الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البدعة وأنواعها في الإسلام

البدعة وأنواعها في
البدعة وأنواعها في الإسلام

البدعة وأنواعها.. ليس كل حادثة في الدين بدعة، منوها أنها لو كانت من الدين وتعتبر زيادة فى العبادة، والبدعة تكون فى الأمر الحادث المخالف للدين، وينطبق عليه قول النبي عليه الصلاة والسلام "من أحدث فى أمرنا هذا ماليس منه فهو رد".

معنى البدعة
قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إنه ليس كل ما هو جديد بدعة بمعنى إنها ليس حكم شرعي حرام فلا يجوز، مضيفًا بأن البدعة تكون جديدة وهنا ننظر إلى الحكم الشرعي فيها هل هي مطابقة لأمور الشريعة أم لا ، ومن الممكن أن تكون هناك بدعة وواجب على الإنسان أن يفعلها مثل تعلم النحو فلم يكن تعليم النحو في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودًا ، ولكن عمل به لأن الهدف منه الحفاظ على اللغة العربية فتعلم النحو بدعة واجبة.

وتابع: أنه يجب أن يضع الإنسان أمامه أصول الشريعة في كل أمورة وأفعاله فلو كانت تطابقها فهي جائزة ولا بأس من العمل بها ، أما إذا كانت تخالف الشريعة فلا يجوز العمل بها .

مفهوم البدعة عند المتطرفين
قال الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، إن البدعة عند المتطرفين الأمر الذي لم يفعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكل أمر مستحدث بدعة عندهم.

وأشار مستشار المفتي، إلى أن كل أمر مستحدث لم يوجد في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة ليس بدعة، مثل الاحتفال بمولد النبوي والإسراء والمعراج.

ولفت إلى أن الصحابة الكرام لم يحتفلوا بهذه المناسبات، وهذا ليس دليلًا على أنها بدعة، فالمصريون لا يحتفلون بهذا اليوم -المولد النبوي- بل يحتفلون بصاحبه، النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو من قام بالإسراء والمعراج والهجرة وغير ذلك من المناسبات الدينية.

ما هي البدعة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه هناك فرقًا بين البدعة والإبداع، منوهًا بأن هناك آية قرآنية تضع السقف الذي ينبغي أن نسير في ظلاله.

وأوضح «جمعة » عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ»، هي السقف الذي ينبغي أن أسير في ظلاله حرًا طليقًا ، وهنا الفرق بين البدعة والإبداع فما كان تحت ظلال طاعة الله ورسوله فهو إبداع .

وأضاف أن ما كان خارجا عن طاعة الله ورسوله فهو بدعة، الإبداع هو الذي يحرك الكون هو الذي يطور الحضارة وهو الذي يُمكن في الأرض ، إذن الفرق بين البدعة والإبداع وبين الحرية والتفلت طاعة الله ورسوله.

شروط البدعة
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إنه لابد علينا أن نُحَرِّرَ مفهوم البدعة، منوها أن سيدنا النبي ﷺ قال حديثًا عَدَّه الأئمة الأعلام -منهم الإمام الشافعي- من الأصول التي بُنِيَ عليها الدين: « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ». قال العلماء: قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، ولم يقل: من أحدث في أمرنا هذا شيئًا فهو رد. 

وأضاف جمعة، في منشور  عبر صفحته على فيس بوك، أن الشريعة جاءت لتعليم المناهج وبيان القواعد التي يُبنَى عليها الأمر متسعًا، فمن أراد أن يَحْصرها في الوارِد فقد ضيَّق موسَّعًا، وهذا هو البدعة، منوها أن رسول الله ﷺ وضع أُسُسًا لكيفية التعامل مع الحياة بنَسَقٍ منفتح، فمن أراد أن يجعل النَّسَقَ ضيقًا ويجرُّ الماضي على الحاضر من غير اتساع فهو مبتدع، قال: ما ليس منه، ولم يقل: من أحدث شيئًا، لو قال شيئًا أغلق الأمر كما أرادوا أن يُغلقوه على أنفسهم، لكن لا، قال: ما ليس منه. 

وأورد جمعة، ما أخرجه الإمام النسائي أن رسول الله ﷺ بعدما انتهى من الصلاة قال: مَن الذي قال مَا قال حينما رفعت من الركوع؟ فخاف الصحابة ولم يتكلَّم أحد، قال: «مَن قال ما قال فإنه لم يقل إلا خيرًا» قال: أنا يا رسول الله، قال: «ماذا قلت؟»، قال: قلت ربنا لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا طاهرًا مباركًا فيه ملءَ السموات والأرض وملء ما شئت من شيء. قال: «رأيت بضعًا وثلاثين ملكًا يبتدرها أيهم يصعد بها إلى السماء» قال العلماء: وذلك التصعيد قبل إقرار النبي ﷺ ليعلمنا ما البدعة، وما الزيادة التي ليست ببدعة.

 فلما كان الكلام جميلًا فيه توحيد الله سبحانه وتعالى، فيه إخلاص واعتراف بالمنة له سبحانه وتعالى، كان وإن لم يسمعه من النبي، وإن كان قد زاده في الصلاة مقبولًا، وعندما سمع النبي في التلبية أعرابًا يقولون: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إلَّا شريكًا هو لك، ملكته ومَا مَلَكَك، أوقفهم وعلَّمهم، وأنكر عليهم، لأن هذا مخالف لما جاءت به الشريعة من إفراد التوحيد لله، فأنكره.

واستدل العلماء بحديث بلال: أن النبي ﷺ قام من ليلته فقال: «يا بلال، سمعتُ خشخشة نعليك قبلي في الجنة، فبما هذا؟»، قال: والله يا رسول الله لا أعرف، قال: إلا أنني كلما توضأت صليت ركعتين. رأى النبي مقام بلال من أجل الركعتين قبل أن يُقرَّهُما، وهو لم يعلمها بلالًا، بل إن بلالًا قد وفَّق بين الشريعة فرأى الوضوء شيئًا حسنًا والصلاة شيئًا حسنًا، فجمع بين هذا وذاك من غير استئذان النبي ﷺ ومن غير توقُفِ فعله على إقرار النبي، وذلك ليعلمنا كيف نعيش بنسقٍ مفتوح في عالمنا حيث نفتقد رسول الله ﷺ بوحيه وفضله المعروف العليم.

وتابع: إذا أحدثت شيئًا فلابد أن يكون من الشريعة، لا ضدًا لها، الأمر على السعة فإن جئت فضيقت وقلت: لا ذكر ودعاء إلا بكلام رسول الله ﷺ فقد ضيقت واسعا .