الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من ألمانيا لـ صربيا.. علاقات منذ الخديوية بين القاهرة وبلجراد قفزت في عهد السيسي

أرشيفية
أرشيفية

أنهي الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته إلى ألمانيا والتي استمرت ليومين، وتوجه بعدها مباشرة إلى العاصمة الصربية بلجراد في زيارة ثنائية رسمية هي الأولى من نوعها، وذلك في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين.

 

واستقبل الرئيس الصيربي، ألكسندر فوتشيتش، الرئيس عبد الفتاح السيسي بمطار العاصمة بلجراد.

 

وستشهد زيارة الرئيس السيسي إلى بلجراد عقد مباحثات مكثفة مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، بالإضافة إلى مقابلة رئيس البرلمان الصربي، وذلك لبحث آليات تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين الجانبين، فضلاً عن النظر في سبل التعاون والتنسيق على الصعيدين الدولي والإقليمي.

 

كما سيتخلل الزيارة عدد آخر من الأنشطة المكثفة وعلى رأسها قيام الرئيس السيسي بإلقاء كلمة في جامعة بلجراد تتضمن التركيز على مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تعظيمها، فضلاً عن استعراض محددات السياسة المصرية تجاه أهم القضايا الإقليمية والدولية المعاصرة.

 

وفيما يلي يستعرض "صدى البلد" أبرز العلاقات المصرية الصربية التي شهدت نموا ملحوظة في السنوات الماضية..

العلاقات المصرية الصربية التاريخية

العلاقات الدبلوماسية بين مصر وصربيا جيدة رغم ما شهدته من بعض التوترات الخاصة بمراحل معينة، فكلا البلدين حافظا على العلاقات الدبلوماسية التي أقيمت بين الخديوية المصرية ومملكة صربيا منذ 20 يناير عام 1908.

وشهدت العلاقات فترة ازدهار غير مسبوقة في عقدي الخمسينيات والستينيات إبان حقبة حركة عدم الانحياز وما صاحبها من روابط وثيقة بين الزعيمين عبد الناصر وتيتو، إلا أن تفكك يوغسلافيا السابقة وما شهدته المنطقة من حروب في عقد التسعينيات انعكس على مستوى العلاقات التي تم تخفيضها إلى دون مستوى السفير لمرتين في تلك الفترة.

وفى المرحلة الحالية ترتبط القيادتين السياسيتين في مصر وصربيا بعلاقات متميزة وهو ما عكسته الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، كما أن مصر لديها سفارة في بلغراد، وصربيا لديها سفارة في القاهرة.

العلاقات السياسية

شهدت العلاقات المصرية الصربية السياسية تطورا كبيرا في السنوات الماضية وخاصة مع مجئ الرئيس عبد الفتاح السيسي مقالد الحكم في البلاد، حيث تبادل البلدين الزيارات على كافة المستويات حتي وصلت إلى مستوي رئيس البلاد.

ففي 22 من شهر أغسطس من العام الماضي ‏قام نيكولا سيلاكوفيتش وزير خارجية صربيا بزيارة لمصر، استقبله سامح شكري وزير الخارجية، بحثا الجانبان تعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية.

كما قام وزير الخارجية سامح شكري في شهر أكتوبر من عام 2020 باتصال هاتفي مع النائب الأول لرئيسة الوزراء ووزير الخارجية الصربي "إيفيتسا داديتش"، وذلك للتباحث حول أبعاد العلاقات الثنائية، فضلاً عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية التي تحظى باهتمام الدولتيّن.

وخلال الاتصال أطلع الوزير الصربي وزير الخارجية سامح شكري على تطورات تطبيق اتفاق التطبيع الاقتصادي الذي تم بين صربيا وكوسوفو برعاية أمريكية، حيث أكد الوزير أهمية المضي قدماً في تنفيذ هذا الاتفاق بما يحقق مصالح الطرفين الصربي والكوسوفاري، وبما يُمثل نواة لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي بمنطقة البلقان، ويتيح آفاقاً أرحب للتعاون سواء بين دولها وبعضها البعض وكذا مع مختلف دول العالم.

واستعرض شكري الأوضاع في الشرق الأوسط والرؤية المصرية الهادفة لحلحلة الأزمات الراهنة بغية استعادة الاستقرار وتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة. كما تباحث الوزيران حول عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المُشترك للبلديّن، ومن بينها القضية الفلسطينية، حيث تم التأكيد على أهمية التوصل لحل سلمي وتسوية مُستدامة، تكفل حقوق الشعب الفلسطيني وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والمُبادرة العربية للسلام، بما يحقق الأمن والاستقرار للمنطقة ويساهم في تعزيز نهضتها اقتصادياً.

وعلى المستوي الرئاسي، التقي الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، في عام 2017 على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. 

وأشار الرئيس السيسي خلال اللقاء إلى اهتمام مصر بتطوير التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات ولاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري.

كما أعرب الرئيس الصربي عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات تاريخية مؤكدا على تطلعه للعمل خلال الفترة القادمة على تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة بما يساهم في إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية واستعادتها للزخم المعهود.

كما أكد رئيس صربيا على أهمية تفعيل أطر التعاون القائمة مرحباً بعقد اللجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت.

وفي لقاء أخر، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك في عام 2015، رئيس جمهورية صربيا، توميسلاف نيكوليتش، وذلك على هامش مشاركة الرئيسين في الدورة السبعين لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتبادل الرؤى إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.

