الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حوار| رسام الكاريكاتير سمير عبد الغني: عبد المنعم رخا قدم تأريخا للواقع المصري من خلال أعماله

رسام الكاريكاتير
رسام الكاريكاتير سمير عبد الغني

تستعد الجمعية المصرية للكاريكاتير، لتنظيم احتفالية يوم الأحد الموافق 7 من نوفمبر والذي يوافق ذكرى ميلاد الفنان محمد عبد المنعم رخا، رائد فن الكاريكاتير المصري، وكانت الجمعية قد اختارت هذا اليوم ليكون عيدًا، لذلك أجرينا حوارًا مع فنان الكاريكاتير سمير عبد الغني، عضو مجلس إدارة الجمعية، ليحدثنا عن تفاصيل هذا اليوم، وعن الراحل عبد المنعم رخا ومدى تأثيره على فن الكاريكاتير داخل مصر.

 

ما هي الاستعدات لهذا اليوم، وكيف سيتم تكريم رخا؟

سيتم تكريم أسرة رخا داخل الجمعية المصرية للكاريكاتير، في وجود جميع أعضائها، وبمناسبة عيد ميلاد رخا الذي يتزامن مع عيد ميلاد الجمعية، قررنا كأعضاء تكريم الفنان الأستاذ عبد العزيز تاج، وكذلك عرض لمجموعة من أهم رسامي الكاريكاتير في مجلة "صباح الخير" خلال عصرها الذهبي، مثل حجازي، وصلاح جاهين، ومحي الدين اللباد، والبطراوي، ورمسيس، وعمنا بهجت عثمان، فسيتم عرض أعمال هؤلاء الفنانين، في وجود الجيل الحديث من الفنانين؛ عمرو سليم، ودعاء العدل، ومخلوف وعبدالله، وعمرو فهمي، وفوزي مرسي وغيرهم، فهذا اليوم هو يمثل بالنسبة إلينا حالة خاصة.

 

كيف ساهم رخا في بناء شخصية مصرية من خلال فن الكاريكاتير؟

لكي أجيبك على هذا السؤال يجب أن نعرف أن هذا الفن لم يمتهنه شخص مصري قبل رخا، إذ كان هناك ثلاثة رسامين مهمين للغاية قبله وهم الإسباني سانتيس، والأرمنلي "صاروخان"، والتركي "رفقي.


لكن ما أود أن أشير إليه هو أن الشخص الذي يأتي لمصر، بمرور السنوات يصبح مصريا بصورة كبيرة، فصاروخان، لم يكن يتحدث العربية بصورة كاملة، وكان محمد التابعي وقتها يطلب منه أن ينفذ بعض الأعمال فينفذها، فدائمًا لم يكن رسام الكاريكاتير هو من يضع فكرة العمل، بل كان رئيس التحرير، والمسئولين عن التحرير هم من يضعون التصور العام للرسمة، لكن عندما جاءت مدرسة روزاليوسف، وصباح الخير في الصحافة، تغير الوضع إذ أصبح الرسام هو صاحب الفكرة الرئيسية للعمل ولا أحد يمليه عليه، ومن هنا أصبح فنان الكاريكاتير مثل الكاتب السياسي، فقد أطلق له كامل الحرية، بل لو رجعت للأعداد القديمة من صباح الخير، لوجدت أن اسم الرسام داخلها كان يكتب أكبر من أي محرر، لأنها أصبحت في الأساس مجلة رسامين.


لذلك عندما ظهر رخا كان في البداية يأخذ أفكاره من مصطفى وعلي أمين، لكنه استطاع أن تكون الريشة مصرية، إذ لم يستطع صاروخان أو سانتيس أن يرسموا البنت المصرية بنفس ملامح بنت البلد، أو ابن البلد، رغم وجود محاولات كثيرة منهم، إلا إن رسومات رخا أصبحت  رسومات مصرية وبريشة مصرية أيضًا، فقد خلق شخصيات مصرية من خلاله ريشته مثل: "رفيعة هانم، والسبع أفندي، وحمار أفندى، وقرفان أفندى، وميمي بيه، وسكران باشا طينة" وهذه الشخصيات أصبحت مؤثرة، حتى إن شخصية ابن البلد الذي كان دائمًا ما يرسمه بالجلابية، قد جعله ينتصر لكل "ولاد البلد".


كيف استطاع أن يحقق هذه الاستمرارية في الإبداع طوال حياته، أعتقد أن الأمر يصعب تحقيقه؟

بالطبع هذا أمر يصعب تحقيقه بالنسبة لكثير من الفنانيين، فقد الكثير ثم اختفوا في النهاية، فرخا كان لديه وعي كبير وثقافة جيدة، وإرادة أيضا للاستمرار في عمله، وقد كان هناك احتفاء به أيضًا من جانب الكثيرين، فعندما فكر زهدي العدوي أن يؤسس الجمعية المصرية للكاريكاتير، ذهب إليه باعتباره كبير الرسامين، وجعله رئيس للجمعية، فهو كان شخص محبوب، وكان هناك التفاف حوله بشكل كبير، وأنا أتصور أنه من أعظم الفنانين الذين ظهروا في تاريخ الكاريكاتير.

 

هل تعتقد أن رخا استطاع وصف الحياة الاجتماعية والاقتصادية لمصر في تلك الفترة، وهل يمكن تقديم تأريخ من خلال فن الكاريكاتير؟

بالطبع فلو رجعت لرسومات رخا ستتمكن من معرفة ماذا لبس المصريون خلال تلك الفترة، وستتعرف على أنواع الطعام، وحياتهم الشخصية والاجتماعية من خلاله، ففن الكاريكاتير هو فن التأريخ، وهو خاص بالناس، فرسام الكاريكاتير هو رسام الشعب، وهو الذي يعبر عن حالة الناس والمجتمع، لذلك فالكاريكاتير هو تعبير حقيقي لكل ما مرت به مصر.

 

هل تعتقد أن تأثره بثورة ١٩١٩ ساهم في وجود حس ثوري عنده والذي ظهر دائمًا من خلال أعماله؟

هذا قرار اتخذه رخا، إذ كان من الممكن أن يتحول رخا لرسم اليافطات، والتي كانت ستدر عليه الكثير من المال، وكان من الممكن أي يقوم بعمل أفشات أفلام، لكن حين يختار الرسام أن يرسم الكاريكاتير، فهذا معناه أنه بداخله محاولة لتغيير العالم، فرخا كان ثوري الطبع، عمنا بهجت عثمان له جملة شهيرة يقول فيها "خلق رسام الكاريكاتير من أجل أن يعترض" فهي قوة داخلية جبارة تدفع الرسام، لأن يقوم بهذا العمل، لذلك فقد كان بالنسبة إلينا ملهم، وبالفعل كانت له نزعة ثورية.

 

إذًا وهل فن الكاريكاتير يعاني خلال الوقت الحالي؟

هناك حالة دائمًا يحاول البعض تصديرها مفادها أن الفن حاليا في مرحلة حرجة، لكن كي ننقل الصورة بشكل كامل،  فهناك إهمال من المسئولين عن المطبوعات والمواقع الالكترونية بهذا الفن، فنحن عندنا طاقة جبارة، ولنا الريادة في هذا الفن.