- الطالبة تحدثت في التليفون أثناء المحاضرة ورفضت الانصياع لأمر الأستاذ الجامعي بالتزام الهدوء
- موجة استياء وغضب شديدين على مواقع التواصل جراء التجاوز من الطالبة وتهديدها لأستاذ المادة
بسبب مكالمة تليفونية، اشتعلت الحرب بين أستاذ جامعي وطالبة بكلية الحقوق جامعة طنطا، حيث رفض عميد كلية الحقوق بطل الواقعة، اعتذار أقارب الطالبة صاحبة عبارة "هوريك إنت بتعمل كده إزاي"، داخل أروقة المدرج الجامعي خلال المحاضرة.
فتاة في نهاية العقد الثاني من عمرها أصرت على تهديد الدكتور محمد إبراهيم، أستاذ جامعي وعميد كلية الحقوق بجامعة طنطا، لاعتراضه على سلوكها وقيامها بالتحدث تليفونيًا والكلام جانبيا مع زملائها أثناء إلقاء محاضرة لمادة "القانون التجاري" الأربعاء الماضي، والتي امتدت لساعتين على الأكثر.
الجملة التي خرجت من بين شفتيها لم تمر مرور الكرام، فشهدت مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي موجة من الاستياء والغضب الشديدين جراء هذا التجاوز من الطالبة وترديدها عبارات تهديد ووعيد للأستاذ الجامعي، لاعتراضه على سلوكها غير اللائق أثناء محاضرة هامة وحضور المئات من الطلاب والطالبات، فيما اعترض الكثير على رد الأستاذ الجامعي الذي يحمل إيحاءات جنسية.
ولجأ الأستاذ الجامعي إلى استدعائها والحضور إلى الصف الأول بالمدرجات وإعطائه الكارنيه وطلب منها الخروج، إلا أن الطالبة أخبرته أنها كانت تتحدث إلى والدها في مكالمة مهمة وضرورية، وأعطته التليفون ليتأكد بنفسه، فما كان منه إلا أن ألقى التليفون على الأرض وحطمه وطردها فقالت له الطالبة "هوريك انت بتعمل كده ازاي"، فقال لها في جملة اعتبرها الطلبة تحمل إيحاءات جنسية "ابقي وريني بره عشان مينفعش توريني أمام الطلبة".
في المقابل، لاقت تلك العبارات صدى واسعا واستياء لدى عدد من المواطنين وأساتذة الجامعات والطلاب والطالبات، حيث وصفها البعض بأنها تطاول غير مقبول في حوار دائر بين الطالبة وأستاذها الجامعي، فضلا عن وصفهم أن المشادة كلامية بينهما أمام جميع الطلاب تضمنت ألفاظا خارجة من الطالبة وألفاظا تحوي إيحاءات جنسية من الدكتور مما أثار حالة من الجدل بين المواطنين وأساتذة وطلبة الجامعة حول ما وصلت إليه التقاليد والأعراف الجامعية ومدى علاقة الاحترام بين الطالب والأستاذ الجامعي طوال عقود وسنوات مضت.
من جانبه، أكد الدكتور محمد إبراهيم، عميد كلية الحقوق بجامعة طنطا، أنه أثناء إلقائه محاضرة في مادة القانون التجاري الأربعاء الماضي، فوجئ أثناء التحرك على منصة المدرج بقاعة المحاضرة بشروع إحدى الطالبات بالتحدث تليفونيا وقيام طالب آخر بتدخين سجائر، الأمر الذي دفعه إلى التأكيد على خروج الطالب من المحاضرة في بشكل أدبي وسلمي.
وقال: "تعجبت من كلمات الطالبة وترديدها عبارات "هوريك.. بتعاملني كده إزاي.. متعرفش أنا مين"، وبشكل تلقائي طلبت منها كارنيه الكلية وبياناتها والانصراف، ولكنها انزعجت لرفضي حديثها التليفوني"، موضحًا أنه تقدم بشكوى ومذكرة رسمية إلى عميد كلية الحقوق الدكتور عادل الميهي ضد الطالب والطالبة لتجاوزهما غير اللائق أخلاقيا وسلوكيا.
وأضاف أن وفدا من أقارب الطالبة حرص على تقديم الاعتذار له بديوان مكتبه ولكنه رفض قبوله وطلب اعتذار الطالبة أمام زملائها عما بدر منها، وتابع: "أنا أستاذ جامعي أراعي الله في عملي وأراعي دوري ورسالتي العلمية ودواعي الالتزام بقدسية العمل داخل الحرم الجامعي بجامعة طنطا".
فيما كتبت الطالبة بكلية تجارة جامعة طنطا "إنجي. م" وصاحبة واقعة الإيحاءات الجنسية للأستاذ الجامعي الأربعاء والتي تم تداولها بمقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث عبرت الفتاة عن تعرضها للاضطهاد والظلم بكتابتها عبر حالة الواتس "مظلومة وبموت كفاية كده".
