وجهت جنوب إفريقيا شركات القطاع الخاص المنتجة للكهرباء بالتدخل لمعالجة أسوأ حالات انقطاع للتيار الكهربائي على الإطلاق في أكبر اقتصاد صناعي إفريقي في خطوة تتزامن مع شروع الحكومة في رفع قبضة مؤسسة "إسكوم" الحكومية المحتكرة للسوق.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، أن جنوب إفريقيا ألغت الضوابط المفروضة على الشركات الخاصة التي تولد الطاقة بعد عقد من إمدادات الطاقة غير المستقر، فيما قال رئيس البلاد سيريل رامافوزا: "إن الشعب يشعر بالإحباط والغضب إزاء قصور المؤسسة الحكومية المنتجة للكهرباء".
وأوضح سيريل رامافوزا أن هناك حاجة ملحة إلى مؤسسات من القطاع الخاص لإنقاذ شبكة الكهرباء في البلاد بعد انقطاع التيار الكهربائي الأخير بكثافة غير مسبوقة "الأمر الذي عطل حياتنا وتسبب في أضرار جسيمة لاقتصادنا"، مضيفاً أن الحكومة ستضع أيضًا خطة بحلول أكتوبر المقبل للتعامل مع ديون "إسكوم" البالغة نحو 400 مليار راند (24 مليار دولار)، في خطوة تستهدف إحداث تحول جذري في قطاع الكهرباء وتهيئته للاستدامة المستقبلية".
وأوضحت الصحيفة أن مؤسسة "إسكوم" أغرقت البلاد في الظلام لمدة تصل إلى 12 ساعة يوميًا هذا الشتاء بسبب سلسلة من الأعطال والإضرابات غير القانونية من جانب الموظفين، مما أدى إلى انهيار منظومة الخدمات والمرافق وزيادة الضغط على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن جنوب إفريقيا ستضاعف أيضًا مشترياتها من الطاقة المتجددة هذا العام إلى أكثر من 5 آلاف ميجاواط وتخلق حوافز للمؤسسات المنتجة للطاقة الشمسية والتي تغذي شبكة الكهرباء في البلاد، بموجب سياسات معجلة للتخفيف من فقدان الأحمال، ومن المقرر أن تعمل إزالة قيود تراخيص توليد الطاقة على تسهيل عمل المناجم والشركات الأخرى في إنشاء مشاريعها الخاصة، مثل مزارع الطاقة الشمسية، وبيع الطاقة الزائدة لمؤسسة "إسكوم"، حيث تم بالفعل رفع سقف الترخيص من 1 ميجاوات إلى 100 ميجاوات في العام الماضي، لتغطية قصور المؤسسة الوطنية في إنتاج الطاقة.
وذكرت الصحيفة أن رئيس جنوب إفريقيا يتعامل مع إرث سنوات من الفشل في الاستثمار في إمدادات الطاقة الجديدة، في وقت بقيت مؤسسة "إسكوم" تمد الطاقة لعقود المصانع والمنازل دون أن تتلقى الصيانة المناسبة، الأمر الذي أفقدها القدرة على تلبية الطاقة التي تتزايد في الشتاء وبلغ العجز 6 آلاف ميجاوات.
في غضون ذلك، أثنت منظمة السلام الأخضر الإفريقي على بدء جنوب إفريقيا الاستفادة من إمكاناتها من الطاقة المتجددة ما تعد خطوة كبيرة نحو تحقيق خليط الطاقة، لكنها نبهت في الوقت ذاته إلى تحديات استخراج تراخيص توليد الطاقة المتجددة.