود الشعب ضد الحملة الفرنسية

صدى البلد

7 أكتوبر هو العيد القومي لمحافظة الغربية والتي بدأت في 1798 عندما شاع ملامح أعراض الهياج والثورة فى طنطا عندما أجمع أهلها عن الامتناع عن دفع الضريبة أو غرامة تفرض عليهم فى عهد الاحتلال الفرنسي الغاشم.

وكان نابليون ينظر إلى موقع طنطا كمدينة مقدسة للمسلمين، تلى مكة والمدينة فى الأهمية ويستشعر احترامها محافظة على إحساس الأهالى، فتحاشى أول الأمر أن يرسل إليها قوة من الجنود كيلا يصطدموا بالأهالى أو يعتدوا على الشعائر الدينية فتثور ثائرتهم، ولكن قومندان الغربية رأى روح الهياج والتمرد تقوى وتشتد، فأرسل إليها كتيبة من الجنود وعهد إليها اعتقال زعماء المدينة وأخذهم رهائن، وكلفها كذلك أن تخضع الأهالى فيما جاورها وفى البلاد الواقعة على طريق الجنود وأخذ الرهائن منها، وكان دعاة الثورة فى القرى يحرضون الأهالى على العصيان.

كما وصلت الكتيبة الفرنسية تجاه طنطا يوم 7 أكتوبر 1798 ورابط قائدها بجنوده وكلف حاكمها سليم الشوربجى أن ينفذ إليه أربعة من كبراء المدينة يكونون رهائن، فجاء بأربعة من أئمة مسجد السيد البدوى، ورفض أكابر المشايخ أن يحضروا معه ليعطوا القائد الفرنسى موثقا بالمحافظة على السكينة فى طنطا.

وكان المولد قائما آنذاك – وقد تجمع فيه خلق كثير من أرجاء البلاد، فلم يكد قائد الكتيبة ينزل الرهائن الأربعة إلى المراكب ليبعث بهم للقاهرة حتى هرعت الجماهير مسلحين بالبنادق والحراب يصيحون صيحات الغضب والسخط، رافعين الرايات والبيارق، فلما رآها أهالى البلاد المجاورة أقبلوا من كل حدب وصوب وانضموا إلى الثائرين وفيهم 150 من الفرسان، فاندفعت هذه الجموع على الكتيبة وكادت تستولى على المراكب التى معها فقابلتها الكتيبة بنار شديدة من البنادق الحديثة، فانهزمت الجموع إلى المدينة، وعادت غير مرة تهاجمها ثم ترتد إلى داخل البلد.

ورأى قائد الكتيبة أن لا سبيل إلى تعقب الثائرين فى مدينة كبيرة كطنطا لقلة عدد جنوده وافتقاره للمدفعية فلزم خطة الدفاع واقتصر على منع الثائرين أن يحيطوا بجنوده وعلى الدفاع على مراكبه، وتمكن من إنزال معظم قوته بالسفن ومعهم الرهائن، ثم أقلعت سفنه، وترك قوة من رجاله على شاطئ الترعة لمنع الثوار أم يلحقوا به، وانسحب الثوار بعد المعركة دامت أربعة ساعات، وقد قرر القائد الفرنسى عدد الثوار بعدة آلاف، وقدر خسائرهم بثلثمائة بين قتيل وجريح.

كما طلب من نابليون معاقبة أهالى طنطا وألح فى طلب المدد من الرجال؛ لأن معظم الثوار كانوا منهم ولكن نابليون جنح وقتا ما إلى الحكمة، وآثر أن يتريث ولا يتمادى فى التقتيل والتنكيل، إذ خشى عاقبة انفجار الهياج فى مدينة لها حرمتها عند الأهلين.

وكان القائد قد نبه نابليون إلى أن الثوار قد استعانوا بالعرب، فكفه نابليون أن يأخذ الرهائن منهم لإخضاعهم، وإن لم يذعنوا فلينكل بهم وقد عزم نابليون على تجريد الحملة عليهم بقيادة قائد جديد عينه قومندانا لمديرية المنوفية.

كما أمره أن يسير إلى العرب فى سنباط حيث يرابطون بها ويحاربهم، وينتزع منهم الرهائن والأسلحة ولهذا تحتفل طنطا ومحافظة الغربية بالعيد القومى لها فى الـ 7 من شهر أكتوبر من كل عام وبعد عيد النصر الـ6 من أكتوبر.