الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التضامن لمواجهة كورونا


مؤكد أنك عند تطبيق قواعد الحفاظ على النفس ومعايير التعقيم فأنت تحافظ على حياتك فقط لكن حياتك لن تكون بمأمن عن الخطر إلا إذا قمت انا ايضا بتطبيق نفس الإجراءات والمحاذير والمعايير ولو أحدنا لظروف ثقافية او إقتصادية تعامل مع المحاذير بجهالة فكل ما فعلاناه من إجراءات يساوى صفر ولا فائدة بغير ان نفعل نفس الشىء جميعا، وإذا كان الخطر بين الأفراد بهذا الحجم فإنه بين الدول والحكومات يكون أشد خطورة وتأثيرا على مستقبل الإنسانية على كوكب الأرض، لأن تسرب الكورونا و انتقاله من منطقة موبوءة إلى منطقة آمنه أمر وارد ومستحيل على أى منطقة على وجه الأرض أن تغلق حدودها نهائيا عن باقى سكان الكوكب ومن ثم فإن من يملك المعرفة تمتد مسئولية الى خارج الحدود بل وإلى أقصى مكان فى العالم لأن الفيروس مازال على سطح الارض ومسئولية من يملك تكلفة وسعر العلاج تمتد أيضا الى من لا يملك وإذا كانت خسائر الحجر وتوقف الحياة قد فتكت باقتصاديات دول عظمى وكبدتها الكثير من الخسائر فكيف صار الوضع مع دول تدفع النصيب الأكبر من دخلها القومى لسداد أقساط الديون وفوائدها كيف لها أن تتحمل مواجهة الشلل التام لمناحى الحياة وكيف تتحمل فاتورة العلاج وتداعياتها ومن ثم تكون الإنسانية جمعاء مسئولة عن كل شبر على سطح الأرض.


تعطلت الصناعة والإنتاج وأيضا الإستيراد كما تعطل التعليم والمواصلات وحركة التجارة داخل المدن وبين الدول بل باتت عملية التواصل الإجتماعى تسير فى أضيق الحدود وعن طريق وسائل الاتصال الحديث فقط أو تدور فى العالم الافتراضى بل أوقفت العديد من الدول حركة الملاحة الجوية والرحلات الخارجية وهو ما ينعكس سلبا على قطاع السياحة فى تقرير للأمم المتحدة خسائر التجارة الدولية خلال شهر فبراير فقط بأكثر من 50 مليار دولار والصين أكبر المتضررين إقتصاديا ثم ياتى بعدها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية واليابان فكيف يكون الحال بالنسبه للدول النامية التى تعتمد اقتصادياتها على بيع المواد الخام لذا قدم صندوق النقد الدولى والبنك الدولى مبادرة لمساعدة الدول النامية فى إطار الجهود المبذولة لمواجهة كورونا عن طريق تقديم المساعدات العاجلة والإرشادات وغيرها مما يعزز الجهود الدولية لمكافحة الوباء. وفى تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن الدول النامية سوف تحتاج إلى حزمة دعم بقيمة 2.5 تريليون دولار العام الحالي، لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي سببها تفشي فيروس كورونا. لأن اقتصادات الدول تضررت بشدة من هجرة رؤوس الأموال للخارج، وخسارة عائدات التصدير وانخفاض أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة، والإجراءات المطلوبة تشمل ضخ سيولة بقيمة تريليون دولار، وحزمة لتخفيف عبء الدين بقيمة تريليون دولار اخرى إضافة إلى 500 مليون دولار لخدمات الصحة الطارئة والبرامج ذات الصلة.


وفى مؤتمر صحفى عالمى فى نيويورك قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه سيطلق حملة دولية لجمع ملياري دولار لتقديم المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن التنسيق ضرورة لتعزيز القدرات لمجابهة الفيروس بشكل فعال ليس فقط للدول المتطورة، بل وللدول النامية أيضا لمنع المرض من الانتشار لأنه مثل حرائق الغابات التى لا توقفها حدود أومحاذير. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أن ذلك سيتطلب دعما ليس أقل من 10% من الناتج المحلي الإجمالي في الدول المتطورة، وتهيئة الظروف اللازمة عبر صندوق النقد الدولي وعمليات المقايضة بين البنوك المركزية وإنشاء آليات جديدة.


مؤكد أن ما أطلقه الأمين العام هو مبادرة انسانية نبيلة ولكن مؤكد ايضا انها غير كافية وكونها مبادرة فهي أيضا غير ملزمة وإنطوائها على جانب إنسانى قد يحصنها ضد النقد ولكن لن يحصنها ضد الرفض خصوصا الدول التى يطالبها بالتضامن تئن تحت وطأة الحصار الاقتصادى الإرادي وشركات عظمى حول العالم تنهار اقتصاديا وجرح الوباء على دول كبرى مازال ينزف ضحايا وارقام وفيات ومصابين وشلل كامل فى كل مناحى الحياة. فهل سيدخل العالم فى دائرة مفرغة مع كوابيس كورونا وتوابعها ام سيظل يقاوم حتى يتعافى ليتحرك بإتجاه الآخر ويمد له يد العون والتكافل وهل لدينا رفاهية مزيدا من الوقت لنصل لهذا السيناريو أم أن الفيروس أشد وطأة وخطورة ويحتاج الى تكافل أكثر من مجرد مبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط