لجأ الكثير من الأهالي لإيجاد بدائل للاحتفال بعيد الربيع «شم النسيم» وإسعاد أطفالهم كالعادة السنوية في المنزل بدلا من الخروج أو التجمعات، وهو الأمر الذي اصبح ممنوعا بسبب المخاوف المتعلقة بانتشار وتفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) واحتمالية نقل العدوى في التجمعات.
«البريوش» والمعروفة باسم فطيرة شم النسيم وهي واحدة من المخبوزات التي تتميز بعجينة قطنية، وعادة ما يتم تزيينها في شم النسيم بوضع بيضة تم سلقها وملونة فيها.
«أنا خبزتها وبناتي شكلوها وزينوها» كانت هذه هي طريقة ليلى محمد لإسعاد طفتليها أصحاب الـ 6 و3 أعوام، واللواتي ظلا حبيسي المنزل منذ بداية مارس الماضي، وتقول لـ «صدى البلد»: "بحاول دايما أرفه عنهم وقررنا هنفطر في شم النسيم على السطوح"، فمحاولاتها لإسعاد الطفلتين لم تتوقف على مدار الخمسين يوما الذين قضوها معا.
اتخذت ليلى قرارا شخصيا في بداية شهر مارس الماضي بعدم ذهاب الطفلتين للحضانة أو المدرسة وكان ذلك قبل الإجراءات الاحترازية التي تم الغعلان عنها في منتصف مارس بخصوص تعليق الدراسة، وعلى حد وصفها كان ذلك بدافع الخوف عليهما من احتمالية إصابتهما بالعدوى.
ليلى كغيرها من الأمهات المحترفات في إعداد المخبوزات والطعام المنزلي، ولكنها لم تجد وقتا في السابق للاستمرار في تقديم الطعام المنزلي، وبعد أزمة كورونا وجدت متعة خاصة في إعداد كل الطعام بشكل آمن ونظيف للطفلتين اللواتي حاولن مساعدتها، فهي تتولى مهمة المقادير وجودي وخديجة تتوليان مهمة التشكيل والتزيين.
لم يختلف استعداد ليلى عن استعداد الحاجة أم حسام (63 عاما) والتي تعيش هي وابنائها الثلاث في بيت واح لكل منهم طابق، وعادتها السنوية في كل عيد (شم نسيم) شراء البريوش وتوزيعه بكميات كبيرة على ابنائها وعائلات زوجاتهن وجيرانها والمحيطين بها، ولكنها تلجأ إلى شراءه من إحدى المخابز المجاورة لها حيث تعيش في منطقة شبرا الخيمة.
كذلك استعدت المخابز بإعداد البريوش بعناية بسعر لا يتجاوز 5 جنيهات للواحدة، مع إمكانية توصيلها للمنازل وبدا الإعلان عنها في وقت سابق الأسبوع الماضي، كما أتاحت بعض المخابز مكانية حصول الأم على العجينة وتشكيلها وتزيينها في المنزل، الأمر الذي يعد أكثر أمانا للأسرة.