الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملتقى الفكر بالحسين: الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرًا

صدى البلد

قالت وزارة الأوقاف أنه في إطار نشر الفكر التنويري والتثقيفي المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وفي الليلة الخامسة عشرة بملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) بعنوان: "الحياء خير كله"  حاضر فيه الدكتور رمضان حسان عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، والدكتور محمد عبد الستار الجبالي رئيس قسم الشريعة الأسبق بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر،  وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد، .


وأكد الدكتور  رمضان حسان أن الحياء رأس الفضائل الخلقية، وعماد الشُّعب الإيمانية، وبه يتم الدين، وهو دليل الإيمان، ورائد الإنسان إلى الخير والهدى، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): "الْحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ"، وفي حديث آخر يقول (صلى الله عليه وسلم): "الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ"، وأن القرآن الكريم بين لنا من خلال قصصه موقف الرجل الصالح وابنته مع نبي الله موسى (عليه السلام) حيث وصف القرآن الكريم مشيتها وحديثها بقوله (سبحانه): "فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا"، كما بين أن الإنسان إذا تخلَّق بخلق الحياء؛ دل ذلك على حسن أدبه، ونقاء سريرته، وكمال إيمانه، قال (صلى الله عليه وسلم): "الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ"، موضحًا أن خُلق الحياء من أفضل الأخلاق وأجلها وأعظمها قدرًا، وأكثرها نفعًا، بل هو خاصة الإنسانية.


فمن لا حياء فيه ليس معه من الإنسانية شيء، كما أشار إلى أن الحياء خلق تحلى به الأنبياء جميعًا وضرب لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أروع الأمثلة فكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أَشَدّ حياءً من العَذْرَاءِ في خِدْرِهَا، فإذا رأى شيئا يَكْرَهُهُ عرف الصحابة ذلك في وجهه (صلى الله عليه وسلم). 


وأكد محمد عبد الستار الجبالي أن الدين الإسلامي أهتم اهتمامًا بالغًا بالأخلاق فقد قال (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّمَا بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ"، مشيرًا إلى أن الحياء خُلُق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق من الحقوق، فهو خلق جميل يدعو إلى التحلي بالفضائل وهو خير كله، قال (صلى الله عليه وسلم): "الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ"، وقال (صلى الله عليه وسلم): "الحياءُ والإيمانُ قرناءُ جميعًا فإذا رُفِع أحدُهما رُفِع الآخرُ"، وقد مَرَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ - فَقَالَ له: "دَعْهُ؛ فَإِنَّ الْحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ"، كما بين أن الحياء من صفات الخالق جل وعلا قال (صلى الله عليه وسلم): "إنَّ اللَّهَ حيِىٌّ كريمٌ يستحي إذا رفعَ الرَّجلُ إليْهِ يديْهِ أن يردَّهما صفرًا خائبتينِ"، مختتمًا حديثه بأن الحياء أنواع: أعلاها الحياء من الله (عز وجل) فيقتضي أداء الأوامر واجتناب النواهي، فلولا هذا الخلق لم يُقر الضيف، ولم يُوف بالوعد، ولم تُؤدَّ الأمانة، ولم يُقض لأحد حاجة.