الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من أفريقيا إلى ألمانيا.. السيسي يحمل أزمات الدول النامية ويضع لها الحلول|تفاصيل

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

تولي مصر اهتماما كبير بـ القارة الأفريقية والدول النامية بها ولا تدخر جهدا في تقديم يد العون لهم في أشد الأزمات التي يعانون منها خاصة أزمة الغذاء والطاقة التي تعاني منها الجزء الأكبر في أفريقيا.

ولا تترك مصر مناسبة دولية أو إقليمية أو محلية إلا وتتحدث عن الأزمات والمشاكل التي تعوق التقدم والتنمية في القارة، حيث أن الدولة المصرية لديها رؤية ثاقبة وشاملة للأزمات التي يعاني منها الشعوب الأفريقية ولا تكتفي بالحديث عنها فقط بل تحاول في تقديمها إلى العالم لجلب المساعدات والمعونات لها.

وليس كذلك فقط بل تساعد دول القارة في التعرف على إمكانياتها الطبيعية والبشرية التي تؤهلها للنهوض والتقدم اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، كما أن مصر تلعب دورا هاما في تجفيف منابع الإرهاب في القارة والقضاء على العناصر الإرهابية والجماعات المسلحة وترك الدولة لشعبها لتقرير مصيرها والحفاظ على كيانات ومؤسسات الدولة حتى لا تنهار.

كيفية مساعدة الدول النامية

وفي هذا الإطار، تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حوار بطرسبرج للمناخ والتي تعقده ألمانيا برئاسة مشتركة مع مصر، عن أزمات القارة الأفريقية وكيفية المساعدة في حلها وكيفية استغلال الوارد المتاحة بها لتحسين المناخ وعمل اقتصاد أخضر دائم.

حيث أكد الرئيس السيسي في كلمته، أننا في حاجة لـ انتقال عادل للطاقة الخضراء، ونتذكر الظروف الصعبة التي تمر بها كل دولة، مشيرا إلى أن الجميع مطالب باتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة تغيرات المناخ.

وأضاف أنه يجب التفكير في الخسائر التي تتحملها الدول النامية، والصغيرة في أفريقيا بشأن تغيرات المناخ، ونتمنى أن ننجح في مؤتمر شرم الشيخ، ويكون لدينا جدول أعمال طموح.

وتابع : "نحن نعلم أن هناك دول تحتاج المساعدة في مشروعات التكييف، و نفكر في عملية التمويل، وعلى الدول الغنية دور في مساعدة الدول الأخرى".

الاستفادة من الثروات الأفريقية

وأوضح الرئيس أن مؤتمر شرم الشيخ يهدف لأن يكون نقطة فارقة على صعيد العمل الدولي نحو تحويل الوعود إلى تنفيذ فعلى على الأرض، لافتا إلى ضرورة بذل الجهود لتمكين دول أفريقيا من الاستفادة من ثروتها الطبيعية، و مصر لن تدخر جهدًا لإنجاح القمة العالمية للمناخ.

وأشار إلى أنه يجب بذل كافة الجهود الممكنة لدعم الدول الأفريقية وتمكينها من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية وتحقيق الاستفادة المتسقة مع جهود مواجهة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، وذلك من خلال مقاربة شاملة تأخذ في الاعتبار الوطنية والاقتصادية والتنموية لكل دولة.

وأوضح السيسي أن دول القارة قطعت بالفعل خطوات واسعة في هذا الاتجاه بفضل ما تمتلكه من مساحات واسعة من الغابات والقدرات لتوليد الطاقة من الشمس والرياح، فضلا عن الإمكانيات للهيدروجين الأخضر.

وتابع خلال كلمته بمؤتمر بطرسبرج للمناخ ببرلين، أن مصر تسعى من خلال تلك الخطوات الجادة أن تكون مركزا للطاقة المتجددة في المنطقة، فضلا عن الجهود المستمرة لرفع كفاءة استخدام الطاقة ، وتقليل انبعاثات الكربون وغاز الميثان .

