الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى عرض أوبرا عايدة لأول مرة.. تعرف على التفاصيل

صدى البلد

تحل اليوم ذكرى أول عرض لأوبرا عايدة، في دار الأوبرا المصرية، والذي تم تقديمه في ٢٤ ديسمبر ١٨٧١ ، عقب افتتاح دار الأوبرا الخديوية في ٢٩ نوفمبر عام ١٨٦٩.

بُنيت الدار على عجل فيما لا يتجاوز خمسة أشهر، وتكلف بناؤها ١٦٠ ألف جنيه، وقام المعماريان بيترو أفوسكانى وروتسيى بتصميمها وقد صنعت من الخشب وكانت تسع ٨٥٠ مقعدا، وكان موقعها مكان جراج العتبة الحالى، وقد عهد إسماعيل باشا إلى ميريت باشا مدير الآثار الفرعونية بأن يختار موضوعا يصلح نصه لأن يكون رواية لأوبرا مصرية، فوضع ميريت باشا قصة أوبرا عايدة، وتم إرسالها للموسيقار الإيطالى الشهير جوسيبى فيردى ليلحنها حتى يشاهدها ضيوف مصر في حفل بالأوبرا ضمن فعاليات الاحتفال بافتتاح قناة السويس، فلما حان موعد افتتاح الأوبرا في ٢٩ نوفمبر لم يكن فيردى قد انتهى من تلحين أوبرا عايدة، فتم عرض أوبرا ريجوليتو في ذلك اليوم.

وكان فيردى قد وضع موسيقى أوبرا (عايدة) مقابل ١٥٠ ألف فرنك من الذهب الخالص، دفعها إسماعيل باشا خديو مصر.
وأوبرا عايدة عمل درامي موسيقي يتخلله حوار غنائي، وهى قطعة تياترية تشتمل على مناظر ولوحات راقصة يتخللها أغاني موسيقية متوزعة على 4 فصول تجسد الصراع بين الواجب والعاطفة، تحكي عن قصة الحب التي نشأت بين الأسيرة الحبشية عايدة وراداميس قائد الجيش المصرى، و تم اكتشاف مخطوطات اوبرا عايدة من قبل عالم الآثار الفرنسي "اوجست ماريتا" في وادي النيل، والمخطوطة عبارة عن قصة من 4 صفحات.

كتب نصها الغنائي (الليبرتو) جيسلا نزوني وبعد ترجمتها وألف موسيقاها الموسيقار الإيطالي فيردي، تأليف اوبرا عايدة بطلب من الخديوي إسماعيل، وضع فيردي الموسيقى لاوبرا عايدة مقابل 150 ألف فرنك من الذهب، وقد تم تصميم ديكور وملابس العمل في باريس وكلفت 250 ألف فرنك.

وقدمت اوبرا عايدة لأول مرة عام 1871 على مسرح دار الاوبرا القديمة الخديوي ولم يتمكن فيردي من الحضور، وعرضت في أوروبا لأول مرة على مسرح لاسكالا في إيطاليا في فبراير 1872.

وقديمًا جاء على غلاف الترجمة العربية القديمة لأوبرا عايدة: «إنها قطعة تياترية تشتمل على مناظر معجبة ومراقص مستغربة تتخللها أغان موسيقية طربية موزعة على ثلاثة فصول وسبعة مناظر ومضيفة بأمر سعادة خديو مصر لقصد تصويرها في تياترو الأوبرا بمصر القاهرة» وكان ميريت باشا قد كتب القصة فيما صاغها شعرًا الإيطالى أنطونيو جيالا نزوى وهى تحكى قصة انتصار مصريين على الأحباش وقصة الحب التي نشأت بين (عايدة) الأسيرة الحبشية وراداميس، قائد الجيش المصرى، الذي لم يجد فرعون مصر في النهاية مناصًا من أن يحكم عليه بالإعدام بعدما ثبت تورطه مع عايدة في محاولة للهرب إلى الحبشة.

وقد احترقت دار الأوبرا عن آخرها في ٢٨ أكتوبر ١٩٧١، ولم ينج من الحريق سوى تمثالين من تصميم الفنان محمد حسن، وقد ظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم افتتاح دار أوبرا القاهرة في ١٩٨٨ بعدما حصلت مصر على منحة يابانية من وكالة جايكا، وأسندت مهمة بناء أوبرا جديدة لشركة كاجيما اليابانية، وقد استغرق بناؤها ثلاث سنوات.