EN 
بمناسبة الذكرى السادسة عشره لرحيل الأديب العالمى نجيب محفوظ، رصدت عدسة صدى البلد أهم الأماكن التي تردد عليها، وبقيت محفورة في التاريخ كأحد العلامات المميزة.
في خان الخليلي عاش الكاتب الكبير نجيب محفوظ، بين بيت القاضي وحارة "قرمز" قضى طفولته ولعب في ذقاق المدق، وتحمل الطرقات رائحة للأدب العربي الأصيل بعدما رحل عنها لم ترحل ذكراه.
وكان محفوظ يتردد دوماً على واحدة من أهم معالم الجمالية، مقهى الفيشاوي، الذي يزيد عمره عن مائتي عام، وهو من أقدم مقاهي القاهرة، واعتاد على زيارتها في ستينات القرن العشرين.
وعكف على كتابة أشهر روايته في قهوة الفيشاوي، وقال عبد الرحمن جلال، أحد معاصرين الفترة الأخيرة لنجيب محفوظ أنه كان يحرص على التواجد في مكان مخصوص بالقهوة للكتابة من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً.
وتابع أنه، أعتاد على طلب أساسي فنجان من القهوة، وبعدها الكركدية الساخن، وتملئ صوره التي التقطت في هذا الوقت أرجاء القهوة، وكان يصطحب معه جرنال ويتفحص الواقع ليعبر عنه بكتاباته المميزة التي بقيت على مر العصور.
ومن محيط بيت القاضي، قال مواطن ستيني أن والده عاش في فترة نجيب محفوظ، وروى له عن بساطة أديب نوبل في كل شيء وتواضعه بين أولاد منطقته.
وحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل عندما كان في السادسة والسبعين من عمره، وكان يتعين عليه السفر للسويد لتسلم الجائزة في العاشر من ديسمبر من ذلك العام لكنه لم يسافر، ورفض السفر للحصول على الجائزة وقضى ليلته حينها بين أصدقائه، وشاهد الحفل في التلفاز كباقى المشاهدين، وأرسل الكاتب الصحفي محمد سلماوي رفقة ابنتيه لتسلم الجائزة وإلقاء كلمة نيابة عنه.
وكشفت من قبل أم كلثوم، ابنة نجيب محفوظ، في تصريحات صحفية لها عن سبب عدم سفر أبيها، قائلة إنه لم يكن محبًا للسفر، وأرسلها مع أختها فاطمة لاستلام الجائزة، مضيفة:" لم يغير شيئا فى جدوله اليومى وذهب للقاء الحرافيش وأصدقائه".
ولم يكن الكاتب الكبير نجيب محفوظ، الذي يوافق اليوم ذكرى رحيله، يزور أصدقاءه من الكتاب والأدباء في منازلهم إلا في أضيق الحدود، وكان من أبرز هؤلاء الذين نالوا شرف ذلك الكاتب نعيم صبري الذي رافق الراحل في العديد من الجلسات الأدبية التي كان يحضرها نجيب محفوظ.
