تفاصيل حياة الشهيد أحمد نجم ترويها أسرته لـ صدى البلد.. البطل رفض السفر مع أخيه للخارج وفضل القوات المسلحة.. والدته: رأيت ابني شهيدا في المنام .. وكان طيب وحنين وبيساعدني في شغل البيت

الشهادة أسمي وأغلي الأماني ووسام على صدر كل من نالها خاصة إن كانت في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض.. شهداء ضحوا بأرواحهم من أجل أن نحيا ونعيش في أمن وأمان كتبها الله على بلدنا الحبيبة .. شهداء ضحوا بحياتهم من أجل رفع راية الوطن عالية أمام العالم أجمع.. شهداء اختاروا الدفاع عن وطنهم ولا يدور في مخيلتهم سوى التصدى لكل من تسول له نفسه محاولة الدخول لهذه البلد لبث الرعب بين أبنائها لذلك هم أبطال يستحقون البحث والتفتيش عن حياتهم السابقة.

 قصص وحكايات كثيرة وراء شهدائنا الأبرار ولكل شهيد قصة وحكاية تستحق أن تخلد وتكتب بماء الذهب فهم مصابيح تضيء المستقبل للأجيال القادمة.

لقاؤنا اليوم مع قصة شهيد تنازل عن متاع الدنيا ليلتحق بالجيش وكانت أمنيته الوحيدة أن يلتحق بالصاعقة ويخدم في سيناء وينال الشهادة فجعلها الله له حقا، إنه الشهيد أحمد محمد علي نجم -19 عاما- الذى لقى ربه خلال العملية الإرهابية الخسيسة على كمين البرث يوم 7 يوليو 2017 والذي استشهد وأصيب خلالها 26 من خيرة أبنائنا على رأسهم قائد الكتيبة 103 صاعقة البطل الشهيد أحمد المنسى والذي أطلق لقب "الهرم" على الشهيد أحمد نجم نظرًا لشجاعته الكبيرة.

انتقل "صدى البلد" إلى منزل الشهيد البطل أحمد محمد علي نجم ابن مركز الحسينية بمحافظة الشرقية، والتقينا أسرته (والده ووالدته وشقيقيه) أحدهما يعمل بالأردن، والده رجل فلاح بسيط مؤمن بقضاء الله وقدرة، أما والدته فهي مثال للسيدة المصرية الأصيلة.

وقال والد الشهيد إن ابنه قبل الالتحاق بالخدمة فى صفوف القوات المسلحة ذهب الى السجلات بوزارة الداخلية ليستخرج جواز سفر لكى يسافر إلى أخيه إلى دولة الاردن ويعمل معه لكى يساهم في بناء منزل نقيم فيه، ويجهزوا أنفسهم ليتزوجوا".

وأضاف محمد نجم: "فوجئت فى يوم من الايام بأبنى أحمد يقول لى بعد استخراج الجواز وارسال أخيه عقد عمل له بأنه لن يسافر وأنه سيذهب لينهي أوراق الخدمة العسكرية وينتقل الى صفوف القوات المسلحة لأداء واجبه تجاه وطنه، ولم أقدر أن أمنعه وبالفعل انهى الأوراق وانضم إلى صفوف القوات المسلحة، والتحق بالسلاح الذى كان يريده وهو الصاعقة".

وتابع والد الشهيد: "فى أول إجازة له بدأ يحكى ويسرد لى عن البطولات التى يقدمونها وعن القائد الشهيد البطل العقيد أركان حرب رامى حسنين وعن معاملته مع الجنود وكأنهم أخوة فيما بينهم.. وفى يوم من الايام أثناء أجازة أحمد دخلت الى المنزل ورأيته يبكى بحرقة شديدة وعندما سألته ماذا بك؟ أجاب بأن العقيد رامى حسنين قائدة فى الكتيبة 103 صاعقة استشهد.

وعن مسلسل الاختيار الذى تدور أحداثه حول استشهاد أبطال الكتيبة 103 صاعقة بقيادة الشهيد أحمد المنسي يقول والد الشهيد: نتابع مسلسل الاختيار من البداية وفخورين بهذا العمل وشعرنا برفع الروح المعنوية لدينا جميعا بهذا العمل، وان ابنى منذ استشهاده لم تنساه القوات المسلحة ولا المسؤلين وهذا العمل بمثابة اكسجين يعطينى الأمل في الحياة بعد فقد أبني الشهيد وأننا على أتم الاستعداد للتضحية بأرواحنا فداء للوطن.

بملامح لم تعلوها فرحة منذ فقدان أبنها الشهيد وبملابس سوداء قررت ألا تخلعها سردت علا محمد العطار والدة الشهيد أحمد نجم تفاصيل حياة البطل الاخيرة قائلة : " أبنى أحمد كان بمثابة كل شئ لى الأبن والأخ حيث كان بجوارى دائما فى كل شئ ، وكان يساندنى ويواسينى فى مرضي وكان يعمل معى فى أعمال البيت من مأكل وملبس، وعند انضمامه لصفوف القوات المسلحة ذهب إلى الترزى وأعد ملابسه العسكرية وقام بتصوير نفسه صورتين وأتى إلى وقال لى احتفظى بهذه الصور واعطانى سلسلة فيها صورة له باللبس الميرى وقال لى "هتحتجيهم ياأمى".

وأضافت والدة الشهيد : " أحمد منذ نشأته وتظهر علية ملامح البطولة وحب الناس ، وفى أيامه الاخيرة قبل الاستشهاد قالى لى " "أنا مش عايز أكل كتير علشان مش أتقل لان أنا فى سلاح الصاعقة واريد أن أكون خفيفا لكى اتصدى للارهاب وحماية الوطن.

وتستكمل والدة الشهيد: " فى أول أيام العيد قبل سفر أحمد الى الكتيبة دخل على فى أحد غرف المنزل وتظهر علية ملامح غريبة، فقلت له "أنا مش حاسة بالعيد؟" ليرد عليها الشهيد "الظاهر مش هيبقى في عيد بعد ذلك".

بملامح مصرية أصيلة قالت والدة الشهيد : " قبل استشهاد أحمد بأيام قليلة كانت تأتى لى رؤية فى المنام بأن أحمد نائم وعلية غطاء وعندما سألت من هذا قالت لى إحدى السيدات مشيرة على بأنى أم الشهيد ".

وعن يوم أستشهاد أحمد  قالت والدة الشهيد: " فى يوم الجمعة دخل علينا فى المنزل شخص من جيراننا ينادى على والد الشهيد وذهب معه وبعد دقائق من خروج والد الشهيد دخل عل المنزل وقال لى " ربنا سبحانه وتعالى أعطانا أمانة وعايز ياخدها منك هتعارضى ؟ فرديت عليه قائلة: لا اعتراض لقضاء الله واللى رايده ربنا هينفذ أحمد أبنى استشهد فقال لى زوجى نعم استشهد".