حققت مبادرة المسارح المتنقلة التي أطلقتها وزارة الثقافة متمثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، نجاحا كبيرة بين الجمهور في المحافظات المصرية المختلفة، وظهر ذلك واضحا في الحشود الكبيرة التي تتجمع حولها من المواطنين في المواقع التي تقدم فيها فعالياتها، وهو ما يعد إنجاز للثقافة المصرية، وخطوة إيجابية في مبدأ تحقيق العدالة الثقافية التي تعمل عليها الوزارة، ولفت لها رئيس الجمهورية في العديد من المؤتمرات، لمواجهة الأفكار الظلامية، والمتطرفة، ونشر المعرفة ورفع الوعي.

وقدمت تلك المسارح منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن مئات الفعاليات والعروض المختلفة، سواء ضمن مبادرة حياة كريمة، أو ضمن مبادرة مسرح المواجهة والتجوال، اللتان تجوبان القرى والنجوع، ب 6 مسارح متنقلة فقط، وهو ما جعل الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، تتواصل مع وزارة الإنتاج الحربي، لتجهيز 6 مسارح متنقلة جديدة، بعد النجاح الكبير الذي حققته الوزارة من خلال المرحلة الأولى للمسارح المتنقلة، لتضاف إلى البنية التحتية المقترحة لوزارة الثقافة في قرى ونجوع مصر الخالية من المواقع الثقافية، وذلك لنشر الأفكار التنويرية، ومواجهة الأفكار الظلامية، وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية، والمشاركة بها في المبادرة الرئاسية حياة كريمة.

وقال المخرج هشام عطوة، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة لـ"صدى البلد"، إن المسارح المتنقلة حققت نجاحات كبيرة، خلال الفترة الماضية، ما دفع الهيئة إلى طلب زيادتها، لتغطية الأماكن التي لم يتم التمكن من الوصل إليها بشكل كافي.
وأضاف عطوة، أن المسارح المتنقلة لم تقتصر فقط على حفلات فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة، إنما تقدم عليها فرق الأوبرا أيضًا الكثير من العروض في المحافظات، ضمن خطة وزارة الثقافة، في إيصال الفن الحقيقي، والهادف إلى كافة أطياف المجتمع.

وأوضح رئيس قصور الثقافة، أن الفترة المقبلة تشهد طفرة كبيرة في الأنشطة والفعاليات التي تقدم، لذا يتطلب الأمر زيادة المسارح المتنقلة حتى تتمكن من تغطية عدد القرى المصرية.
وتعد المسارح المتنقلة، ومسرح الجرن، والمكتبة المتنقلة، ضمن المشروعات الثقافية الهامة التي تقدمها وزارة الثقافة منذ تأسيسها مع كامل هيئتها المختلفة مثل قصور الثقافة، المجلس الأعلى للثقافة، هيئة الكتاب، لكن بفعل الزمن وإهمال الثقافة لسنوات اختفت تلك المظاهر الثقافية، والآن ومع خطة الدولة وبرنامج الرئيس لبناء الإنسان، أعادت الوزارة المسارح المتنقلة، لتعيد الحياة لأبو الفنون.

المسرح المتنقل يتكون من سيارة نقل ضخمة، بالإضافة إلى مقطورة متحركة الأولي منها مجهزة لخدمات الكهرباء والمياه، وتشمل لوحات تحكم وتوزيع وحماية للقدرة الكهربائية، بالإضافة لغرفتين للخدمات، أما الثانية (المقطورة) فتحمل مسرح بمساحة 37.5 متر مربع، قابل للفك والتركيب يتم تجهيزه لإقامة العروض في مدة تتراوح بين 3 إلى 4 ساعات، بالإضافة لأحدث معدات الصوت منها سماعات ghl S، ومعدات الضوء (الديمر 088) وكشافات الضوء والميكسر، كما تتضمن غرفة كنترول مكيفة، وأربعة خيام مجهزة تمثل غرف استبدال الملابس للفنانين، وأكد أن إقليم القناة وسيناء الثقافي أول منطقة وصل إليها المسرح المتنقل الخاص بها وجارٍ إعداد برنامج جولتها في جميع القرى والنجوع التابعة للإقليم خاصة الأماكن التي لا توجد بها بيوت ثقافة أو مكتبات.
تقدم المسارح المتنقلة عروضًا سينمائية وإقامة مكتبات متنقلة، بالإضافة إلى ورش حكي أطفال وورش حرف تراثية، من أجل تقديم أنشطة ثقافية متكاملة داخل تلك القرى والنجوع وفق برنامج ثقافي محد بجانب أنشطة المسرح، كما تسعى لاكتشاف مواهب الأطفال، وتقدم فقرات شعرية وأمسيات أدبية، وبعض العروض: منها عرض فيلم قصير عن «أبطال بلدنا»، وتكريمًا لأسر الشهداء من الجيش والشرطة، ولقاءات حوارية مع رجال الكنيسة والأزهر ورجال الشرطة وأسر شهداء الوطن، وعروضًا توعوية لطرق الوقاية من فيروس «كورونا»، وعرضًا فنيًا لفرقة كورال أطفال قصر ثقافة طور سيناء، كما اشتملت الأنشطة على محاضرات تثقيفية عن أعلام من بلدنا، وفيلم وثائقي عن إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسي.