قال الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إن الكثير من الناس لا يفهم معنى الزهد إلا من رحم ربي، لافتًا إلى أن الإمام أحمد بن حنبل عرف الزهد بالقول: "ترك الحرام زُهد العوام، ترك الفضول من الحلال وهذا زهد الخواص، وهذا يعني عدم النظر إلى الكثير من الحلال والرضا بما قسمه الله لك، فلن يصل الإنسان إلى الزهد إلا من خلال الرضا، وترك ما يشغلك عن الله عز وجل، وهذا زهد العارفين".
ولفت "محمد علي"، خلال حواره مع الإعلاميين رنا عرفة وممدوح الشناوي، ببرنامج "البيه والهانم"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، مساء الاثنين، إلى أن زهد العارفين يعني ترك ما يشغل عن الله عز وجل بمعنى ذكر الله والاستغفار باستمرار لكي يغفر الله الذنوب، معقبًا: "ليس معنى الزهد هو ارتداء ملابس باليه أو ملابس مرقعة، أو الرائحة غير الجيدة، أو عدم تهذيب الذقن، أو الأظافر الطويلة، ده مش زهد، ده خيابة".
وأكد الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إن الشخص من الممكن أن يكون ملياردير وزاهد، معقبًا: "الزهد هو الرضا بما قسمه الله لي، وعدم النظر فيما لدى الناس، قانع برزقي سواء قليل أو كثير".
ولفت " الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي،"، أن سيدنا عثمان بن عفان كان مليونيرًا وزاهدًا، معقبًا: "كان مجهز جيش من ماله الخاص، وقام بشراء بئر روما للمسلمين في السعودية من ماله الخاص، والسعودية قامت بإعداد حساب جاري باسم عثمان بن عفان بسبب بئر روما الذي حوله النخيل".
وأوضح الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إلى أن الصحابي عبد الرحمن بن عوف أحد المبشرين بالجنة كان غني وزاهد في نفس الوقت، وسيدنا أبو بكر الصديق كان غنيًا وازهد أيضا، وتصدق بكل ماله ووضعه بين يدي الرسول فقال له الرسول عن ما تركه لأهله، قال: "تركت لهم الله ورسوله".
وقال الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إن سيدنا الحسين بن علي تزوج 70 مرة، ومع ذلك كان زاهدًا، معقبًا: "الزهد هو الرضا بما قسمه الله لك، وعدم النظر فيما لدى الآخرين، وهذا الأمر ليس سهلا".
وتابع "علي"، أن الزهد هو الرضا بالقليل أو بالكثير، لافتًا إلى أن هناك رجلاْ جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دُلَّني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس، فقال: "ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس".
واختتم الدكتور محمد علي، الداعية الإسلامي، إلى أن الإمام عمر بن عبد العزيز كان زاهدًا قبل وبعد الخلافة، وعندما تولى الخلافة ذهب إلى زوجته فاطمة بن عبد الملك بن مروان، وقال له أخيرك ما بين أمرين: "بين كنزك، وبين أمير المؤمنين والجنة"، فقالت زوجته: "أمهلني حتى المساء"، وعندما جاء المساء أحضرت كنزها وصكوك قصورها وأموالها، ووضعت تحت قدم الخليفة، وقالت: "بل أختارك والجنة يا أمير المؤمنين"، فقام ببيع كل شيء ووضعها في بيت مال المسلمين.