وأضاف أن الدولة المصرية تتوسع في استخدام شبكات النقل التي تعتمد على الطاقة المتجددة ، وتوطين صناعة السيارات الكهربائية ، فضلا عن التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ من خلال مشروعات تبطين الترع وتفعيل آليات الإنذار المبكر.

ولفت إلى أن إفريقيا تقع في قلب التحديات وتتأثر عن غيرها بالتغيرات المناخية، بسبب ضعف التمويل، وأن أفريقيا تعانى تهديد بسبب التصحر، ومشيرا إلى أن أزمتا الغذاء والطاقة فاقمتا من التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية.

الاهتمام المصري بأفريقيا والدول النامية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبد الكريم، الباحث السياسي والمتخصص في الشأن الإفريقي، إن مصر نجحت في السنوات الأخيرة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة منذ مطلع العام 2019 وتولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، في تبني سياسات إفريقية أكثر واقعية وتفهمًا لحاجات الدول الأفريقية والمضي قدما نحو تعاون وتفاهم أكبر وعلاقات وثيقة تلبي حاجاتها بشكل عملي وليس الاعتماد على مواقف رسمية دون إتباعها بدعم وتعزيز عملي لها في شكل تعاون اقتصادي وأمني وعسكري واستخباراتي وسياسي. 

وتابع عبد الكريم في تصريحات لـ "صدى البلد"، تتضح هذه التغيرات الملموسة في توسع مصر في سياسة إقامة المشروعات التنموية المشتركة مع دول أفريقية، لاسيما في حوض النيل، مثل تنزانيا وجنوب السودان وأوغندا وجيبوتي والكونغو وعدد من دول الساحل الأفريقي، كما بذلت مصر جهودًا كبيرة في الإصلاح المؤسساتي داخل "الاتحاد الأفريقي" لاسيما في ملف آلية مراجعة النظراء.

تمكين العلاقات المصرية الأفريقية

وأكمل: "كما عملت مصر أيضا على ملف تمتين علاقات الاتحاد الإفريقي بالقوى الدولية البارزة التي تعمد لعقد قمم مع دول القارة الأفريقية مجتمعة مثل اليابان والصين وروسيا والبرازيل، وعملت أيضا بقوة، قبل استفحال تداعيات جائحة كوفيد-19، على استكمال تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية"، لافتا إلى أن مصر تمثل إحدى الدول الأفريقية القليلة، إلى جانب جنوب أفريقيا تحديدا التي تملك اقتصادًا معقدًا نسبيًا وقائما على تنوع قطاعي ملموس وليس اقتصادًا ريعيًا، على دفع المنطقة اقتصاديا ويعزز فرص الاندماج الاقتصادي البيني بين دول القارة الأفريقية.

وأشار عبد الكريم إلى أن الجهود المصرية لا تقتصر على المساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في عدد من نقاط الاضطراب بالقارة، مثل مالي وليبيا والصومال وجنوب السودان، بل تتعداها إلى تحقيق الأمن القاري بشكل شامل عبر مبادرة إسكات البنادق، وتقديم تدريبات موسعة لقوات مكافحة الإرهاب، وتوظيف القوى الناعمة والتعزيز الفعلي لشعار "حلول إفريقية للمشكلات الإفريقية" وتبني دبلوماسية هادئة إزاء مشكلات كثيرة تضرب القارة وتهدد أحيانًا مصالح الدولة المصرية، أملًا في التوصل لحلول وفق هذا الشعار وتفادي أية تصعيدات في الأزمات الأفريقية - الأفريقية. 

واختتم: "كما توظف مصر ما يمكن تسميتها بدبلوماسية شعبية عبر تمتين التعاون مع جماعات الشباب الأفريقي عبر أنشطة متنوعة تستضيفها مصر في جهود تذكر بحال القاهرة في خمسينيات القرن الماضي حينما كانت قبلة لشباب حركات التحرر الأفريقي".