الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرسي جميل عزيز صانع نجوم الغناء.. ذكرى رحيل جواهرجي الكلمة (بروفايل)

مرسي جميل عزيز
مرسي جميل عزيز

يعتبر الشاعر الغنائي الكبير مرسي جميل عزيز، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، واحدًا من أهم شعراء الأغنية العربية، فأثرى حياة الأغنية ورفع من قيمتها وشأنها بأشعاره الرقيقة والتي يسكن داخلها الشجن والرقة والعمق في ذات الوقت، ولقب بـ "شاعر الألف أغنية"، و"جواهرجى الكلمة".

نشأة مرسي جميل عزيز الفنية

وتعلم  الراحل مرسي جميل عزيز عزف العود على يد المدرس التركي "جرجس مرسي" وقرأ أزجال أبو بثنية، ويعترف أن رقة هذه الأزجال إلى جانب شعراء المهجر وأغاني الغوازى فى الأفراح وعزفه للعود ساعدته على فهم الأغنية المصرية ومستقبلها، أحب "بنت الجيران" ولما منعها أهلها من الخروج، أمسك بالعود ولحن رسائله لها ثم نمق الكلمات ونظم الموال وكتب قصائد الشعر.

وفى خطته لتطوير الأغنية، قرر أن يبدأ الكتابة من المألوف والمعتاد من الأغانى ثم يتجه إلى غير المألوف، فكتب أول أغنية "يا ليالى الملاح" وغنتها شافية أحمد وفاطمة على ثم كارم محمود، وغنى له محمد عبدالمطلب بالإذاعة "أصعب على روحى"، وقدم للإذاعة مسحاً للفولكلور المصرى فى عدة أغانى فردية وأوبريتات صغيرة إلا أن الإذاعة المصرية رفضتها وقبلتها إذاعة الشرق الأدنى وحصل على 150 قرشاً مقابل الأغنية.

مرسي جميل عزيز

وحصل على البكالوريا عام 1940، وقدم أوراقه لكلية الحقوق، إلا ان والده اعترض وعرض عليه مبلغ 6 آلاف جنيه لفتح «شونة بطيخ«، لم يرغب فى رد والده هذه المرة ونفذ كلامه وكان مكسبه اليومي 100 جنيه فى المتوسط على مدى 6 سنوات، ولكنه صرف بسخاء حتى خرج من تجارته مديوناً.

أغاني مرسي جميل عزيز

وبدأ لون جديد من الغناء الشعبي الممتزج بالعصرية، فغنى له عبدالعزيز محمود "يا أسمر يا جميل"، و"كعبه محنى"، و"جلاب الهوى" وغيرها، وتسببت تلك الأغنيات فى ثورة هائلة ورفضها أهل الغناء والنقاد، إلا أنها لاقت نجاحاً جماهيرياً كبيراً.

وكان قد بدأ الشاعر الغنائي، مرسى جميل عزيز، حياته الفنيّة بأغنية "يا مزوق فى ورد وعود"، من تلحين وغناء، المطرب عبد العزيز محمود والذى كان من كبار المُطربين الشعبيين آنذاك، ثم توالت بعد ذلك سلسلة من الأغنيات لكبار المطربين، ولم يكتف المؤلف الشاب، مرسى جميل عزيز، ببدايته مع أشهر المطربين فى عصره، مثل عبد العزيز محمود، فكان طموحه يدفعه لتحقيق المزيد من الأحلام، والتي تحققت فيما بعد حتى أصبح الشاعر الوحيد الذى تغنّى بكلماته أقطاب الفن العربي، فألف أشهر الأغنيات للمطربة نجاة، مثل "حبيبى لولا السهر، أنا بستناك"، وعُرفت من خلال كلماته أيضا، المطربة فايزة أحمد، بـ "ليه يا قلبي ليه، حيران، ياما القمر على الباب، بيت العز يا بيتنا".

