الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فكروني ليست من تلحين عبدالوهاب.. حكاية معجب أثار الجدل ضد أم كلثوم وموسيقار الأجيال| نوستالجيا

الموسيقار محمد عبدالوهاب
الموسيقار محمد عبدالوهاب وأم كلثوم

رغم نجاح أغنية «فكروني» لكوكب الشرق أم كلثوم وألحان الموسيقار محمد عبدالوهاب على مدار عدة عقود، إلا أنها لم تسلم من انتقادات النقاد أو الجمهور، ومنهم شخص أثار الجدل باتهامه لعبد الوهاب بأن هذه الأغنية ليست من ألحانه.

المعارضة في أغنية "فكروني" ظهرت حينها من المستمعين، حيث تلقت مجلة الكواكب في سنة 1966 رسالة من القارئ الأديب م.ع.ع ينتقد فيها الأغنية بطريقة أدبية، رافضا الإفصاح عن اسمه.

وقال كاتب المقال إن القارئ م.ع.ع والذي بدا من خلال رسائله، أنه "سميع" مثابر على السماع والطرب منذ أكثر من ثلاثين عامًا، واتضح أن له تحليلات وآراء ثاقبة في الأغاني القديمة، وظهر أن مثله الأعلى من الملحنين رياض السنباطي، وكان له رأي خاص في أغنية فكروني، نقلته المجلة من رسائله، واعتبروا أن رأيه هذا يمثل جانب المعارضة" بين جمهور المستمعين المعجبين بالأغنية وألحانها الوهابية الراقصة وغير الراقصة.

وفي البداية قال إن مقدمة اللحن الموسيقية تبدو كأنها خليط عجيب من موسيقى "أنت الحب" و"هان الود"، موضحًا أنه لا بأس على الملحن عبدالوهاب في ذلك فاللحنين له، وانتقده بأنه لا يكاد يمضي خطوة حتى يقتبس لحنًا لفريد الأطرش في أغنية "رجعت لك يا حبيبي" التي تغنيها أسمهان، ثم اقتبس لحنًا إيرانيًا سمعه القارئ مصادفة.

وقال في رسالته : "فإذا انتقل عبد الوهاب إلى المقطع الثاني : "بعد ما اتعودت بعدك غصب عني" رأينا موسيقار جيلنا متأثرًا أشد التأثر بالأخوين رحباني، في لحنيهما "بابا لالا" و"برهوم حاكينا".. وفي هذا المقطع سرد ممل في الألحان يقلل من الكلمات الزجلية الملحنة".

وأضاف: "حتى إذا ما انتهى إلى المقطع الثالث "كلموني تاني عنك" بلغ الهرج والمرج مداه، وإذا بالموسيقار الكبير ينافس فرقة رضا في نغمة من نغماتها الشهيرة تدير عليها التحطيب بالعصى، ويستعرض الموسيقار جميع المحسنات الموسيقية، مفسدًا بذلك معاني الكلام.

وأوضح القارئ في رسالته :"ويأتي المقطع الرابع، فإذا فرقة رضا تطل برأسها مرة أخرى، في فكاهة أخرى مشهورة : "امش انجز..امش انجز" ولكي ننصف عبدالوهاب نقول إنه جاء بلحن جميل حقًا في مقطع "بعد ما صدقت إني قدرت أنسى"..ولكن هذا اللحن الجميل مأخوذ من ألحان السنباطي، وروح السنباطي واضحة فيه كل الوضوح".

وتابع أن عبد الوهاب أجاد في التلحين "ليه نضيع عمرنا هجر وخصام" التي أعادت إلينا ذكرى "ليه تشتهي النوم" في أغنية "في الليل لما خلى"..وأعاد إلينا ذكرى "سكت ليه يا لساني" في تلحين "بالوداد والقرب".

وقال القارئ في رسالته إن عبدالوهاب أبدع في تلحين "القمر من فرحنا"، وإن كانت على منوال ألحان السنباطي، ولكن عبدالوهاب لم يكد ينتهي من هذا اللحن الجميل حتى تخبط في لحن يصلح للمراقص أو المقاهي البلدية في قوله: "واللي فات ننساه"، وكأن عبد الوهاب قد نسي أنه يلحن لأم كلثوم التي تغذي بغنائها الروح، وظن أنه يلحن لمطربة مغمورة.

ورد عليه كاتب المقال كمال النجمي،قائلا:"إن الكلمات ليست ركيكة أو تافهة، وأنها قد تكون فعلًا غير عالية المستوى إلى الحد الذي يعجب أديبًا متمكنًا ولكن الكلمات من وجهة نظر المستمع العادي جيدة ولا تقل عن مثيلاتها في الأغاني.