قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا إبراهيم - عليه السلام- أراد أن يهدي قومه إلى التفكر والتعقل؛ فلم يؤذي أحدًا وإنما ذهب إلى الأصنام التي لا تشعر ولا تفكر ولا تحس و هي صنعة وفتنة؛ فقام بتكسيرها، وعندما سأله قومه، أجاب: ( بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ"، ( سورة الأنبياء: الآية 63).
وأضاف "جمعة" خلال برنامجه " مصر أرض الأنبياء " مع الإعلامي عمرو خليل،على التليفزيون المصري، أن سيدنا إبراهيم - عليه السلام- فعل ذلك لحثهم على التفكر والتدبر في شأنهم وماذا يعبدون؛ لأنه رحيم بهم.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن سيدنا إبراهيم كان يستغفر لإبيه عندما يتوعده بالرجم، لافتًا: الأكثر من ذلك، أنه أخده معه في الهجرة مع السيدة سارة، مستندًا إلى قوله - تعالى-: ( قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا)، ( سورة مريم: الآية 46)، وقوله أيضًا: ( إلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)، ( سورة الممتحنة: الآية 4).
وأشار المفتي السابق أن سيدنا إبراهيم - عليه السلام- سمي بهذا الإسم؛ لأنه كان أبًا رحيمًا، وإبراهيم تعني: "أب رحيم"؛ فسيدنا إبراهيم كانت تحركه الرحمة، والرحمة في القرآن هي البداية في قول الله سبحانه وتعالي "بسم الله الرحمن الرحيم".
و نبه الدكتور على جمعة أن الرحمة يتولد منها الحب، والحب يتولد منه العطاء؛ فهما وجهان لعملة واحدة، والعطاء يتولد منه التفكر والتعقل والحكمة، لافتًا: كونه أب رحيم؛ جعله بارًا بوالديه متأملًا في الكون، رافضًا لكل ما هو ضد العقل والمنطق.