الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. علاء الشال يكتب: السيدة خديجة ومواقفها المشهودة مع الرسول (3)

صدى البلد

بعدما تزوجت رضي الله عنها من الرسول صلى الله عليه وسلم انشغلت بتربية الأبناء والعمل بشؤون المنزل 
وأما الرسول صلى الله عليه السلام فقد حُبب إليه  الخلوة، فصار يتجه لغار حراء يعتكف متأملًا ويتعبد متبتلًا، وكان موقف خديجة موقف المعين الداعم، فكانت تعد له ما يحتاجه في خلوته من طعام وشراب ومهاد، تُجهزه قبل خروجه،

ولما بلغ سيد الخلق صلى الله عليه وسلم الأربعين بدأت المبشرات بالنبوة فكان تسليم الحجروالشجر على رسول الله

روى محمد بن يوسف الصالحي الشامي: «رأى رسول الله مرةً في منامه أن سقف بيته نزعت منه خشبة، وأدخل فيه سلمٌ من فضَّة، ثم نزل إليه رجلان، فأراد أن يستغيث فمُنع من الكلام، فقعد أحدهما إليه والآخر إلى جنبه، فأدخل أحدهما يده في جنبه فنزع ضلعين منه، فأدخل يده في جوفه، ورسول الله يجد بردهما، فأخرج قلبه فوضعه على كفه، فقال لصاحبه: نعم القلب قلب رجلٍ صالح، فطهر قلبه وغسله، ثم أدخل القلب مكانه، وردَّ الضلعين ثم ارتفعا، ورفع سلّمها، فإذا السقف كما هو، فذكر ذلك لخديجة فقالت له: أبشر فإن الله لا يصنع بك إلا خيرًا، هذا خير فأبشر».
لما نزل عليه الوحي رجع  يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني، زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم وتحمل الكَل وتكسب المعدوم وتُقري الضيف وتُعين على نوائب الحق»

هذا الموقف من سيد الخلق صلى الله عليه وسلم من المواقف المشهودة لأم المؤمنين فلقد استدلت بأخلاق سيدنا الظاهرة على رعاية الله وحفظه لنبيه  
ثم ذهبت به إلى ورقة بن نوفل الذي أخبرسيد الخلق بنبوته ورسالته 
لقد  واكبت خديجة نزول الوحي قرآنًا وتكليفًا، فكانت أول المؤمنين وأول المصلين مع سيد الخلق حين نزل عليه جبريل فعلمه الوضوء والصلاة فانطلق فصلى بها بعد أن علمها رسول الله

وبهذا كانت خديجة أول من آمن، وأول من ثبت، وأول من توضأ وأول من صلى
 قال شهاب الدين القسطلاني «كان أول من آمن بالله وصدق صديقة النساء خديجة، فقامت بأعباء الصديقية، قال لها عليه السلام: خشيت على نفسي، فقالت له: أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا، ثم استدلت بما فيه من الصفات والأخلاق والشيم على أن من كان كذلك لا يخزى أبدًا»
وعن الزهري قال: «كانت خديجة أول من آمنت بالرسول من النساء والرجال»، وعن أبي رافع قال: «نُبيء رسول الله يوم الاثنين، وصلت خديجة آخر يوم الاثنين»، وقال ابن إسحاق: «كانت خديجة بنت خويلد أول من آمن بالله ورسوله وصدق بمحمد فيما جاء به، ووازرته في أمرة»، واتفق العلماء على أن خديجة أول من آمنت، قال ابن عبد البر: «هي أول من آمن بالله عز وجل وبرسوله، وهذا قول قتادة والزهري وعبد الله بن محمد بن عقيل وابن إسحاق وجماعة، قالوا: خديجة أول من آمن بالله عز وجل من الرجال والنساء، ولم يستثنوا أحدًا».
رضي الله عن أم المؤمنين وأرضاها ...يتبع إن شاء الله.