الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صيام الستة البيض| سبب إطلاقها على أوائل شوال.. كيف تعادل أجر صيام الدهر؟.. وهى أم أيام رمضان الفائتة؟

صيام الأيام البيض
صيام الأيام البيض

صيام الستة البيض 

سبب تسمية الست من شوال بالستة البيض

أيهما أولى صيام الستة من شوال أم قضاء أيام رمضان الفائتة؟

حكم تبيت النبية قبل الفجر وبعده 

تكثر الأسئلة عن صيام الأيام الستة من شوال أو ما يعرف بـ صيام الستة البيض، خاصة مع دخول أيام شهر شوال 2023، وهل هي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم أم أنها من البدع المستحدثة، ولماذا تعرف بـ الأيام البيض؟، وما هو آخر وقت لها؟

في البداية تحدث عن السبب الشيخ علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء، عن سر تسمية الستة البيض من شوال بهذا الاسم، قائلًا إن البيض تعني بياض الليالي.

وأوضح «فخر» فى فتوى مسجلة له، أن الليالي تبيض في ثلاث، هي ليالي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر عربي، حيث يكتمل فيها القمر ويسمى بدرًا، أي أنها ليالي بيضاء لسطوع القمر فيها.

وأضاف أنه درج على ألسنة الناس أنهم إذا صاموا في خلال الشهر العربي أياما يسمونها الأيام البيض، وكأنهم ألحقوها في التسمية بالليالي البيض، التي تأتي في منتصف الشهر العربي.

ورد عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْحَارِثِ الْخَزْرَجِيِّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ؛ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ " (أخرجه مسلم).

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن صيام الست من شوال سُنة عند كثير من العلماء، يحتسب فيها المسلم مع صيام أيام رمضان كأنه صام العام كله؛ حيث إنه بذلك يكون قد صام ستة وثلاثين يوماً والحسنة بعشر أمثالها أي ثلاثمائة وستين، وهي عدد أيام السنة، كما لاحظ العلماء أنها تكون بالنسبة لرمضان مثل صلاة السنة البعدية مع الفريضة في الصلاة كما أن صيام شعبان مثل صلاة السنة القبلية مع الفريضة، وهذا يسد الخلل الذي يقع في الفريضة، ويدل على قبول صيام رمضان إن شاء الله تعالى؛ لأن من علاقة قبول الطاعة الطاعة بعدها، ويدل أيضاً على أن العبد لم يملّ من الطاعة فبادر للصيام مرة أخرى بمجرد فطره يوم العيد، يوم الجائزة.

وتابع علي جمعة: لا يشترط تتابعها، فيمكن توزيعها على شهر شوال في الاثنين والخميس أو في الأيام البيض وسط الشهر، وإن كان المبادرة بها بعد العيد أفضل، لافتاً إن استطاع المسلم قضاء ما عليه من رمضان مما أفطر فيه قبل صيامها فهو أفضل؛ لحديث " دين الله أحق أن يُقضى " (أخرجه البخاري).

وشدد أنه يمكن الجمع بين نية القضاء ونية صيام الأيام الستة عند علماء الشافعية (المجموع للنووي)، ويمكنه أن يصوم الأيام الستة في شوال ويؤخر القضاء بشرط الانتهاء من أيام القضاء قبل حلول رمضان التالي.

وأوضح أن نية صيام ست من شوال يمكن إنشاؤها حتى دخول وقت الظهر من يومها ما لم يكن قد أتى بمفسدات للصوم، وهذا شأن صيام النافلة بعامة، بخلاف صيام الفريضة الذي يجب أن تكون نيته قبل الفجر (مغني المحتاج ، والمهذب ،وبداية المجتهد ،وبدائع الصنائع ، والمغني).

كما أجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى مسجلة له، عبر صفحة دار الإفتاء المصرية، في بيان الأفضلية بين القضاء وصيام الستة البيض، قائلا: إن من أفطر فى رمضان ثم انتهى رمضان ويريد الجمع مع الست من شوال ففى هذه الحالة التفريق أولى وأثوب من الجمع.

وأضاف أن المرأة التى عليها قضاء أيام من رمضان فالأفضل هو قضاء ما عليها من رمضان ثم لها أن تصوم الستة من شوال.

وأشار إلى أنه إذا كانت لا تستطيع ذلك وتريد أن تجمع بين النيتين فى الصوم، فنص الفقهاء على أن ذلك "كافٍ" بمعنى أن من كانت عليها قضاء من رمضان، فتصومهم فى شوال فيحصل لها ثواب الستة من شوال ولكن بشرط أن تكون نيتها بقضاء الأيام التى عليها من رمضان وليس بصوم الستة من شوال، لأن الستة من شوال لا تكفى عن القضاء.

فيما قالت دار الإفتاء المصرية، إن من أكل أو شرب ناسيا أثناء صيام الست من شوال فصومه لا صحيح، ولا يجب عليه القضاء ولا الكفارة، مؤكدة أن صيام الست من شوال مستحب شرعا، كما روي في الصحيح من قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال، كان كصيام الدهر».

وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما حكم من أكل أو شرب ناسيا وهو صائم؟ وهل هناك فرق بين صوم الفرض والنفل؟»، أنه ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه» أخرجه مسلم في صحيحه.

واستشهدت بما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أيضا قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا أكل الصائم ناسيا أو شرب ناسيا فإنما هو رزق ساقه الله إليه، ولا قضاء عليه» أخرجه الدارقطني في سننه، منوها بأن هذه الأحاديث الشريفة أدلة على أن الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا فعليه أن يتم صومه، ولا قضاء عليه.

وأضافت أن يومه الذي أتم صيامه صحيح ويجزئه، ولا فرق في ذلك بين صيام النفل والفريضة، وهذا هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.