كما تقابل الرئيسان في عام 2014، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوافقت الرؤى على أهمية توثيق التعاون الثنائي في المجالات ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها الصحة والزراعة وصناعة الدواء، فضلا عن أهمية الحفاظ على دورية عقد اللجان المشتركة لتنشيط العلاقات الثنائية.

العلاقات الاقتصادية

تشير البيانات الصادرة إلى وجود عجز مستمر ومتزايد في الميزان التجاري بين مصر وجمهورية صربيا خلال الفترة 2011 – 2015لصالح صربيا، حيث بلغ أعلى قيمة له خلال عام 2015 حوالي 78 مليون دولار ويرجع ذلك إلى الارتفاع الملحوظ في قيم واردات مصر من صربيا خلال نفس العام، إلا أن هذا العجز قد تعافي بشكل كبير خلال عام 2016 حيث بلغ 38 مليون دولار. 

كما تشير البيانات إلي ارتفاع قمة العجز في الميزان التجاري خلال الربع الأول من عام 2017 مقارنة بذات الفترة من عام 2016 حيث سجل نحو 27 مليون دولار، ويرجع ذلك ايضاَ إلي ارتفاع قيم الواردات خلال الربع الأول من عام 2017 والتي سجلت نحو 28 مليون دولار مقارنة بحوالي 3 مليون دولار خلال ذات الفترة من عام 2017 أي بمعدل زيادة حوالي 950 %.

ومن أهم الصادرات المصرية إلى صربيا: الفاصوليا اليابسة بأشكالها المختلفة، البرتقال الطازج، خيوط القطن، والنباتات وأجزاؤها، والألواح والصفائح وأغشية الأفلام.

وأهم الواردات المصرية من صربيا: ذرة صفراء لغير البذار، تبغ مفروم، الخشب الزان، الجرارات، ورق وورق مقوي، مواد بروتينية، إطارات خارجية هوائية.

الاتفاقات المبرمة بين مصر وصربيا

  • اتفاق بين حكومة جمهورية مصر العربية ومجلس وزراء صربيا والجبل الأسود بشأن وراثة الاتفاقات المبرمة بين جمهورية مصر العربية وجمهورية يوغسلافيا الاشتراكية الفيدرالية في 23/11/2005.
  • اتفاق الخدمات الجوية المبرم بين جمهورية مصر العربية وجمهورية يوغسلافيا الشعبية الاتحادية في 20 فبراير 1955
  • اتفاق التعاون التجاري والاقتصادي طويل الأجل المبرم بين جمهورية مصر العربية وجمهورية يوغسلافيا الشعبية الاتحادية في 27 أكتوبر 1958.
  • اتفاق إنشاء اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي المبرم بين الجمهورية العربية المتحدة وجمهورية يوغوسلافيا الشعبية الاتحادية في 21 مارس 1961.
  • اتفاق الإلغاء المتبادل للتأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية المبرم بين الجمهورية العربية المتحدة وجمهورية يوغسلافيا الاشتراكية الفيدرالية في 6 فبراير 1965.
  • اتفاق التعاون الثقافي بين جمهورية يوغسلافيا الشعبية الاتحادية والجمهورية العربية المتحدة في 22 ديسمبر 1958.
  • اتفاق بين جمهورية مصر العربية وجمهورية يوغسلافيا الاشتراكية الفيدرالية لتجنب الازدواج الضريبي فيما يتعلق بالضرائب على الدخل في 27 يونيو 1987.
  • اتفاق بين حكومة جمهورية مصر العربية وحكومة صربيا والجبل الأسود بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات في 24/5/2005.
  • اتفاق تجنب الازدواج الضريبي بالنسبة للضرائب على الدخل في 31/7/2005
  • اتفاقية التعاون في مجالات الثقافة والتعليم والرياضة بين حكومة جمهورية مصر العربية ومجلس وزراء صربيا والجبل الأسود في 23/11/2005، تمت الموافقة على الاتفاقية مع التحفظ بشرط التصديق.
  • بروتوكول التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في كلا البلدين في 12/1/2005.
  • مذكرة تفاهم للتعاون بين معهد الدراسات الدبلوماسية والأكاديمية الدبلوماسية الصربية في 14/2/2010
  • اتفاق التعاون الاقتصادي والعلمي والفني في 28/5/2010
  • اتفاق للتعاون في مجال السياحة في 28/5/2010
  • اتفاق خدمات جوية في 28/5/2010
  • مذكرة تفاهم في مجال الخدمات البيطرية في 28/5/2010
  • مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الثروة المعدنية في 28/5/2010
  • بروتوكول الدورة الثامنة عشر للجنة المشتركة المصرية الصربية للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني في 28/5/2010.

العلاقات العسكرية

قام  الدكتور نيبوشا ستيفانوفيتش نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع بجمهورية صربيا والوفد المرافق له بزيارة لمصر في العام الماضي، للمشاركة في الاجتماع الثالث عشر للجنة التعاون العسكري المصرية الصربية بالقاهرة، استقبله الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى. 

وتناول اللقاء مناقشة عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في ضوء مجالات التعاون العسكري ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين، كما تم توقيع بروتوكول تعاون في المجال العسكري بين الجانبين، وعلى هامش اللقاء وقع الجانبان بروتوكول تعاون في المجال العسكري بين البلدين.