الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خير جديد للبلد.. حكاية العثور على كنز أثري كبير في المنيا

كشف أثري بصعيد مصر
كشف أثري بصعيد مصر

لا تزال  مصر تبهر العالم بما يتم اكتشافه من كنوز فرعونية قديمة حتى يومنا هذا، ولا تزال أرض مصر تجود بخيرها وبما تحويه من آثار تاريخية شاهدة على عظمة من حكموها أو مروا على أرضها عبر آلاف السنين.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الأحد الماضي، في مؤتمر صحفي أقيم في منطقة الغريفة الأثرية بتونا الجبل بمحافظة المنيا، نظمته وزارة السياحة والآثار، عن اكتشاف جبانة تعود لكبار موظفي وكهنة "الدولة الحديثة" بمنطقة الغريفة بتونا الجبل في صعيد مصر.

كشف أثري جديد في المنيا

وحضر المؤتمر كبار المسؤولين، بمن فيهم غادة شلبي نائب وزير السياحة والآثار لشؤون السياحة في مصر، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور محمد أبو زيد نائب محافظ المنيا.

وبدأ الدكتور مصطفى وزيري حديثه بشرح منطقة الغريفة الأثرية، حيث بدأت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار أعمال الحفريات بها في 2017، ثم تحدث عن الاكتشافات الأثرية المهمة التي عثر عليها خلال الموسم الحالي، والذي بدأ في شهر أغسطس الماضي.

وقال وزيري إنه وخلال الموسم السابع لحفائر البعثة بمنطقة الغريفة بتونا الجبل بمحافظة المنيا، تم الكشف عن جبانة أي مقبرة لكبار موظفي وكهنة الدولة بها العديد من المقابر المنحوتة في الصخر بداخلها مئات من اللقى الأثرية من تمائم وحلي وتوابيت حجرية وخشبية بها مومياوات، بالإضافة إلى مجموعة من تماثيل الأوشابتي المنحوتة من الفخار والخشب لبعض كبار الموظفين مثل "جحوتى مس" والذي يحمل لقب المشرف على ثيران معبد آمون والسيدة مايا التي تحمل لقب منشدة جحوتى.

وأوضح وزيري أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها العثور على جبانة الدولة الحديثة بالإقليم الخامس عشر من أقاليم مصر العليا حيث تم العثور من قبل على جبانات كل من الدولة القديمة وعصر الإنتقال الأول والدولة الوسطى لهذا الأقليم شرق النيل فى منطقة الشيخ سعيد ودير البرشا وهى مقابر صخرية تخص حكام الإقليم وكبار الموظفين، مؤكدا أن موقع جبانة الإقليم خلال عصر الدولة الحديثة والعصر المتأخر لم يكن معروفا حتى بدأت البعثة المصرية حفائرها هذا الموسم منذ شهر أغسطس الماضي.

وأضاف أمين عام مجلس الآثار أن الشواهد الأثرية أشارت إلى أن جزء من هذه الجبانة كان قد أعيد استخدامه في العصور المتأخرة حيث تم الكشف عن لقى أثرية كثيرة من العصر المتأخر مثل تماثيل الاوشابتى المختلفة الأحجام ومواد الصنع و مجموعات من الأوانى الكانوبية من الألبستر والحجر الجيرى والفيانس وآلاف التمائم والعديد من التوابيت الحجرية والخشبية بأشكال آدمية البعض منها منقوش وملون بداخلها مومياوات فى حالة جيدة من الحفظ وبعض التماثيل الحجرية والخشبية.

وتابع أنه تم العثور على إحدى الدفنات التي تحوي تابوت خشبي منقوش وملون للسيدة "تا دى ايسة" بنت "إيرت حرو" كبير كهنة جحوتى بالأشمونين حيث عثر بجانبها على صندوقين من الخشب يحويان الأوانى الكانوبية الخاصة بها، بالإضافة إلى مجموعة كاملة من تماثيل الأوشابتى وتمثال بتاح سكر ولأول مرة يتم العثور فى الموقع على لفافة بها بردية كاملة بحالة جيدة من الحفظ .

من جانبه قال الدكتور أحمد عامر الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن كشف منطقة الغريفة الأخير بمثابة مرحلة هامة في تاريخ الاكتشافات الأثرية، مشيرا: سوف يساهم بشكل كبير في وضع محافظة المنيا على الخريطة السياحية، نظرا لما بها من آثار من أكثر من عصر، بالإضافة إلى أن الجبانة قامت بتوضيح الدور الكبير الذي كانوا يقومون به في الحضارة المصرية القديمة، حيث إنهم كانوا حريصين على تدوين النصوص الدينية وتعليم رجال الدين الآخرين، بالإضافة إلى تلاوة الكلام الرسمي في المعابد.

جبانة أثرية في صعيد مصر 

واضاف "عامر" في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، أنهم في المهرجانات كانوا يؤدون الطقوس الدينية اليومية في كل المعابد بالنيابة عن الملك صاحب الحق، كما نجد أن هذا الكشف له أهمية كبيرة حيث تم العثور على بردية تتحدث عن كتاب الموتى وتتراوح ما بين 13 إلى 15 مترا وبحالة جيدة، وسوف يتم عرضها في المتحف المصري الكبير.

وتابع عامر، إن "جحوتي مس" هو إحد الشخصيات الهامة في عصر الدولة الحديثة واسمه "صادق الصوت"، كما كان يحمل لقب المشرف على ثيران معبد "آمون"، وهذا الكشف هو الأول من نوعه، حيث هذه المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن مقابر ترجع لعصر الدولة الحديثة.

واستطرد الخبير الأثري أن منطقة الغريفة تمثل مقصدا سياحيا مهما للزوار الذين يهتمون بالتاريخ والثقافة المصرية القديمة، حيث يمكن للزوار استكشاف المنطقة واستكشاف المقابر والتوابيت والتحف الأثرية المعروضة هناك، كما تضم أيضا مقابر عائلية تنتمي لكهنة الإله "حوت"، الذي كان المعبود الرئيسي للإقليم الخامس عشر وعاصمته الأشمونين.

وأكمل عامر، أن منطقة الغريفة تقع غرب مدينة ملوي على بعد 25 كم، وجنوب مدينة المنيا بما يقرب من 75 كم، وسابقا تم العثور بها على على 35 مقبرة و90 تابوتا و10 آلاف تمثال، و700 تميمة مختلفة الأشكال والأحجام.

جديد بالذكر أن البعثة الأثرية المصرية بدأت أعمالها بالغريفة عام 2017، لتحديد موقع جبانة الإقليم الخامس عشر خلال عصر الدولة الحديثة.

وتمكنت البعثة خلال المواسم الأثرية السابقة، من العثور على جبانة العصر المتأخر فى أقصى شمال المنطقة وهي عبارة عن آبار دفن محفورة في الصخر تؤدي إلى حجرات دفن بها توابيت حجرية وخشبية وأكثر من 25 ألف تمثال أوشابتى وعدد كبير من الأواني الكانوبية وآلاف التمائم وبعض التماثيل الحجرية والخشبية والتي تم عرض جزء كبير منها فى المتاحف المصرية.