الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكل العيش مر وكذلك بيع الفاكهة.. قصة بائعة مسنة تتحدى الأمطار

صورة متداولة لبائعة
صورة متداولة لبائعة فاكهة خلال الأمطار الغزيرة

«أكل العيش مر»، وكذلك بيع الفاكهة وسط هطول الأمطار والسيول والأعاصير، لم تخش السيدة المسنة بائعة الفاكهة موجة الطقس السيئ كما لم تخف من منخفض التنين (الإعصار القادم إلى مصر)، وتسلحت بدفء الرضا وطمأنينة العمل وكسب الرزق بالحلال في مواجهة شتائها القارس.
 

هل كانت جالسة عن جهل بسوء الطقس؟ أو لم تسمع حديث خبراء الأرصاد؟ لا أظن فالجميع كان يعلم قدوم هذه الموجة العنيفة، ولم يكف الناس عن ترديد هذا الخبر والشائعات الدائرة حوله كعادة المصريين في مثل هذه الأحداث، لذلك لا استبعد أن يكون خبر الإعصار والمطر قد وصل إلى هذه السيدة لكنها لم تبال وأصرت على النزول لبيع فاكهتها. 


لماذا هذا الإصرار؟ إذا أردت الإجابة عن السؤال فيجب أن تسأل نفسك أولا: كيف لها أن تكسب رزقها وتأتي بقوت يومها؟ الحكومة منحت العاملين بالقطاع العام والخاص اجازة مدفوعة الأجر، للمكوث في منازلهم وتجنب التقلبات المناخية، لكن هل يشمل القرار بائعي الفاكهة والباعة الجائلين بالطبع لا فهؤلاء ليس لديهم بدل أو مكافات أو حتى تأمين ومعاش كما لا يعرفون معنى الاجازة والراحة. 

هل شعرت هذه السيدة المكافحة بالتعب من الطقس السيئ؟ بالطبع لا فهذا الطقس وهذه الأمطار لا تعني شيئا بالنسبة لجسد عانى الكثير من الآلام والمشقة طيلة سنوات حياته حتى اعتاد على مثل هذه الظروف، بدليل أن بائعة الفاكهة ظلت صامدة كتمثال اسطوري وسط بركة المياه الجارية من حولها والمنهالة فوق رأسها، من كل حدب وصوب، لم تهم بالرحيل كما لم تستجدِ المارة بل دأبت على مواصلة "أكل عيشها" ببسالة وثبات.

متى سترحل إلى بيتها؟ بالطبع سترحل ولن تظل هكذا لكنها مسألة وقت، ليس مرهونا بتوقف الأمطار أو زوال هذه الموجة لكنه متوقف على انتهاء الفاكهة التي بحوزتها، بمجرد انتهاء البضاعة ستذهب هذه السيدة وغيرها من السيدات المكافحات إلى بيوتهن، التي لن تفرق كثيرا عن برودة الشارع.