تكريم اسم الراحل مرسي جميل عزيز

مرسي جميل عزيز وأم كلثوم

تعاون مرسى جميل عزيز مع كوكب الشرق أم كلثوم فى العديد من الأغنيات، بدايةً من "سيرة الحب" و"فات الميعاد"، حتى الأغنية الأخيرة وهى "الف ليلة وليلة"، والتى يُقال أنها سُميت بألف ليلة وليلة لأن الشاعر مرسى جميل عزيز كان يحسب عدد أغنياته، وعندما وصل إلى رقم ألف، كانت الأغنية رقم 1001 لأم كلثوم، فأصر على كتابة أغنية سماها ألف ليلة وليلة، كمّا أنها كانت فى الاحتفال بالعام الألفى للقاهرة.

كما تغنى بكلماته، عدد من المطربين العرب، أولهم وردة الجزائرية، بـ "لولا الملامة، انا قلبى إليك ميال، لعبة الأيام"، بالإضافة إلى الأغنية الوحيدة التى ألفها للمطربة، فيروز، وهى أغنية "سوف أحيا"، والتى لحنَها الأخوين رحبانى.

 لم يؤلف مرسى جميل عزيز كلماته للمطربات فقط، بل خصص نصيبٌ كبير من الكلمات للمطربين أيضا، ومن أشهر أغانيه التى يقول عنها إنها عادت به إلى مهنته الأصلية "الفكهانى"، هي أغنية "الحلوة داير شباكها شجرة فاكهة"، للمطرب محرم فؤاد، وبجانب محرم فؤاد، ألف مرسى العديد من الأغنيات لفريد الأطرش، ومحمد عبد الوهاب.

وربما حفرت كلمات، مرسى جميل عزيز، أسماء كل هؤلاء المطربين فى ذاكرة أهل الفن، ولكنه ساهم أيضا فى اكتشاف المواهب الشابة آنذاك، ولم يكتف بما هو موجود على الساحة، فعندما جاء إليه الشاب النحيل، عبد الحليم شبانة، بصُحبة محمد الموجي، استقبله فى بيته وأتاح له الفرصة لكى يغنى «ولد الهدى» فى سهرة فنية اُقيمت فى بيت مرسى جميل عزيز، اندهش الحاضرون ومرسى جميل عزيز من صوت هذا الشاب، وعلى الفور قام مرسى بكتابة كلمات أغنية للمطرب الشاب عبد الحليم حافظ ولحنها محمد الموجى، وتوالت بعد ذلك الأغنيات التى ألفها مرسى جميل عزيز ورسمت ملامح مشوار العندليب الأسمر، "الليالى، اسبقنى يا قلبى، نعم يا حبيبى، فى يوم فى شهر، بأمر الحب، يا خلى القلب، جواب، بتلومونى ليه".

ولم تقتصر أعمال مرسى جميل عزيز على الأشعار الغنائية فقط، بل كان من أول الدارسين فى المعهد العالى للسينما وكانت له إسهاماته فى مجالات أخرى إبداعية حيث التحق بالمعهد العالى للسينما وحصل على دبلومة السيناريو حيث وضع السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية منها: "هذا أحبه وهذا أريده" و"ابنتى العزيزة" وغيرهما من الأفلام التى ساهم أيضا فى تقديم أغنياتها تأليفا وفق المواقف الدرامية لكل فيلم.

وعانقت كلمات مرسي جميل عزيز عود أساطير التلحين مثل السنباطي، والموجي، وكمال الطويل، وبليغ حمدي وغيرهم، ولم يقتصر دور الشاعر مرسي جميل عزيز على كتابة الشعر فقط بل قام بكتابة الأوبريتات الغنائية، والقصة القصيرة، وفي السينما بكتابة سيناريوهات بعض الأفلام، وله العديد من المقالات الأدبية والحوارات الصحفية سواء في الصحف المصرية والعربية أو في التلفزيون.