تستعد الكعبة لاستقبال رمضان 2023، حيث يعد البيت الحرام قبلة الإسلام وملاذ أفئدة المسلمين، فهو الأكثر ارتباطاً بالقلوب وبه تكتمل العبادات والشعائر، لذا تحرص المملكة العربية السعودية على تهيئة الأجواء للمصلين والمعتمرين خلال شهر رمضان 2023 من خلال الاستعداد المبكر لاستقبال الشهر المعظم.
منزلة الكعبة في الإسلام
وللكعبة منزلة عظيمة في الإسلام قال الله تعالى عنها: {إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}.
كما نبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عظم مكانتها فقال: “لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى”، وقال أيضا:"صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة صلاة في مسجدي هذا".

الكعبة تستعد لاستقبال رمضان 2023
وفي تحديد موعد شهر رمضان 2023 في السعودية يبدأ شهر رمضان 2023-1444 فلكياً يوم الخميس 23 مارس في جميع الدول العربية، إذ تشير الحسابات الفلكية إلى أن القمر سيغرب قبل الشمس في جميع الدول العربية ليلة تحري هلال رمضان، وعليه فيُتوقع أن نعلن جميع الدول ويوم الخميس 23 مارس أول أيام رمضان.
وأشار أمجد الحازمي، وكيل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة، إلى أنه وفقا للخطة التشغيلية والفنية للوكالة، يتم تفقد ثوب الكعبة بشكل يومي وعمل صيانة دورية من خلال فريق عمل سعودي مختص، حيث يقوم الفريق المعني بالمهمة بتفقد جميع أجزاء كسوة الكعبة والحلقات المثبتة له، والعمل على إصلاح الملحوظات بشكل فوري في حال وجودها.

وأفاد بأن فريق العمل من المختصين والفنيين يحرصون على تنظيم العمل وترتيب أولوياته حسب الخطة المعتمدة، وذلك استعدادا لشهر رمضان.
كما أن أعضاء الفريق يعملون وفق أعلى معايير الدقة والجودة في الأداء والإنجاز خلال وقت قياسي، مؤكدا أن الرئاسة تستخدم أحدث التقنيات وأفضل المواد بالمواصفات العالمية في تنفيذ أعمال صيانة كسوة الكعبة.
قصة بناء الكعبة
يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل ارتضى هذا المكان ليكون مركزاً للكون، وأن المركزية هنا تعنى كقولنا البلد الفلاني سُرة الأرض ولا يعني هذا التوسط المسافاتي أو الجغرافي، بل تعني مركز الاهتمام.
وأوضح علي جمعة، خلال برنامج "من مصر"، المذاع على قناة "سي بي سي" الفضائية: “الله عزوجل اختار هذا المكان ودل نبيه إبراهيم وابنه إسماعيل عليه، وبين خصية وتفرد هذا المكان بأنه أول بيت وضع للناس”، مشيراً إلى أن كلمة بكة لها قصة وحكاية جعلت بعض الناس يدخلون الإسلام، وهو مكان مبارك وهداية وإرشاد.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أن بكة هي لغة عند العرب بدلت الميم باء، مبيناً أن هذا اللفظ تحجج به البعض وقالوا إن مكة لم ترد في القرآن الكريم، إلا أن العالم أبو بكر سراج الدين الذي أسلم بسبب هذه اللفظة أنه وجدها في الكتاب المقدس على أنه وادي البكاء.

وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الكعبة المشرفة بناها سيدنا إبراهيم، ولم تكن بالهيئة الحالية، فطولها 27 ذراعا، ولما بناها إبراهيم بناها حتى 9 أذراع ثم زيدت بعد ذلك.
وأضاف علي جمعة، خلال البرنامج، أن أبرهة الحبشي لما حاول هدم الكعبة خسفت به الأرض هو والفيل الخاص به، منوها إلى أن هذا الفيل كان يناديه أبرهة باسم "محمود"، والسيدة عائشة تقول "رأيت قائد الفيل أعمى في مكة يتسول الناس" أي لم يستطع العودة إلى بلده".
وأشار عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أن الوليد بن المغيرة هدم الكعبة من أجل إعادة بنائها أو تعليتها، وبالفعل تم تعلية بناء الكعبة المشرفة، منوها إلى أن تكلفة تعلية الكعبة كانت بأموال حلال 100%.