قال د. حسين عبد البصير مدير مُتحَف الآثار بمكتبة الإسكندرية والمُشرف على مركز الدكتور زاهي حواس للمصريات إن الجيش المصري العظيم هو صمام
أمان الأمة المصرية منذ الأزل والدرع الواقي الذي يحمي مصر من الأخطار
الداخلية والخارجية.
جاء ذلك في كتابه الجديد الصادر عن مكتبة الإسكندرية بعنوان"الفراعنة
المحاربون: دبلوماسيون وعسكريون"، حيث كشف أن المصري القديم كان يميل بطبعه للسلم ولا يميل للحرب
ولا يلجأ إليها إلا دفاعًا عن نفسه وبلاده؛ لذا نرى أن العقيدة العسكرية
المصرية هي عقيدة ثابتة راسخة تُبنى على الدفاع عن الأوطان ولا تُبنى على
الاعتداء على الآخرين.
وقال إن الجيش المصري هو أول
جيش نظامي في التاريخ، وعلى الرغم من أن الجيش المصري كان يقاتل بضراوة في
مواجهة جيوش الأعداء، فإنه كان يتعامل بمنتهى الرقي والتحضر مع المدنيين
والمنشآت المدنية؛ لأن الجيش المصري يؤمن بأن قوته ليست في عسكريته فحسب،
بل تكمن في سلوكه المتحضر أيضًا.
ويرجع تدريب الجنود
المصريين على ضوابط وأخلاقيات العسكرية المصرية العريقة، من خلال عدم
التعدي على المدنيين، ومن خلال عدم تنفيذ أي عمليات سلب أو نهب للمناطق
التي يمرون عليها أثناء أدائهم مهمتهم في تأمين الحدود المصرية، إلى عقيدة
الجيش المصري الثابتة.
وأضاف: العقيدة هي أنه يقاتل الأعداء المهاجمين له فقط ولا يفعل أي
جرائم حرب قد تشوه تاريخه العسكري المشرف الناصع البياض؛ نظرًا لأن الجيش
المصري لا يخالف أخلاقيات وأعراف وتقاليد القيم العسكرية الثابتة.
وبهذا
يتضح أن مصر الفرعونية أبدعت الأخلاقيات العسكرية في العالم، وأن
الأخلاقيات العسكرية المصرية عريقة عراقة مصر الفرعونية في وضع قواعد
أخلاقيات الجيوش والحروب منذ آلاف السنين، وأنها بذلك قد سبقت المواثيق
الدولية في العالم."