قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أيهما أولى في زمن الأوبئة الذهاب إلى العمرة أم مساعدة المحتاجين؟.. مستشار المفتي يجيب

د. مجدي عاشور
د. مجدي عاشور

ورد سؤال إلى الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، يقول صاحبه "أيهما أولى في زمن الكوارث والأوبئة والأزمات.. الذهاب إلى العمرة أم مساعدة المحتاجين؟".

رد مستشار المفتي: العمرة سُنَّةٌ وليست واجبة على مذهب الجمهور ، كما أن الطاعة التي يتعدى نفعها للآخرين أولى من العبادة النافلة التي يقتصر نفعها على فاعلها فقط ،قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا " . وقال : " ما ءامنَ بِي مَنْ بَاتَ شبعانَ وجارُه جائِعٌ إلى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ " .

وهذا ما فهمه السلف الصالح من مقاصد الشريعة ، فقد روى الإمام ابن كثير أنه : خرج عبد الله بن المبارك رضي الله عنه إلى الحج ، فاجتاز ببعض البلاد ، فمات طائرٌ معهم ، فأمر بإلقائه في قمامة البلدة ، وسار أصحابه أمامه ، وتخلف هو وراءهم... فلما مر بالقمامة إذا بجارية قد خرجت من دار قريبة ، وأخذت ذلك الطائر الميت ، ثم أسرعتْ به إلى الدار ، فجاء ابن المبارك ، وسألها عن أمرها وعن أخْذِها الطائرَ الميت ، فاستحيت أوَّلًا، ثم قالت : أنا وأمي هنا ، وليس لنا شيءٌ إلَّا هذا الإزار ، وليس لنا قُوتٌ إلا ما يُلْقَى على هذه القمامة ، وكان لنا والد ذو مال عظيم، أُُخِذَ مَالُهُ ، وقُتِلَ لسببٍ أو بآخر ، ولم يبقَ عندنا شيءٌ نَتَبَلَّغُ به ، أو نقتات منه!. سمع ذلك ابن المبارك فدمعت عيناه ، وأمر بِرَدِّ الأحْمَال والمؤونة ، وقال لوكيله : كم معك من النفقة ؟ قال : ألف دينار ، فقال له : أبقِ لنا عشرين دينارًا تكفينا لإيابنا ، وأعطِ الباقي إلى هذه المرأة المصابة ، فو الله لقد أفجعتني بمصيبتها. ثم قال : وإن هذا أفضل عند الله من حجنا هذا العام ، ثم قفل راجعًا ، ولم يحج .

والخُلاصة : أن مساعدة المحتاجين أولى من أداء العمرة ؛ إذ (المُواسَاة مقدَّمَةٌ على المناجاة) ، وخير الطاعات ما كان فيه نفع للناس وقت الأزمات ، وهي من أعظم القُرُبات.