تسعى مصر لأن تصبح محورًا عالميًا للطاقة؛ من خلال مشاريع الربط الكهربائي مع دول مختلفة، كالربط مع إفريقيا وأوروبا ودول الخليج، وهذه المشروعات ستجلب لمصر مكاسب اقتصادية بالعملة الصعبة.
وتشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية، حيث ترتبط كهربائيًا مع دول الجوار شرقًا وغربًا مع كل من الأردن وليبيا، ويتم حاليًا إعداد دراسة جدوى؛ لزيادة سعة خط الربط الكهربائي مع الأردن، لتصل إلى 2000 و3000 ميجا وات، بدلًا من 450 ميجا وات حاليًا.
وهناك أيضا مشروع الربط الذي تم تنفيذه حاليًا مع السودان، كما يتم دراسة الربط الكهربائي جنوبًا في اتجاه القارة الإفريقية؛ للاستفادة من الإمكانيات الهائلة للطاقة المائية في إفريقيا.
ويوجد أيضا مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية؛ لتبادل قدرات تصل إلى حوالى 3000 ميجا وات، والذي سيتم توقيع عقوده هذه الأيام.
أما عن الربط مع قبرص؛ فيعد بوابة تصدير الكهرباء إلى أوروبا، والذى تتراوح قدرته من 2000 إلى 3000 ميجا وات، وفقا لما تحدده الدراسات الخاصة بالمشروع، حيث وقعت مذكرات تفاهم في مايو 2019 بين الشركة القابضة لكهرباء مصر مع شركة «Euro Africa Interconnector» القبرصية لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين مصر وقبرص، ويتيح هذا المشروعربط كل من قبرص وجزيرة كريت بالاتحاد الأوروبي.
وأوضح الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، في تصريح لـ"صدى البلد"، أن مشروعات الربط الكهربائي بين مصر وأوروبا ما زالت قيد الدراسة، وسيتم التوقيع قريبا، حيث يجري حاليًا التنسيق لمراجعة وتقييم دراسة الجدوى المقدمة من الجانب القبرصي.
وقال إن الشركة المصرية لنقل الكهرباء تعمل حاليا على إسراع الإجراءات والخطوات الخاصة بالبدء فى إنشاء كابلات وخطوط الربط الكهربائي مع قبرص، لأنتنفيذ خط الربط بين مصر وأوروبا يمر بعدة مراحل تتضمن خطًا حتى قبرص ومن قبرص إلى جزيرة كريت ثم إلى اليونان، متوقعا أن تصل مدة تنفيذ المشروع إلى 6 سنوات،ستكون مصر حينها ناقلا مهما للطاقة بالنسبة للقارة الأوروبية.
وأكد “شاكر” أن لهذا المشروع التاريخي أهمية كبرى؛ لخطة مصر الاستراتيجية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية وتأمين الطاقة، كما أنه يعد أحد المشروعات التي تساعد على ربط مصر بالشبكة الكهربائية الأوروبية، وبهذا ستكون مصر مركزا إقليميا لتبادل الطاقة.
ومن جهته، أكد أيمن حمزة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء والطاقة، أن مشروعات الربط الكهربائي تعد مصدر قوة لمصر خلال الفترة المقبلة؛ لأنها تزيد التعاون الاقتصادي بين مصر ودول العالم،موضحًا أن تصدير الكهرباء يسهم في زيادة الدخل القومي لمصر وسوقًا جاذبة للاستثمار فى الطاقة بالمستقبل.
وعن أهم مشاريع الربط مع الدول فهي كالآتي:
مشروع الربط الكهربائي مع السودان
أطلقت الشركة المصرية لنقل الكهرباء، أول أبريل الماضي، التيار الكهربائي في خط الربط مع السودان بقدرة 70 ميجا وات كمرحلة أولى من إجمالي 300 ميجا وات، وتبلغتكلفة المرحلة الأولى للربط 6.8 مليون دولار، والتي تعادل 560 ألف يورو، و376 مليون جنيه.
الربط الكهربائيمع الأردن
ترتبط مصر مع الأردن منذ عام 1999 بمشروع ربط كهربائي، عبر خط تصديري تصل قدرته إلى 450 ميجا وات، وتسعى وزارة الكهرباء لزيادة قدرات الربط الكهربائي مع الأردن لنحو 1000 ميجا وات يليها رفع القدرة الاستيعابية في الخط لتمكنه من تصدير وتبادل 2000 ميجا وات، وقد صدرت مصر كهرباء إلى الأردن خلال عام 2019 بقيمة تبلغ 15.5 مليون دولار.
ويأتي الربط الكهربائي بين مصر والأردن ضمن مشروع الربط الثماني، لربط شبكات الكهرباء في مصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا وفلسطين وسوريا وتركيا، بمساهمة تمويلية من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي.
الربط الكهربائي مع ليبيا
أنشئ مشروع الربط الكهربائي بين مصر وليبيا عام 2002، وتقوم مصر من خلاله بتصدير الكهرباء إلى ليبيا بقدرات تقارب الـ40 ميجا وات، وتبلغ قيمة الكيلو وات 11 سنتًا.
جدير بالذكر أن مصر صدرت طاقة كهربائية إلى ليبيا خلال العام الماضي بقيمة 4.4 مليون دولار.
الربط الكهربائي مع قبرص
وقعت مصر في مايو 2019 اتفاق تعاون بشأن الربط الكهربائي بينها وقبرص واليونان عبر جزيرة كريت، لتبادل الطاقة الكهربائية بقدرة 2000 ميجا وات.
وتتمثل المرحلة الأولى في تنفيذ سعة 1000 ميجا وات من مشروع خط الربط الكهربائي المصري القبرصي اليوناني مرورًا بجزيرة كريت لتبادل الطاقة الكهربائية على الجهد العالي ذي التيار المستمر.
الربط الكهربائي مع السعودية
وقعت مصر والسعودية اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في 2012، والذى يسمح لمصر الربط بدول الخليج وآسيا؛ من أجل تبادل الطاقة في فترات الذروة بحد أقصى 3000 ميجا وات، إضافة إلى استخداماته الأخرى للتبادل التجاري، وبلغت تكلفة المشروع مليار و600 مليون دولار، يخص الجانب المصري منها 600 مليون دولار.
ويساهم في التمويل- إلى جانب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية- كلٌ من “الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، البنك الإسلامي للتنمية، الموارد الذاتية للشركة المصرية لنقل الكهرباء”.
يذكر أن المشروع توقف مؤقتا بسبب جائحة كورونا، ولكن تم الاتفاق على توقيع العقود والبدء في التنفيذ خلال أيام.