الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مركز أبوظبي للغة العربية يستضيف ندوة الاستراتيجيات اللغوية

مركز أبوظبي للغة
مركز أبوظبي للغة العربية يستضيف ندوة الاستراتيجيات اللغوية

في فعالية جديدة استضافت نخبة من كبار المتخصصين في اللغات والثقافة والأدب في الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي، احتفل مركز أبوظبي للغة العربية باليوم العالمي للغة الأم – الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) – عبر ندوة افتراضية بعنوان "الاستراتيجيات اللغوية وصلتها باللغات الأم" تم بثها مباشرة عبر منصات المركز الإلكترونية، وحضرها حشد من الإعلاميين والمهتمين بالثقافة والآداب.

شارك في الندوة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والدكتورة هنادا طه-تامير، أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد، والدكتورة عائشة الشامسي، أستاذة جامعية وشاعرة إماراتية، والدكتور علي الكعبي، المستشار في جامعة الإمارات، وأدار الندوة الدكتور خليل الشيخ، مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية بمركز أبوظبي للغة العربية.

تناولت الندوة السبل المتاحة أمام المؤسسات والأفراد على حد سواء للحفاظ على التعددية اللغوية والثقافية باعتبارها حاضنة للتراث والتاريخ والهوية على حد سواء.

واستهل الدكتور علي بن تميم النقاش بالتساؤل عما إذا كانت هذه التحديات مشتركة بين العربية ولغات أخرى، وقال: "تعلّم لغة أخرى هو مغنم ثقافي لأنه يفتح نوافذ معرفية جديدة، ويبني مجتمعًا يقوم على التعددية والتنوّع، لكن لا يجب أن يكون على حساب اللغة الأم، لا يوجد تضارب بين اللغة الأم واللغات الأخرى، فتعلّم اللغة الأم يعزز الهوية، في حين تعزز اللغات مفهوم التنوّع والتعدد، نحن بحاجة إلى استراتيجية لغوية تبدأ من رياض الأطفال وتقوم على التكنولوجيا، كما أننا بحاجة إلى بناء جيل جديد من المعلمين القادرين على استخدام اللغة العربية الميسرة بشكل مقرون بالتكنولوجيا لتقريب اللغة من الأطفال".

وفي إطار حديثه حول أهمية اكتساب لغة ثانية، قال الدكتور علي الكعبي، المستشار في جامعة الإمارات: "اكتساب لغة جديدة يفتح نوافذ للمعرفة والاطّلاع على الثقافات الأخرى، اللغة في مفهومها الواسع ليست أداة تواصل فحسب، بل لها أبعاد ثقافية واجتماعية ونفسية، واكتساب لغة جديدة ضروري على المستوى المعرفي، كما أنه يساهم في قبول الآخر وفهم الثقافات الأخرى. اللغة الأم تساعد الشخص في اكتساب لغة جديدة، حيث إن اتقانها يمنح الشخص الأرضية الضرورية التي تمنحه القواعد والتراكيب اللغوية التي تمكّنه من تعلّم لغة جديدة."

وعن أهمية اللغة الأم، قال الدكتور خليل الشيخ، مدير إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية بمركز أبوظبي للغة العربية: "الإنسان لا يحلّم إلّا بلغته الأم، ولا يستطيع أن يبدع إبداعًا له قيمة إلّا إذا كتب بلغته الأم".

بدورها، قالت الدكتورة عائشة الشامسي: "اللغة الأم هي وسيلة فعّالة ومهمة لاكتساب اللغة الثانية، حيث إن اتقان استراتيجيات اللغة الأم يمكّن الشخص من اكتساب المهارات اللغوية الأخرى خاصةً بين الأطفال. اكتساب لغة أخرى لا يعد تهميشًا للغة الأم بل هو انفتاح على الحضارات الأخرى، لكن يجب أن يتم بعيدًا عن التعددية اللغوية السلبية، لأن هذا يفقدنا هويتنا الثقافية، فالمحافظة على لغتنا يمكّننا من مد جسور التواصل مع الحضارات الأخرى".

وتطرقت الندوة إلى مسئوليّة المؤسّسات التعليمية عن احترام التعدّدية اللّغوية والثقافية ونشر الوعي بأهمّيتها، حيث قالت الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد: "لا نحتاج إلى إصلاح المنظومة التعليمية بأكملها للارتقاء بتعليم اللغة العربية، علينا تخصيص المزيد من الوقت لتعليم الأطفال اللغة العربية بشكل معمّق بدلًا من تعليمهم عنها بشكل سطحي، كما يتوّجب علينا التسويق للعربية أولًا ثم أن نحتفي بكل اللغات الموجودة من خلال تنظيم أيام ثقافية في الجامعات لتعزيز التفاهم بين مختلف الثقافات."

واختتم الدكتور علي بن تميم الندوة بالقول: "التحوّل الرقمي مطلب أساسي للغة العربية، فهي خامس أكثر لغة محكية حول العالم لكنها من أضعف اللغات من حيث الحضور الرقمي. أطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات التي تهدف إلى دعم اللغة العربية لتمكينها من سد الثغرات في المكتبة العربية، ومن بين هذه المبادرات إعلان ميثاق اللغة العربية والذي يعد أعلى درجات الاحترام للغة العربية، ومركز أبوظبي للغة العربية، ومشروع كلمة الذي ترجم أكثر من 1000 كتاب عن 13 لغة عالمية، بالإضافة إلى العديد من المبادرات والمراكز التي تدعم التأليف والبحث العلمي".

من جانبها، علقت موزة الشامسي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية بالإنابة، على الندوة قائلة: "نواصل العمل في مركز أبوظبي للغة العربية على كل الأصعدة بهدف إماطة اللثام عن التحديات التي تواجه اللغة العربية ومجابهتها لوضع أسس صلبة للنهوض باللغة بألسنة المتحدثين بها، وتأتي ندوة اليوم كخطوة إضافية في هذا المسعى".

وكانت منظمة اليونسكو اختارت "تعزيز التعدّدية اللّغوية لإدماجها في التعليم والمجتمع" شعارًا لنسخة 2021 من اليوم العالمي للغة الأم، وذلك لتسليط الضوء على الأهمية الكبيرة للتعددية اللغوية في العالم الحديث الذي أصبح فيه تعلّم لغتين على الأقل من المسلّمات، كما يتناول الشعار مسألة الهوية ودور اللغة في تعزيزها ومساهمتها في تشكيل وعي الإنسان في القرن الحادي والعشرين، هذا ويشكل اليوم العالمي للغات الأم فرصة مثالية للتعرف عن قرب على التحديات التي تواجه اللغات الأم، ومنها تراجع الإقبال على الحديث بها واستخدامها في التفاعلات الاجتماعية، إضافة إلى الانصراف عنها إلى لغات أخرى أكثر انتشارًا بهدف استهلاك المحتوى العلمي والثقافي والترفيهي.


-