الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: فتاة المعادي ضحية المجتمع !

صدى البلد

لم تكن الحادثة المأساوية التي تعرضت لها الفتاة مريم الشهيرة بفتاة المعادي، مجرد حادثة مرت علينا مرور الكرام ولكنها ربما حادثة من آلاف الحوادث التي أصبحت تقع أمام أعيننا وفي وضح النهار دون أن يتحرك حد خوفا على حياته ربما، ولكن حادثة مريم في منطقة المعادي والتي أبكت مصر كلها وطالب المواطنون بإعدام الجناة بصورة علنية ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر من المجرمين الآخرين ومعتادي الإجرام، بعدما ماتت مريم نتيجة اصطدام رأسها بسيارة كانت مركونة بعد أن خطف اللصان شنطة مريم وهي تسير في الطريق بشارع 9 الشهير بالمعادي وفي وضح النهار، أثناء عودة مريم من عملها إلا أن اللصين تابعاها، ولكنها رفضت أن تترك الشنطة وتشبثت بها حتى تم سحل مريم بسيارة الميكروباص المطموسة الأرقام، وهذا حدث أمام المارة من المواطنين وربما أمام بعض كمائن الشرطة إلا أن مريم لفظت أنقاسها الأخيرة وماتت بعد أن نزفت دماء كثيرة وأصبحت ضحية لشابين من اللصوص الذين تجردوا من الآدمية والمشاعر والأخلاق وأصبحت سلوكياتهم أقرب إلى الحيوانات بل أدني من ذلك!

وتلك الجريمة البشعة تسببت في حالة من الحزن الشديد لدى المواطنين ترجمتها صفحات التواصل الاجتماعي وعرضت صورتها وصورة اللصوص بعض القبض عليهم من قبل رجال الشرطة الشرفاء!

ربما كانت مريم ضحية لمجتمع تراجعت فيه القيم والأخلاق والمبادئ والسلوكيات الحسنة، وحلت محلها الأخلاق الوضيعة والطمع والإهمال وضياع الأمانة والجشع والشهوانية، فكانت جريمة مريم وغيرها من الجرائم  نتيجة طبيعية لكل هذا وذلك!

ولكن السؤال الذي تبادر إلى ذهن كل متابع لهذا الجريمة البشعة وهو كيف تجري أخذات جريمة بشعة بهذا الشكل في منطقة مثل المعادي والتي تمثل قلب العاصمة وفي ساعات النهار ومن المفترض أن شوارع المعادي بها دوريات وكمائن أمن ورجال شرطة في كل مكان وهذه واحدة، ثم كيف تسير سيارة ميكروباص بدون أرقام أو كما يقولون مطموسة الأرقام في دولة تنتظر أن تصبح مصر جديدة في كل شيء، ولماذا لم تلغ سيارات التكاتك بعد أن شهدت البلاد حوادث كثيرة بسببها كالخطف والتحرش والاغتصاب والسرقة والتي تجري بواسطة التكاتك! ولم تقنن وتوضع عليها لوحات معدنية حتى تدخل إلى حزينة الدولة ملايين الجنيهات!

ولماذا تراجعت الشهامة والحماسة في المصريين مثلما كانت في الماضي وحلت محلها الخسة والندالة وحب النفس، من السبب في ضياع مريم ومن القاتل؟! فمريم لم تقتل وحدها بل المجتمع ربما قتل كله حزنا عليها!


-