الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب المسجد النبوي يكشف فضل صيام الست من شوال

المسجد النبوي
المسجد النبوي

تحدث الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي، عن فضل صيام ستٍ من شوال, وما أعدّه الله من أجر وثواب عظيم لمن يتبع صيام شهر رمضان بستٍ من شوال, تأسياً بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – إذ قال : "مَنْ صَامَ رَمَضانَ ثُمَّ أَتَبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كانَ كصِيَامِ الدَّهْرِ".


واستهلّ الشيخ عبدالمحسن القاسم خطبة الجمعة اليوم, بحمد الله تعالى والثناء عليه, مبيناً أن المسلمين ودعوا موسمًا حافلًا بالبركات، فهنيئاً للفائزين فيه، وليحمدوا الله على تيسير عمل الطاعة فيه، وليواصلوا الإحسان، وليفرحوا بعيدهم تفاؤلًا بقبول الأعمال الصالحات؛ وسرورًا بسابغ فضل الله على عباده، قال تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ".


وذكر أن خير الناس من داوم على الطاعة بعد الطاعة، قال - صلى الله عليه وسلم - "خير الناس من طال عمره وحسن عمله"، مبيناً أن لقبول العمل الصالح علامات, منها: الاستمرار على الطاعة والزيادة فيها، والله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالاستقامة، وحثهم على ملازمتها، فهي مفتاح للخيرات، وعمل المؤمن ليس له أجل دون الموت، وقد قيل للإمام أحمد رحمه الله: "متى الراحة؟ قال: عند وضع أول قدم في الجنة".


وتابع قائلاً: وإن ظنّ العامل أن عمله قُبِل، فليحذر من فساده بالعُجب به، فالعجب بالعمل أمنٌ من مكر الله، وتقصير في العمل، ونسيان للذنوب، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الهلاك في اثنتين, القنوط والعجب"، والعُجْب يدفع بالإقرار بالتقصير، وتذكُّر آلاء الله، وبالوجل من زوال النعم عند تضييع الشكر، وبالدعاء بحفظ العمل الصالح، وطلب المغفرة والرضوان.


وبيّن الشيخ الدكتور عبدالمحسن القاسم أن باب الطاعة مفتوح في جميع العام، والله يُعبدُ في كل زمان، والعمل لا ينقطع إلا بالموت، مبيناً أن المسلم يُكثر من الطاعة ليزداد نعيمه في الآخرة، ومن فضل الله على عباده أن الأعمال الصالحة التي في رمضان دائمة طوال العام، فتلاوة القرآن العظيم مأمور بها على الدوام، وقيام الليل مشروع في كل ليلة، والذكر لا حياة للقلوب إلا به، والصدقة باب مفتوح، والدعاء لا غنى عنه في كل حين.


وأكمل قائلًا: أيها المسلمون افرحوا بعيدكم تفاؤلًا بقبول أعمالكم، وأدخلوا السرور فيه على أنفسكم وأهليكم، واجعلوا فرحتكم بالعيد مصحوبة بتقوى الله وخشيته، واحذروا أن تُجاوزوا في العيد وغيره ما حده الله لكم؛ فتهدموا ماشيدتموه في رمضان، فربُّ رمضان هو ربُّ الشهور والأعوام، وليكُن على وجوهكم في العيد وغيره نور الطاعة وسَمْتُ العبادة، قال علي رضي الله عنه: "كلُّ يومٍ لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد".


واختتم الخطبة مذكراً بأن الصوم في شهر رمضان وإن رحل, فالصيام لا يزال مشروعًا في غيره من الشهور، فأتبعوا صيام رمضان بصيام ستٍ من شوال، قال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر".