الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية أول اكتشاف في المدينة الجنائزية الملكية العظمى بعد غياب 83 عامًا

وادي الملوك
وادي الملوك

يعتبر وادي الملوك الذي عرف قديما باسم "المدينة الجنائزية الملكية العظمى"، المكان الوحيد في العالم الذي يحمل العديد من الأسرار والحكايات الغريبة والقصص الفريدة، ومغامرات المكتشفين لمقابره فلكل مقبرة قصة طريفة مثيرة.

 

 

أول كشف أثري في وادي الملوك بعد غياب 83 عامًا

 

وعليه يكشف الدكتور زاهي حواس عالم الآثار الشهير، في كتابه "أيام زاهي حواس"، عن بعض المغامرات التي خاضها في وادي الملوك ويقول في الكتاب: "كشفنا عن مقبرة جديدة في 10 فبراير 2006، وتعتبر أول كشف أثري بالوادي بعد 83 عاما وثلاثة شهور و6 أيام، حيث كان آخر كشف بوادي الملوك هو مقبرة الملك توت عنخ آمون في 4 فبراير 1922، لم يكن في قصة كشف تلك المقبرة أي مشكلات أو حوادث كما حدث في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، وما لاحقها من أقاويل عن لعنة الفراعنة التي أصابت كل من ساهم في كشفها؛ فقد بدأت برسالة أرسلها لي «أوتو شادن» الأستاذ بجامعة ممفيس أخبرني فيها بأنه عثر على فوهة بئر بجوار مقبرة توت عنخ آمون، وأنه يرغب في الإعلان عن هذا الكشف".

ويضيف:  "استغربت جدا كيف يمكن أن تعلن الكشف عن بئر لم يتم حفرها بعد ولا نعرف ماذا يوجد داخلها، ولن نجني من الإعلان عن هذا سوى سخرية العلماء، فأرسلت له خطابًا أخبرته فيه بعدم إمكانية الإعلان عن الكشف؛ لأنه يمكن أن يحفر هذه البئر ولا يجد فيها أية آثار مخبأة، وقد اتصلت بالدكتورة لوريون كوركروم، وهي رئيسة قسم المصريات بجامعة ممفيس، وأخبرتها بما حدث من «أوتو شادن» الذي كان يعمل في ترميم وتنظيف ونسخ نقوش مقبرة من مقابر الأسرة 19 للملك آمون مس، تمهيدا للنشر العلمي للمقبرة، وبعدها جاءني شادن ومعه الدكتورة لوريلي وتناقشنا ثم اتفقنا على حفر هذه البئر بشرط منحى بيانا شاملا عن خطة سير العمل ومستجداته، وبدأ الحفر بالفعل واستمر حتى وصل لعمق نحو خمسة أمتار، وتم العثور على مدخل مقبرة، فاتصال بي تليفونيا ليخبراني بالكشف، فسارعت بالسفر للأقصر في اليوم التالي الذي وافق الجمعة 10 فبراير 2006، كانت الأفكار تدور في رأسي عن الموقع وما يخبئه لنا، فقد سبق لعلماء الآثار أن أشاروا إلى أن الوادي لا يوجد فيه أي مقابر جديدة، كما كان قد عُثر بجانب تلك البشر على أكواخ للعمال على يد مكتشف أمريكي لم يسعفه الحظ لكشف المزيد، كما كان هيوارد كارتر نفسه يحفر على بعد نحو سبعة أمتار فقط منها، حيث عثر على مقبرة الفرعون الذهبي الصغير «توت عنخ آمون»".

 

وتابع: "وصلت إلى وادي الملوك وفي صحبتي منصور بريك، الأثري المسئول عن الأقصر و مصطفى وزيري مدير وادي الملوك، وفوجئت بوجود عدد كبير من مراسلي الصحافة العالمية، فنزلتُ على سلم البئر حتى وصلت إلى أسفلها، وتبعني بعد ذلك شادن والدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر في ذلك الوقت، وبدأتُ ومعي شادن في إزالة بعض الأحجار الصغيرة التي تغطي مدخل المقبرة، وكانت المفاجأة الثانية لي أنَّ المدخل لم يكن مغلقا، كما لا يوجد عليه خاتم للجبانة أو أي أثر لسدة من الطين أو الملاط، وهو ما يؤكد أنه لم يتم التنقيب داخل تلك البئر بشكل كامل، وأنها ربما فتحت في العصر الفرعوني سواء عن طريق اللصوص، أو عن طريق الكهنة الذين بدءوا في نقل المومياوات الملكية من أماكنها إلى خبايا في الوادي، وقد تكون هذه المقبرة خبيئة للمومياوات، كان هناك العديد من التساؤلات ونحن نزيل الأحجار عن المدخل، ربما تبدو اللحظة هيئة أو عادية بالنسبة للقارئ، ولكنها لحظة تحمل مزيجاً من المشاعر المختلطة بين الرهبة والقلق والانتظار والخشوع وغيرها من المشاعر المتداخلة، مددت رأسي داخل الفتحة وأخذتُ كشافًا في يدي اليسرى ونظرتُ للداخل لأشاهد أمامي منظرًا فريدا كان عبارة عن مخبأ داخله مومياوات وأوان ضخمة".