الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865)، أو الحرب بين الولايات أو حرب الانفصال، ضمن عدة أسماء أخرى اشتهرت بها، كانت أول حرب أهلية قامت في القارة الأمريكية، حين أعلنت إحدى عشرة ولاية من ولايات الجنوب تحت قيادة الجنرال جيفرسون ديفيز، الانفصال عن الولايات المتحدة.
ترجع أسباب الصراع إلي النزاعات بين منطقة الجنوب الزراعية ومنطقة الشمال الصناعية حول حقوق الولايات والتوسع في تجارة الرقيق إلى نشوب الحرب الأهلية الأمريكية في ستينات القرن التاسع عشر.
عرفت الحكومة الفدرالية بـ"الاتحاديين" وأسست ما سمي الولايات الكونفدرالية الأمريكية بقيادة جيفرسون ديڤيز، رافضة إلغاء العبودية، مطالبة بالانفصال عن الدولة، دون السيطرة على الحكومة المركزية (الفيدرالية).
بادرت الحكومة الانفصالية بإعلان العدوان على الولايات المتحدة الأميركية، التي كان يترأسها السيد إبراهام لينكولن – محرر العبيد - الذي كان قد تم انتخابه كمرشح للحزب الجمهوري المناهض للعبودية عام 1860، وبدوره أعلن رفضه أي انقسام للدولة، مقررًا مواجهة الدعوات الانفصالية للولايات الجنوبية.
بدأت الحرب في 12 أبريل 1861م بهجوم لإحدي الفرق الجنوبية علي موقع فورت سمتر العسكري في تشارلستون، لتشتعل الحرب الحرب وتستمر أربع سنوات كاملة، وأخيرا انتهت باستسلام الجيش الجنوبي بقيادة روبرت لي للقوات الشمالية.
منع انتصار الدولة الأمريكية الموحدة، حدوث انقسام في البلاد، كما أدى إلى نهاية العبودية في الولايات المتحدة (قانونا) - وإن بقيت مظاهرها حتي اليوم في بعض الولايات!
بحلول عام 1870، صعدت الولايات المتحدة الأمريكية لمركز الصدارة العالمية، بعد مائة سنة من تأسيسها يوم 4 يوليو 1776، وهو يوم إعلان الاستقلال، عن الاستعمار البريطاني وتشكيل حكومة اتحادية.
جاء انتصار الولايات الأمريكية علي بريطانيا في الحرب الثورية الأمريكية، كأول حرب ناجحة تحصل على الاستقلال من الاستعمار الحديث، عبر الحرب.
اعتمدت اتفاقية فيلادلفيا الدستور الأميركي الحالي في السابع عشر من سبتمبر عام 1787؛ وتم التصديق عليه في العام التالي مما جعل تلك الولايات جزءًا من جمهورية واحدة لها حكومة مركزية قوية.
كما تم التصديق على وثيقة الحقوق في عام 1791، وتضم عشرة تعديلات دستورية لتضمن الكثير من الحقوق المدنية الأساسية والحريات.
وهكذا عادت الولايات الأمريكية "متحدة" منذ ذلك الحين وحتي اليوم!
ولكن الآن بعد قرابة 160 عاما على هذه الحرب ..
ترى هل تتكرر الحرب الأهلية الأمريكية مرة أخري ربما بسيناريو مختلف، فى ظل ما نشهده يوميا على الشاشات وفى مواقع الانترنت من تصريحات ودعوات للزج بالشعب في الصراع السياسي بين الرئيس دونالد ترامب - الذي قاربت ولايته الأولي علي الانتهاء – وبين جو بايدن، وسط اتهامات غير مسبوقة بالتزوير والتشكيك فى نتيجة انتخابات الرئاسة الامريكية.
التقارير التي تتحدث عن دعوات انفصالية تحاول استغلال هذا الشقاق العنيف في سدة السلطة، أكثر من أن تحصي، وهي مدعومة بخرائط "افتراضية" تم رسمها بالفعل لـ"ولايات مستقلة" عن الدولة الأم، في إشارات لا تخلو من مؤامرة محتملة تدبرها نفس الأصابع الخارجية التي تحرك عواصف الربيع العبري، شرقا تارة، فتدب الثورات الملونة في دول أوروبا الشرقية، ثم شرق أوسطيا تارة، فتغرق الأرض العربية في مستنقع الفوضي الخلاقة، لتدور الدائرة علي أمريكا نفسها، إحدي مراكز إدارة الفوضي العالمية، ولو علي حساب الشعب الأمريكي نفسه، ضحية النظام العالمي الجديد؟
هل سنعيش لنقول قريبا : وداعا لأرض الفرص والأحلام و"أيقونة العالم الحر"، كما روجوا لها كثيرا سابقا، ليخفوا سوءاتها التي بدأت تتساقط عنها أوراق التوت، ورقة . ورقة ؟؟؟
وللحديث بقية..