الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منهج الإسلام في الحفاظ على البيئة والمناخ.. أزهري يكشف عنه

المناخ
المناخ

أكد الشيخ أحمد عبد الرحمن، من علماء الأزهر الشريف، أن الحفاظ على البيئة مسئولية جماعية، فكل إنسان على وجه الأرض مكلف بالحفاظ على البيئة والمناخ من حوله، إذ هي نعمة الله على الإنسان لذا وجب الحفاظ عليها.


 

وقال عبد الرحمن، لـ “صدى البلد”، إنه الإسلام حث على الحفاظ على البيئة سواء في النصوص القرآنية  أو الأحاديث النبوية الشريفة، فالرسول الكريم نهانا عن التلوث، وأمرنا بالحفاظ على بيئتنا نظيفة، والدليل على ذلك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ليعلم الناس أهمية الأمر ويتنبهوا إلى عظمته، فلم يكن الأمر بالحفاظ فقط، إنما بزيادة نموها والعمل على تطويرها.  

وأضاف أن الزراعة، وهي من الموارد الأساسية التي تحمي بيئة الأرض، أولاها الإسلام عناية خاصة، وجعل الاهتمام بها عبادة، والحفاظ عليها فريضة ، وكذلك حث النبي على زيادة الرقعة الخضراء والتشجير إذ هي نفع في الدنيا والآخرة، فعن أنس قال: قال رسول الله: “ما من مسلم  غرسًا، أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة”، وكذلك لا بد وأن ينظر الإنسان إلى الأجيال التي تليه، إذ حث الإسلام على أن تعمل لمستقبل الأجيال القادمة.

فقد روي أن رجلا مر بأبي الدرداء رضي الله عنه، وهو يغرس جوزة (شجرة جوز) فقال: “أتغرس هذه وأنت شيخ كبير، وهي لا تثمر إلا في كذا وكذا عاما؟ فقال: أبو الدرداء: ما عليَّ أن يكون لي أجرها، ويأكل منها غيري؟!”.

وشدد على أن الإنسان مأمور بأن يهتم بالبيئة وسبل الحياة حتى وإن رأى القيامة أمام عينه، فلم يدع الإسلام بابا للضرر أوالكسل إلا أغلقه ، فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن قامت الساعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها”.

وبخصوص الطرق العامة والحفاظ عليها، قد أوضح الإسلام أيما توضيح أهمية الحفاظ على الطرق العامة وبيّن حقوقها ، فقال النبي: “إذ أبيتم إلا الجلوس في الطريق فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال غض البصر، ورد السلام ، وإماطة الأذى عن الطريق” ويقول النبي: “الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق”.

وأوضح أن في الحفاظ على الموارد المائية أولى الإسلام لها على عناية متميزة، إذ الماء سبيل الحياة، لذا أوجب الإسلام الحفاظ عليه وصونه من الضرر، فعن جابر أن النبي نهى أن يبال في الماء الجاري) وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله "اتقوا الملاعن الثلاث:" البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل، وكذلك نهى النبي عن البول في الماء الراكد فقال: “لا يبولنَّ أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه”، لأن هذا العمل ينشرُ الأمراضَ الخبيثةَ بين أفرادِ المجتمع.

وفي مجال الحفاظ على الموارد الطبيعية والاهتمام بها، حث النبي على وجوب ذلك والمحافظة عليه، فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه قال: “كنا مع رسول الله في سفر فانطلق لحاجته؛ فرأينا حُمَّرة (طائر صغير كالعصفور ) معها فَرْخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمَّرة فجعلت تفرش(ترفرف بأجنحتها )، فلما جاء رسول قال: (من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها)”.