الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا .. علي جمعة يحذر من هذا العمل

علي جمعة
علي جمعة

أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، معنى الفتنة،  موضحا أنها تأتي بمعنى التلبيس والخلط بين الأمور لإخفاء الحقيقة، ومنها قوله تعالى : ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ﴾ [آل عمران :7]. وقوله تعالى : ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُا الفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة :48].

الخلط في الفتن

وأضاف علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين كل هذه المعاني، فيما كان يتعوذ من الأدعية في الصلاة، فقد روت السيد عائشة رضي الله عنها  : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر, وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال, وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات, اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم» [رواه البخاري ومسلم].

وقال إن الفتنة بمعنى الخلط والتلبيس هي التي نقصدها بالحديث في ذكر الفرقان والتفريق بين الحق والباطل، فزمان الحق هو الزمن الذي يغلب فيه الحق ويسود ويخبو فيه الباطل ويضمحل، وزمان الباطل هو عكس ذلك فيغلب فيه الباطل والظلم ويخبو فيه الحق ويقل، إلا أن الرؤية تكون واضحة في هذين الزمانين، أما زمن الفتنة وهو الزمن الذي تختلط فيه الأوراق وتلتبس فيه الأمور فتصعب رؤية الحق، ومعرفة الباطل.

وأشار إلى أن هذا اللبس أو الفتنة قد تحدث في النفس البشرية فتلتبس الأمور داخل الإنسان فتجعل الحليم حيران، فيفقد وضوح الرؤية وتختلط عليه الأمور كثيرا، ويكون ذلك التباس في الرؤية والنفس، ويحتاج فيه المسلم إلى فرقان ربه وتبينه الذي كان سائدا في أول الأمر في زمن غلبة الحق، قال تعالى : ﴿قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ﴾ [البقرة :256].

ولفت إلى أنه قد تشتد هذه الفتن كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتقلب حال الناس بين الكفر والإيمان مرات كثيرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا» [رواه مسلم]

وشدد أن هناك نوع آخر من الخلط واللبس يكون في المجتمع، وينتج من تداخل أهل الحق وأهل الباطل فيختلط هؤلاء بأولئك فيصعب تميزهم، ويحتاج المؤمن في هذا النوع من الاختلاط بين أهل الحق وأهل الباطل لنوع آخر من التمييز، ولذا أمر الله الناس أن يطلبوا منه هداية طريق أهل الحق، والبعد عن طريق أهل الباطل، قال تعالى : ﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ [الفاتحة :7].