في المقابل، عبر أقارب الفتاة عن استيائهم وغضبهم الشديدين جراء تعرضها للتحقيق بشئون الطلاب بكلية التجارة على الرغم من سعيهم لتقديم واجب الاعتذار إلى عميد كلية الحقوق "الأستاذ الجامعي" لحفظ أمان مستقبلها دراسيا، مشيرًا إلى أن الفتاة تمر بحالة صحية صعبة ودخلت في أزمة نفسية داخل منزل العائلة بطنطا.
وأضافت مصادر مقربة لـ"صدى البلد" أن الفتاة دخلت في نوبة من البكاء والانهيار الكامل بعدما تعرضت للإهانة أمام زملائها وزميلاتها حال وقوفها أمام الأستاذ الجامعي بمنصة المدرج، فضلا عن تعرضها لوعكة صحية كادت تقضي على حياتها.
وناشدت المصادر وزارة التعليم العالي مراعاة الظروف الصحية والنفسية للفتاة حفاظا على مستقبل الدراسي.
وكشفت مصادر داخل مجلس إدارة جامعة طنطا اليوم عن تكليف نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب والدراسات العليا بناءً على توجيهات الدكتور مجدي سبع، رئيس الجامعة، بفتح باب التحقيق في واقعة "الإيحاءات الجنسية ومشادات كلامية بين طالبة وأستاذ جامعي "الأربعاء الماضي بقاعة المحاضرات بكلية التجارة واتخاذ جميع الإجراءات القانونية في شأن المخالفين.
وأفادت المصادر داخل الجامعة أن رئيس الجامعة وجه بتشكيل لجنة من الشئون القانونية والاستماع إلى أطراف الواقعة وأخذ أقوال عميدي كلية التجارة والحقوق وشهود عيان من الطلاب، مؤكدا ضرورة الالتزام الكامل بجميع اللوائح الانضباطية للطلاب الكليات على مستوي مجمعي سبرباي والمجمع الطبي.
وقالت المصادر إن رئيس الجامعة شدد في تعليماته خلال فترة سفره خارج البلاد لارتباطه بأحد المؤتمرات واللقاءات العلمية، على ضرورة تشديد تواجد أفراد الأمن الإداري داخل كليات الجامعة ومنع وحجب تداول السجائر قبل وأثناء وبعض جميع المحاضرات العلمية وردع أي طالب أو طالبة تصرفوا خارج أعراف وقوانين الحرم الجامعي.
وأصدرت جامعة طنطا بيانا رسميًا بشأن الفيديو المتداول بشأن طرد طالب وطالبة من المدرج، حيث أوضحت الجامعة أن الواقعة تعود إلى الأربعاء الماضي بكلية التجارة.
وأوضح البيان أنه فوجئ بعميد كلية الحقوق أثناء إلقائه محاضرة في مادة القانون التجاري بكلية التجارة بالجامعة بإحدى الطالبات تتحدث تليفونيا وقيام طالب آخر بتدخين سجائر، الأمر الذي دفع عميد كلية الحقوق إلى التأكد من شخصية الطالب الذي رفض الإفصاح عن هويته والمجاهرة علنًا أمام الطلاب بالتدخين لأكثر من سيجارة.
وقال البيان إن هذا الوضع دفع عميد الحقوق إلى إحضار أفراد الأمن الإداري بالكلية لاصطحاب هذا الطالب خارج المدرج نظرًا لتعامله بشكل غير مسئول، فقام الطالب بترديد عبارات وحركات مسيئة لشخص عميد الحقوق على مرأى ومسمع من الطلاب الحاضرين أثناء خروجه.
وأضاف البيان أن هناك أيضًا طالبة طلب العميد منها تحقيق الشخصية وغلق التليفون أثناء المحاضرة، لكنها رفضت الإفصاح عن هويتها واستمرت في المحادثة، ومع إصرار العميد على إفصاح الطالبة عن هويتها وتحقيق شخصيتها فوجئ بها تردد عبارات غير لائقة، الأمر الذي أثار غضبه فألقى بهاتف الطالبة، فأعادت الطالبة تكرار نفس العبارات فطلب منها أن يكون تهديدها خارج المدرج وعقب انتهاء المحاضرة تقدم عميد كلية الحقوق بمذكرة رسمية إلى عميد كلية التجارة ضد الطالب والطالبة لتجاوزهما غير اللائق أخلاقيا وسلوكيا.
وأكد عميد كلية التجارة أنه تم التحقيق مع الطالب والطالبة، وكذلك الاستماع لشهود العيان من الطلاب وسيتم رفع تقرير مفصل غدًا بالواقعة وملابساتها لرئيس الجامعة لاتخاذ ما يلزم.
كان الدكتور مجدي سبع، رئيس جامعة طنطا، أصدر توجيهاته فور علمه بالواقعة بفتح تحقيق عاجل في الواقعة والتأكد من مدى صحتها، مشددًا على مواجهة جميع التصرفات الخارجة عن التقاليد والأعراف الجامعية.
كما شدد رئيس الجامعة على ضرورة سماع أقوال جميع الأطراف في واقعة تطاول الطالبة والطالب أثناء المحاضرة، منبها على ضرورة الالتزام بتنفيذ صحيح القانون في هذا الشأن.