الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأهرام تطالب بضرورة مراجعة اجراءات السلامة في دور العبادة

الأهرام
الأهرام

كتبت صحيفة “الأهرام” مقالا بعنوان “ضرورة مراجعة إجراءات السلامة” عن حريق كنيسة أبي سيفين في إمبابة منذ أيام.

 

وقالت الأهرام في المقال "لعل من أهم الدروس المستفادة من حادث حريق كنيسة أبى سيفين فى امبابة قبل أيام ضرورة مراجعة إجراءات السلامة، والأمان داخل منشآتنا، خاصة تلك الموجودة فى المناطق العشوائية المكتظة بالسكان، وربما جاء هذا الحريق، الذى نسأل الله تعالى أن يتغمد ضحاياه بواسع رحمته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، ليدق جرس إنذار مدوياً فى هذا الشأن.


وقد يضاف إلى ذلك أن هذه المراجعة تجب مضاعفتها إذا كان هناك أطفال يرتادون هذه المنشأة أو تلك، حيث إن أطفالنا هم قرة أعيننا، وأهم مانملك فى هذه الحياة.


نعم نعرف أن هناك آلاف المنشآت التى تتطلب المراجعة، وهى فى الحقيقة ليست دوراً للعبادة فقط، سواء كنائس أو مساجد، وإنما هناك مدارس ومستشفيات، ومبان حكومية، بل ومؤسسات كبري، يجب أن تخضع لهذه المراجعة، وطبعاً هذا يتكلف مليارات الجنيهات، وليكن الله تعالى فى عون الحكومة، لكن لا مانع من البدء بالمبانى والمنشآت الأكثر خطورة، ولعلها تكون لنا قدوة حسنة فى المنهج الذى اتبعته الدولة، قبل سنوات قليلة فى التعامل مع المناطق العشوائية، حيث تم حصر العشوائيات كلها، ثم تحديد أكثرها خطورة على حياة ساكنيها، فقامت الدولة مشكورة بإزالتها، ونقل السكان إلى شقق محترمة تتوافر فيها المرافق التى تحفظ للإنسان حياته وكرامته.


وقد تكون مكملةً لهذه الرؤية ضرورة القيام فورا برصد كل دور العبادة المقامة داخل مبانٍ مهترئة قديمة فى أرجاء مصر كلها، سواء فى الريف أو الحضر أو العاصمة، ثم تحديد أكثرها خطورة والبدء بشكل عاجل فى نقلها إلى أماكن مجاورة أكثر أماناً، وهنا سيكون السؤال: أليست فى ذلك مشقة على المصلين فى هذه المنشآت الدينية؟ وستكون الإجابة: أيهما أفضل، أن نتحمل بعض المشقة فى سبيل ممارسة عبادتنا أم نترك حياتنا، وحياة أطفالنا معرضة للخطر؟

رأي الأهرام 


وفيما يتعلق بالإنفاق والتكاليف لماذا لايسهم المجتمع المدنى وأثرياء المجتمع فى هذا الموضوع؟ إننا نعرف أن مصر مليئة بالصالحين ذوى القلوب الرحيمة، ونرى ذلك فى التدافع على التبرع للمستشفيات ولأعمال الخير ومساعدة فقراء الأمة المصرية، فلماذا لايتم تخصيص جزء من هذه التبرعات، وهى بالمليارات، لإعادة بناء وترميم دور العبادة، كالمساجد والكنائس؟ وبالتأكيد نحن نرى كم من الأعباء تتحملها الدولة للإنفاق على أوجه النشاط المختلفة، فما الضرر فى أن يمد القادرون يد المساعدة؟ ولمن ينسى أو يتناسى فنحن جسد واحد، وقد تجلى هذا فى التضامن الذى حدث فى حادث إمبابة، وكيف أن أسطورة هذا مسلم، وذاك مسيحى اختفت تماماً فلم نعد نفرق بين دموع المسيحي، ودموع المسلم، فلماذا لاتتم ترجمة هذا التضامن إلى إجراءات عملية تقينا شر تكرار مثل هذا الحادث المؤلم فى المستقبل؟".