بنبرة صوت رخيمة يطوعها كيفما يشاء ولغة عربية فصحى من العيار الثقيل يصنع "أمير" من مشاهد الأفلام المصرية كوميديا مضاعفة، بضع دقائق ربما لا تتخطى 3 دقائق ولكنها جرعة مركزة من الضحك تكسر ملل صفحات الفيسبوك، ورتابة منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.
بخفة ظل وبراعة تمكن "أمير عبد الواحد" في أن يمنح لمشاهد الأفلام المصرية نكهة مختلفة من الكوميديا على غرار ترجمة موقع عرض الأفلام والمسلسلات الشهير "نتفليكس"، فيحكي لـ "صدى البلد" رحلته مع تلك الفيديوهات قائلًا:" أنا بحب الدبلجة جدًا ومع ظهور الأفلام المصرية على منصة نتفلكيس وترجمتها للغة العربية الفصحى، دورت الفكرة في دماغي بأن الترجمة تكون دبلجة لمقاطع أفلام كوميدية وانطلقت في تنفيذ الفكرة".
تلك الدقائق المعدودة الذي يخرجها "أمير" ذو الـ 24 عامًا، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تترك على الوجوه ضحكات لمدة ثوان، يسبقها سلسلة من المهام تمتد لساعات وربما أيام ومجهود كبير، فيشرح تلك العملية:" في الأول أختار المشهد والأهم أنه يكون مناسبا معه أن أحوله لفصحى مقعرة، بحيث تكون غريبة عن الفيلم وتحقق العامل الأساسي وهو الضحك".
ويكمل "عبد الواحد" سلسلة إنتاج الفيديو، قائلًا:" المرحلة التانية بتكون مرحلة كتابة الاسكريبت، وأسجل الشخصيات، وهناك معايير بتكون في الاعتبار وهي مدة الفيلم وعدد الشخصيات في الفيلم، ومحتاج أغير صوتي كام مرة، وبعد التسجيل أختار التراك الصح".
ليس هذا فحسب بل على المهندس الذي ترك قفص الهندسة ليسكن عش الدبلجة والإعلانات والڨويس اوڨر والتمثيل المسرحي، أن يدقق في أمور أخرى حتى يخرج الفيديو كما يقول الكتاب:" لازم أراقب حركة الشفايف في الفيلم، عشان يكون الكلام متناسق مع الحركة سواء فيها فتح أو ضم وهكذا".
حتى تأتي المحطة الأخيرة والذي يحبها "أمير":" في النهاية أركب الدوبلاج على الفيديو، واشوف لو فيه مزيكا أو ساوند افيكت للفيلم أو اسجل أنا بنفسي الساوند افيكت، وبعدين أمنتج الفيديو وبيطلع للناس"، سلسلة عمل قد تطول ولكن نتائجها في زيادة عدد المشاهدات والتفاعل معها تدخل السعادة على قلب "أمير".
مع أول فيديو باللغة العربية الفصحى ضجت الصفحات به وتناقله الرواد في سعادة، ليسجل بذلك "امير" هدفا في مرمى النجاح:"في الاول مكنتش متوقع إن الفيديوهات ممكن تحقق نجاح ويكون ليها جمهور، وكان مصدر سعادة بالنسبة لي".
انغمس"أمير" في عمل هذه الفيديوهات ولكن كان هناك صعوبات في بعضها:"أصعب مشهد كان مشهد الاجتماع العائلي لجابر الشرقاوي في فول الصين العظيم، لأن كان فيه أصوات كثيرة وانفعالات، والفيديو التاني من فيلم اللمبي ومشهد مع نوسة اعداد الاسكريبت نفسه كان صعب".
يطمح "أمير" في أن يكون واحدًا من الممثلين ومحترفي الدوبلاج مهاجرًا للهندسة:" هجرت الهندسة لا يربطني بها سوى أني خريج كلية الهندسة جامعة المنصورة، لأني فضلت أشتغل في موهبتي في الاعلانات والفويس أوفر، أما عن احلامي نفسي أكون محترف في الدوبلاج والتمثيل".