قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كواعب أحمد البراهمي تكتب: مكارم الأخلاق


مكارم الأخلاق . هي المرتبة الأعلىمن الخلق. هي أحسن الخلق وافضلها.

وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم ( أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ) .

وبعض الناس حسن الخلق بطبعه او بحسب نشأته . والبعض الآخر يجعله الدين حسن الخلق أي يتمسك بما أمر به الدين حتي ولو لم يكن علي هواه .
ولقد كان العرب في الجاهلية وقبل نزول الإسلام لديهم عادات جميلة جدا وراقية جدا . بالرغم من انهم كانوا يعبدون الأصنام بل أحيانا يأكلون ما يعبدون .
وبالرغم من أن العقل كان قاصرا عن التفكير في قدره الخالق العظيم إلا أنهم كانت لديهم صفات للأسف لم يبق كثير منها موجود بيننا الآن .
رغم أننا نحن الذين دخل الاسلام قلوبنا وعرفنا الله وعرفنا تعاليم ديننا ولكننا لم نتمسك بمكارم الأخلاق .
وقد قال الرسول صلي الله عليه وسلم ( إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق ) صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا القول يدل علي ان الاخلاق كانت موجودة قبل الرسالة وأن مكارم الأخلاق من صفات االعرب حتي عندما كانوا كفارا . كانت صفات الكرم والشجاعة وإغاثة الملهوف والإحسان إلي الجار وبر الوالدين . والدفاع عن الوطن وعن الشرف كل هذه الصفات كانت موجودة لديهم .
اما في عصرنا هذا الذي هو عصر التقدم والعلم أكثر تبدأ هذه الصفات في النقصان .
وقد أكد الدين علي حسن المعاملة مع كل البشر وفي كل المواقف بل وأكد كثيرا علي حسن التعامل مع الجار وقد قال الرسول (مازال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت أنه سيورثه ) .
وأكد علي الإحترام والرحمه ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا ) وحسن التعامل في أسوأ الحالات وهي حالة الحرب فقد نهي الرسول في الحروب عن قتل طفل أو أمرأة أو عجوز أو قطع شجره أو حرق زرع أو هدم دور عبادة .
ولابد من حسن معاملة الأسير .
وأمرنا ديننا بالإحسان في كل شئ حتي في ذبح الطيور والبهائم أن نحسن الذبح .( إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ) .
أمرنا الدين بسمو الصفات بعدم التجسس وعدم الغيبة والنميمة .( ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا و أمرنا بعدم الغش ( من غشنا فليس منا ) أي لا يكون مسلما من يغش الآخرين ويقصد بالغش الغش في كل شئ وفي أي شئ .
أمرنا بالنظافة في بدننا وفي أماكن وجودنا وإحترام حق الطريق . والأمانة وأداء الحقوق لأصحابها وامرنا بالصدق وبالشهادة أن طلبت وعدم كتمانها , وعدم كتمان الحق .أمرنا بعدم الإساءة للغير حتي ولو بالتلميح ومراعاة شعور الآخرين ( فلا يتناجي أثنان دون الثالث ) .
أمرنا بالسلوك الطيب والإفساح لبعضنا البعض في المجالس والتبسم في وجه الآخرين .
أمرنا بالحفاظ علي شرفنا , ومالنا, وأرضنا ( من مات دون عرضه فهو شهيد ومن مات دون ماله فهو شهيد ومن مات دون أرضه فهو شهيد ) .
أمرنا بعدم سفك الدماء وعدم التقاتل ( إذا ألتقي المؤمنان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ) فلماذ اليوم أصبحنا نبتعد عن الصفات الحسنة ونتمسك بالصفات الذميمة . أن الصفة الوحيدة الذميمة التي كانت موجوده بقوة هي الثأر والتي نجح الإسلام في القضاء عليها ونحن نأتي لنترك ما أمر به ونتمسك بما نهي عنه وهو الثأر .
أين نحن من هذا الدين الجميل ?
أين نحن من الإسلام ؟ لما أصبحنا نبرر لأنفسنا فعل الخطأ وفعل الحرام .
ونقترح مسميات لنوهم أنفسنا بأننا علي حق .أتحدي لو ان منا 5% عندما يقدمون علي فعل أي شئ يتذكرون انهم قد يلاقوا ربهم وهو غير راض عنهم أو يتذكرون الموت فيحجمون عن فعل الخطأ .
لقد أصبحنا نهتم بالقشور أكثر من اهتمامنا بالجوهر فأصبحنا علي حافة الهاوية .
ولو ما تمسكنا بمكارم الأخلاق لسقطنا وسقط معنا كل شئ .