قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

بسنت شعراوي تكتب: شرنقة آدم


إن للإنسان أربع أعداء أشداء، فقد اختصرهم أحد الشعراء في قوله :”إني بُلِيتُ بأربَعٍ ما سُلِّطت ... إلا لأجل شقاوتي وعنائي إبليس والدنيا ونفسي والهوى ... كيفَ الخَلاصُ وكلُّهُمْ أعدائي“.

فأما الشيطان فهو عدو مبين كما أخبرنا الله تعالي في كتابه العزيز: "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوًّا" ، فهو لا يمل ولا يكل عن تزيين المعاصي للإنسان وأغماسه في ملذات الدنيا والمحرمات وإتباع شهوات النفس.

واما الدنيا فهي دار شقاء وهي فانية لا باقية لأحد، وقد وصفها الإمام الغزالي رضي الله عنه أشد وصف حين قال: " كل شيء لا ينفعك في قبرك فهو دنيا " وهنا تنكير لقيمة الدنيا إن لم تكن عونًا لك وثمارك الذي ستحصده بالآخرة فإحذر ماذا تجني للآخرة وليس فقط الدنيا فان امتلئ قلبك بحب الدنيا نهشك الطمع ولن تشبع ابدًا ويشعر المرء حين ذلك وكأنه فقير أكثر.

وأماعن النفس فقد خلق الله الإنسان ضعيفًا توسوس له نفسه بالسوء، يقول الله عز وجل في كتابه العزيز : " وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم".

النفس البشرية بها خير أصيل، والشر والسوء دخيل عليها ؛ لها إقبال وإدبار ، وفيها شره وفترة ميالة للهوى، في وقت إدبارها تكون عدوًا وأمارةٌ بالسوء، وفي حال إقبالها تسمو حتي تكون نفس مطمئنة ؛ فأحذر نفسك ورغباتها.

فمن لم يكن رقيب نفسه فإنها أشد عليه من سبعين شيطان ، وأحذر شرور الناس فلهم تأثير مدمر إن سلمت نفسك لهم، فكما يوجد شيطاين جن يوجد شياطين أنس وهؤلاء هم ابتلاء واختبار من الله لنا بالدنيا ؛ فهم المحرضون علي أعمالالشر والبغي وحب المنكر والتنعم بملذات الدنيا دون خوف من الله .

كان الحسن البصري يقول : " ليس عدوك الذي إن قتلته استرحت منه ، ولكن عدوك نفسك التي بين جنبيك . تهذيب الآثار, للطبري ..

واما الهوى فإتباع هوي النفس يضنيها همًا يومًا بعد يوم حتي تضل سبيلها ؛ فلا تتبع الهوى فتميل ميلًا عظيمًا والله تعالي يريدنا ان نرجع اليه وهو لا يحتاج إلينا وإنما نحن من نحتاج لرضاه ورحمته وفضله فيقول تبارك اسمه : "ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله"..

وعلي ذلك فأن المعرفة تثقل كاهل صاحبها وتزيد الذنب أضعاف ، فحصن نفسك من ذلاتها، فقمة الذل يكمن في ارتكاب الأخطاء ، وان مال حالك تميل الدنيا بأثرها فوق رأسك فأنه عز وجل قد أنذرنا بقوله تعالى: "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"
كما أن أكثر المشاكل التي تواجه الإنسانتأتي من الضغط النفسي، وأحياناأكثر ما يضغط الإنساننفسيًا هو نفسه ، فالضغوطات النفسية تأتي من المشاعر السلبية التي نشعر بها وبعض المفاهيم الخاطئة، فتنعكس علي حياتنا اليومية وطاقتنا وسلوكياتنا، مما يجعل الإنساندائما في حالة من الحزن وخيبة الأمل والغضب والقنوط .. فينغمس في واحد من أعداءه فيجتمع عليه الأربع؛ فيهلك.

ولذلك لا أجد لأغلب مشاكلنا علاج سوى المعرفة والوعي، وأقوى مصدر لتشكيل وعي سليم وراسخ هو " الدين " ولذلك فإن انضباطالمفاهيم والعلم والوعي والإيمان يقيك من الضغوط النفسية والاضطرابات وأعدائكالأربع.