يعد المتحف الآتونى شرق النيل بمدينة المنيا أحد أهم المتاحف فى مصر، فهو ثمرة تعاون بين محافظة المنيا ومدينة هيلسهايم الألمانية.
وتعود فكرة إنشاء المتحف
الآتوني إلى عام 1979 بعد توقيع اتفاقية التوأمة بين مدينتي المنيا وهيلدسهايم
الألمانية ليكون أحد أهم جوانبها الثقافية.
وفي نهاية التسعينيات تم تجديد الفكرة والاتفاق على الموقع الذى سيتم إنشاء المتحف عليه، وبالفعل وقع الاختيار أن يكون على ضفاف نهر النيل بالناحية الشرقية وعلى مساحة 25 فدانا، وقامت الحكومة الألمانية فى ذلك الوقت بتصميم الرسم الهرمي للمتحف، بينما صمم المهندسون المصريون المنطقة اللوجيستية للمتحف، وتم البدء في التنفيذ في عام 2003 بأموال واعتمادات مصرية تجاوزت 130 مليون جنيه، أُنفقت في الأعمال الإنشائية.
اقرأ أيضا:
محافظ المنيا لرئيس الوزراء: 14 مستشفى لاستقبال المشتبه إصابتهم بكورونا
وبدأ العمل فى المشروع على 3 مراحل، انتهت الأولى في 2007، وشملت أعمال الهيكل الخرساني ومباني المتحف الرئيسي، والتشطيبات للمباني الملحقة ومنها مدرسة الترميم، ومبنى الماكينات، والكافتيريا، ومحلات بيع الهدايا، والكوبري، إلى جانب البوابات.
وتوقف العمل بالمشروع فى أعقاب أحداث 25 يناير، تأثرا بالأحوال التي تعرضت لها البلاد خاصة الاقتصادية، ثم استكملت مراحل تنفيذ المتحف عقب تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم عام 2014، وشملت المرحلة الثانية واجهات مبنى المتحف الرئيسي، وأعمال التكييف المركزي، والمصاعد، وأعمال شبكة المياه، ومبنى مركز الشرطة السياحي.
وفى أواخر العام الماضي، بدأ العمل فى المرحلة الثالثة والأخيرة، والتي تشمل أعمال التشطيبات الداخلية لمبنى المتحف الرئيسي، واستكمال الأعمال المدنية بالموقع العام، إلى جانب جميع أعمال الكهرباء، واستكمال أعمال التكييف والحريق.
وزارت الدكتورة ريجينا شولز، مديرة متحف هيلدسهايم الألماني، محافظة المنيا، وتم بحث الخطوات الخاصة لاستكمال المراحل المتبقية بالمتحف.
ويتكون المتحف من 14 قاعة للعرض المتحفى، وقد يصل عدد القطع الأثرية المقرر عرضها عند افتتاحه إلى 10 آلاف قطعة أثرية.
وتحكى القاعة الرئيسية تاريخ مدينة المنيا عبر العصور المختلفة، أما باقى القاعات فتحتوي على قطع أثرية تسرد تاريخ وفن الفترة الآتونية، إضافة إلى مسرح وسينما وقاعة مؤتمرات تسع حوالي 800 فرد ومكتبة أثرية ومنطقة بازارات بها 19 بازارا، و5 بحيرات صناعية تطل على النيل، وعددا من الكافيتريات، إضافة إلى مبنى إداري به مركز لتدريب العاملين وآخر لإحياء الصناعات والحر.
وتفقد اللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، المتحف الآتوني يرافقه نائبه الدكتور محمد محمود أبوزيد، وذلك لمتابعة آخر مستجدات الأعمال بالمتحف وتنفيذ أعمال المرحلة الثالثة، ضمن جهود المحافظة للعمل على متابعة نهو وإنجاز جميع المشروعات القومية، بالتزامن مع تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية لمجابهة فيروس كورونا المستجد.
وأكد المحافظ خلال جولته التفقدية داخل المتحف أنه أحد المشروعات السياحية الهامة بالمحافظة، وسوف يساهم بقوة في دعم المحافظة سياحيًا وثقافيًا، من خلال وضع المنيا على الخريطة السياحية المحلية والعالمية، وتنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية الوافدة إلى المحافظة، وثقافيًا من خلال خدمة المجتمع المحيط بالمتحف.