الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موس المزين قاتل.. «ختان الحلاقين» عادة متخلفة قتلت طفل المنوفية

ختان المزين خطر
ختان المزين خطر

خلال الأيام الماضية، قام أب بإجراء ختان لطفل لم يتجاوز العامين ولم تكن الجراحة لدى طبيب، ولكن قام بإجرائها لدى حلاق، وهو ما كشفت عنه الأم التي استغاثت من قسوة زوجها، ولم تسطيع حماية طفلها، وبررت أنه قام بذلك "استعان بالحلاق لانه خايف يدفع ثمن التذكرة وأخذ الطفل عنوة ونزل به لمحل الحلاقة، وعاد الطفل يصرخ وضربه "حسبما أكدت والدة الطفل "ياسمين"، بإحدي قرى المنوفية، وقد حررت محضر ضد الزوج.

عدوى بكتيرية

وأوضحت أن الطفل أصيب بعدوى بكتيرية بسبب العملية الإجرامية التي ارتكبت في حقه، وخضع للعلاج 7 شهور متواصلة، كما أصيب بصدمة عصبية جراء الختان لدى الحلاق بطريقة خاطئة، لأن الأدوات غير معقّمة.

تاريخ "المزين"

وتعتبر عادة إجراء "الختان" لدى الحلاق او "المزين" كما يطلق عليه، قديما، وكان الأهالي بالقرى والمناطق الشعبية، يستقبلون الطفل بالأغاني الشعبية "إلبس يا مطاهر وانزل الزفة، حسبتك بالإمام يا عريس يا خفة، والبس يا مطاهر وزور المقام، حسبتك بالسيدة وبسيدنا الإمام، وكانت طهارة الاولاد (الختان ) من المناسبات الشعبية المثيرة للبهجة، و تتم في مختلف الأحياء، وكان (المزين) هو بطل هذا الحفل..فيما اتخذ مشاهير المزينين دكاكين في الأحياء التي تقام فيها موالد أولياء الله.

زفة "المطاهر"

وكان هناك زفّة المطاهر التي كانت تتم في الموالد الشعبية لها طقوس ترتبط بالعادات والتقاليد، فكان الأطفال الأغنياء يركبون عربات الحنطور ومعهم أهلهم من النساء والرجال حتى يصلوا إلى دكان المزين، ثم يقوم (المزين) بعمله، و تعلو زغاريد النساء، وكانوا معروفين بأسمائهم، وارتبط تواجدهم بالاماكن الدينية، مثل الإمام الشافعي" أو "السيدة زينب" وسيدنا "الحسين" ليُقْبِل عليه الناس.. فكانت النسبة إلى الأولياء أو الأحياء.

أعمال مجرمة

ورغم تجريم تلك الأعمال لدي الأماكن غير المخصصة للذكور ، وتجريمها للإناث بشكل عام، إلا أنه مازال هناك تواجد لدكاكين "الختانين" او "المطهراتية"، وبالاخص ببعض الأسواق الشعبية كسوق الجمعة بمنطقة الإمام الشافعي، وحسب ما تم رصده من وقائع، أصبح يستخدم المزين "بنج موضعي، بالاضافة للامواس او المقص، ويقبل عليه أهالي القري والنجوع في المواسم الدينية، بحجة الحصول على البركة، واسعارها لا تتعدي 100 او 150 جنيه للطفل او الطفلة.

معدل الختان

وحسب آخر مسح سكاني في مصر كشف أن النساء من سن 15 إلى 49 عامًا 92% منهن أُجريت لهن عملية الختان، و50% من هذه الفئة أجريت لهن هذه العملية فى سن من 7 لـ10 سنوات، اعتقادًا بأن الختان عفة وطهارة للفتاة.

موالد الأولياء

وانتشرت تلك العادة أيضا في رحاب موالد الأولياء ومقامات الصالحين، تيمنًا وتبركًا بسيرتهم، رغم زيادة عدد المراكز الطبية والعيادات التي تُجرى هذا النوع من الجراحات البسيطة،ولكن أستمر لجوء المصريين للحلاقين خلال الموالد، ومنها مولد "السيد البدوى" بمدينة طنطا، فى محافظة الغربية، حيث يقومون بإجراء عمليات الطهارة للأطفال، ويتواجد "الختانين" أمام المساجد الصغيرة القريبة من مسجد "السيد البدوى"، وتتم علي الأرصفة وداخل محال الحلاقة، باستخدام مطهرات وبنج موضعي أيضا، وبعض أدوات الحلاقة، واغلبهم كبار سن زاولوا المهنة منذ الصغر، او ورثوها لابنائهم، وكل ما يطالبون به الأهل هو "تغير على الجرح لمدة يومين".

بعض الخرافات

ويرافق ذلك ما يعرف بـ "النذر"، حيث يقوم اهالي الطفل بتوزيع "لحم وعيش"، بعد "ختان الطفل، وتوزيعها على الزائرين فى فناء ساحة المسجد، وأيضا قيام الأسر بشراء الحمص والحلويات والمكسرات وتوزيعها على زوار المولد.

مخالفة للقانون

فيما كشف دكتور نبيل مراد، استشاري الأطفال، أن استمرار قيام الأهالي بختان الأطفال، لدى الحلاقين، أمر مخالف للقانون ومزاولة مهنة بدون ترخيص، ويؤدي لإصابة الطفل بالتهابات وبكتيريا، لأنه الأدوات غير معقمة وقد يحدث نزيف ، ولا يتمكن الحلاق من التصرف ويتعرض الطفل لخطر الوفاة، او خطر قطع الشريان الرئيسى.

"التخدير الخاطئ يسبب صدمة عصبية، وعدم قدرة الطفل إخراج البول بعد العملية، وحدوث ندبات ضخمة لدي الطفل، ولهذا لابد من منع تلك العادات الموروثة التي قد تؤدي لوفاة الطفل"يتابع,

تجريم الختان

وتم تجريم ختان الإناث بشكل قاطع منذ عام 1996، حينما أصدر الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة السابق، قرارا بحظر ختان الإناث في المرافق الصحية العامة والخاصة، إلا أن وفاة الطفلة بدور عام 2007 في محافظة المنيا دفع الدولة للتحرك بقوة لوقف الختان، كما اصدرت وزارة الصحة قرارًا برقم (271) لسنة 2007 يحظر على الأطباء وأعضاء هيئات التمريض وغيرهم إجراء أي قطع أو تسوية أو تعديل لأى جزء طبيعي من الجهاز التناسلي للأنثى (الختان) سواء تم ذلك في المستشفيات الحكومية أو غير الحكومية أو غيرها من الأماكن الأخرى، هذا بالإضافة إلى إقرار مجلس الشعب فى عام 2008 تشريعًا يجرم ختان الإناث.