الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حير العلماء لعقود.. حكاية فك رموز حجر رشيد المثيرة

  حكاية مثيرة لفك
حكاية مثيرة لفك رموز حجر رشيد

سبب حجر رشيد ضجة هائلة منذ لحظة اكتشافه حيث يعد من أشهر الأحجار الأثرية التي تم اكتشافها في التاريخ إن لم يكن أشهرها على الإطلاق، كما انتشرت الكثير من التساؤلات بين الناس عن ماهية  حجر رشيد، وكيف كان مفتاح لاكتشاف الحضارة المصرية القديمة .

 

وفي يوم مشبع بالبخار من شهر يوليو من عام 1799، قام أحد أعضاء فريق عمل عسكري فرنسي في حصن متهدم في دلتا النيل باكتشاف غير عادي وسط كومة من الأنقاض تُستخدم في مشروع ترميم، عندما لاحظ لوحًا من الجرانيت بطول 4 أقدام و3 أقدا ، مغطى من جانب واحد بنقوش معقدة.

 

شعر وقتها الملازم بيير فرانسوا بوشار، الضابط المسؤول، بأهميتها وسلّمها إلى العلماء لتحليلها ليقرروا بدورهم أن اللوح الذي يبلغ وزنه حوالي طن واحد جاء من معبد مخصص للملك اليوناني المصري بطليموس الخامس في عام 196 قبل الميلاد. 

 

وكانت اللغات النصية الثلاثة المستخدمة تتمثل في اليونانية الكلاسيكية، والهيروغليفية، ولغة  الديموطيقية لإعلان إنجازات الملك بلغات متعددة لشعوب الإمبراطورية، لكن في الحقيقية كانت الثلاثة لغات ميتة، لكن الأبجدية اليونانية كانت لا تزال قيد الاستخدام.

 

وحسب تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» تسبب الحجر الذي أطلق عليه اسم حجر رشيد نسبة إلى المدينة التي عثر فيها إشعال التحدي اللغوي النهائي والتنافس بين الخبراء من أجل فك رموز اللغة الفرعونية. 

العلماء ينافسون لمدة 20 عاماً 

وكتب إدوارد دولنيك في كتابه «كتابة الآلهة»: «السباق لفك شفرة حجر رشيد هو سرد ممتع للمنافسة التي استمرت 20 عامًا التي تلت اكتشاف النص الذي يبلغ من العمر 3400 عام من أنقاض حضارة جزيرة كريت. 

 

ويناقش دولنيك بشكل كبير إحباطات وانتصارات العلماء وهم يتغلبون على معنى الأحرف الرونية الميتة منذ فترة طويلة ، مغويًا بأدلة محيرة ثم يتجه نحو طريق مسدود ويفقد الأمل ، لكن بعد ذلك يكتشف علامات جديدة وينطلق ببهجة مرة أخرى . 

 

ولفت إلى أنه منذ عهد الإمبراطورية الرومانية، حاول اللغويون دون جدوى معرفة ما تقوله الهيروغليفية حيث سارع انتشار المسيحية باختفاء أي شيء له علاقة بمصر القديمة في عام 391 م ، أمر ثيودوسيوس الكبير بتدمير المعابد المصرية، ونُحت آخر هيروغليفية في معبد على جزيرة في النيل عام 394.

 

وكان هورابالو، وهو كاهن مصري من القرن الخامس، يعتقد أن لكل صورة معنى مخفيًا عميقًا، حيث انخرط في ظلام البرية  لمعرفة ماهية ذلك، وافترض أن الصقر يجب أن يرمز إلى الإله لأن الطيور تطير على منحدر و الصقر فقط هو الذي يطير إلى أعلى بشكل مستقيم.

 

وبين أنه على سبيل المثال أرنب يعني ضمنيًا «مفتوحًا» لأنه بدا أنه لم يغمض عينيه أبدًا. وغامر آخرون بالخروج في أزقة عمياء مماثلة حيث تعثرت عليهم الرموز التي لم تقدم أي أدلة حول ما إذا كان ينبغي قراءتها صوتيًا ، أو أنها تمثل أفكارًا.

 

ونوه الكاتب الأجنبي: «لنفترض أن آخر متحدث بالإنجليزية قد مات منذ 20 قرنًا". "كيف يمكن لأي شخص أن يتعلم أن الأصوات c-a-t التي تُنطق بتتابع سريع تعني حيوان فروي بشعيرات، كل ذلك تغير مع حجر رشيد».

و استولت القوات البريطانية على اللوح من جيش نابليون في مصر عام 1802 وشحنه إلى المتحف البريطاني، حيث بدأ اثنان من العباقرة في البحث عن الشفرة، أولهما: توماس يونج بريطاني متعدد المواهب برع في كل من الفيزياء واللغويات، وجان فرانسوا شامبليون ، الذي نشأ في منطقة منعزلة بالفرنسية خلال الثورة ومتخصص في الشأن المصري. 

ويركز النصف الأخير من حديث دولنيك على السباق بين الخبريين، والذي يتميز بالود الظاهري والنفاق في الباطن، حيث استنتج يونج أن سلسلة من الصور الموجودة داخل إطار بيضاوي، أو خرطوش ، مكتوبة بـواسطة «بطليموس».  

وفي النهاية اعتمد شامبليون على طلاقته في اللغة القبطية المنحدرة من المصريين القدماء لاستنباط الحروف والمقاطع اللفظية والمعاني الأكبر، فيما اختتم  دولنيك أن جميع الجهود تستحق التخليد والتقدير حتى وإن لم يحالفها الحظ في الوصول للاكتشاف النهائي.