الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. سونيا رزق تكتب: صدارة .. عن جدارة

صدى البلد

في الحياة الاجتماعية يختلف دور الرجل عن المرأة بالتأكيد, تبعا لقدرة كل منهما على القيام بوظيفته من حيث الخصائص الفسيولوجية , أما في الحياة العملية والعلمية ,فإن الأمر مختلف تمامًا..الفيصل في هذا المجال هو العقل , والقدرات الذهنية , أيضًا القدرات التي يكتسبها العلماء من بيئتهم,ونشأتهم  وطريقة تربيتهم , وفي هذا المجال لا فرق بين رجل وإمرأة, بالعكس هناك عالمات تتفوقن على الرجال, والبرهان حصول إثنان من النساء على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2020, وهما العالمة الفرنسية "إيمانويل ماري شاربنتييه" بالتعاون مع العالمة الأمريكية " جينيفر دودنا" لأنهما إستطاعا  إعادة إنشاء "المقص الجيني" للبكتيريا في أنبوب اختبار, كما عملتا على تبسيط المكونات الجزيئية للمقص بحيث يسهل إستخدامها.
ولم يتوقف التفوق العلمى  للنساء عند الكيمياء فقط , بل إمتد بحصول العالمة الأمريكية "أندريا جيز" على جائزة نوبل فى الفيزياء بالتعاون مع عالمان آخران لاكتشافهم أن تشكيل الثقب الأسود يمثل بمثابة تنبؤ قوي لنظرية النسبية العامة , وشمل تفوق النساء أيضًا الجانب الأدبي, حيث فازت الشاعرة والكاتبة الأمريكية "لويز جليك" بجائزة نوبل فى الآداب لنفس العام..
يقفن السيدات بجوار الرجال, فكرًا وبحثًا, إصرارًا وكفاحاُ..
كل منهما يحمل نفس المعطيات من الفكر والوقت  والإرادة, فقط يتفوق منهم من يستطيع أن يوجه إمكانياته ويستطيع أكثر أن يكتشف نفسه بشكل أوضح وفي وقت مبكر, يعرف ماذا يفعل الآن, ويعرف أيضا ماذا يمكنه أن يفغل غدًا, وكيف يرسم طموحاته , وكيف يستطيع تطويرإمكانياته لتتماشي مع طموحاته, رجل كان أو إمرأة..
النساء إستطعن أن يفرضن النظريات, ويتبعن نهج العلماء السابقين, ويسرن على خطاهم يتعلمن منهم ويبتكرن طرق أحدث في تعيين المفروضات, وتطبيق النظريات المطروحة بأستخدام التكنولوجيا المتطورة لإثباتها..
في الكيمياء العالمتان إستطاعتا تطوير ما يسمى بالمقصات الجزيئية, والتي لها قدرة على تعديل الجينات البشرية..والعلم أبدأ لا يتوقف عند حد..وسيترتب على تلك الخطوة الكثير من التطورات , والعلماء يصفون ما توصلتا إليه أنه إنجازًا ثوريًا في مجال الكيمياء..
ومرآة العلم صادقة, تعكس  بلا زيف الصور, من  يبذل أو تبذل الجهد, الوقت , المال والعرق..تكون صورتهم بالمنتهى مشرفة وتستحق التخليد, ويصبح إسمهم محفوظًا عبر القرون..وإكتشافاتهم وإختراعاتهم, ينتفع بها الأجيال التي تليهم..ولا تفرق بين رجل وسيدة..
وكل فتاة صغيرة, لابد أن تحمسها تلك النماذج, وتعرف أن بداخلها طاقات مماثلة لما بداخل كل عالمة إستطاعت أن تجتهد وتتوصل بالعلم لإكتشاف يضاف إلى قائمة خدمات البشرية, فمن يريد يفعل..ومن يصمم يحقق..ومن يثابر ينجح...النساء أيضًا يمكنهم صنع تاريخ..وتغيير تضاريس..وبناء أمم..جنبًا إلى جنب مع الرجال..نصفي الحياة كل بمقدرته يستطيع أن يفعل المستحيل..