الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سوق الأسهم ينهي تعاملات شهر أكتوبر متراجعًا لكن هناك المزيد من التفاؤل

سوق الأسهم
سوق الأسهم

استمر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في الانخفاض في شهر أكتوبر حيث توقع المستثمرون أن البنك الاحتياطي الفيدرالي ربما يكون قد وصل بالفعل إلى ذروة أسعار الفائدة بين نطاقي 5.25% -5.50% وهو أعلى سعر فائدة قصير الأجل مطلوب لإعادة التضخم إلى هدف البنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2% دون تباطؤ غير مقبول للاقتصاد.

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2.2% خلال شهر أكتوبر في سوق تداول الأسهم لكنه لا يزال مرتفعًا بنحو 9.2% منذ بداية العام حتي الان، وتشير الجولة الأخيرة من البيانات الإقتصادية إلى أن البنك الاحتياطي الفيدرالي لا يزال أمامه الكثير للقيام به في معركته المستمرة ضد التضخم، على الرغم من أن معدلات التضخم أقل بكثير من مستويات الذروة في عام 2022 والنمو الاقتصادي الأمريكي لا يزال مرنًا، ويتوقع المستثمرون أن يبدأ البنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة بقوة في أقرب وقت في النصف الأول من عام 2024.

لا يزال هناك تفاؤل بأن سوق الأسهم يمكن أن يستأنف زخمه الصعودي في شهر نوفمبر بالنظر إلى أن الربع الرابع كان تاريخيًا أفضل أداء فصلي فى العام لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.

لا مزيد من ارتفاع أسعار الفائدة

سيظل المحفزان الرئيسيان في السوق اللذان حركا سوق الأسهم خلال العامين الماضيين في المقدمة في شهر نوفمبر: أسعار الفائدة والتضخم.

بالنسبة للتضخم، سجل مؤشر أسعار المستهلكين ارتفاعًا بنحو 3.7% علي أساس سنوى في سبتمبر متراجعًا بشكل كبير عن ذروة التضخم فى يونيو 2022 البالغة 9.1%، لكنه لا يزال أعلي من المستوي المستهدف للبنك الاحتياطى الفيدرالى البالغ 2% على المدي الطويل.

وتشير تقديرات وزارة التجارة إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي نما بنسبة 4.9% في الربع الثالث، متجاوزًا توقعات الاقتصاديين المتفق عليها بنمو 4.7%، ومع ذلك، فإن تقرير الناتج المحلي الإجمالي لم يكن جيدًا بما يكفي لإعادة الأسهم إلى مسارها الصحيح، ويتوقع الاقتصاديون أن يتباطأ النمو الاقتصادي الأمريكي في الأشهر المقبلة. 

يقول كبير الاقتصاديين في بنك كوميريكا "بيل آدامز" إن الاقتصاد كان أقوى بكثير في عام 2023 مما توقعه الاقتصاديون، وأضاف أنه من المرجح أن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي السنوي حوالي 2.4% هذا العام، وهو أعلى بكثير من توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي البالغة 0.5% في ديسمبر 2022، وسيعزز ذلك انطباع بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن أدوات التنبؤ التي تم تطويرها في اقتصاد ما قبل الوباء أقل دقة في البيئة الحالية مما يدفعهم إلى التركيز بشكل أكبر على البيانات الرجعية التي هي في متناول اليد.

اختار البنك الاحتياطي الفيدرالي الحفاظ على أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير في الأول من نوفمبر بعد رفع أسعار الفائدة أحد عشر مرة منذ مارس 2022، وقد ألمحت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى أنه قد يكون هناك رفع نهائي لسعر الفائدة قبل نهاية العام، لكن تقوم سوق السندات بتسعير احتمالية بنسبة 20.0% فقط أن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة قبل نهاية العام.

مراقبة الركود الأمريكى

يصل البنك الاحتياطى الفيدرالى إلي نقطة حرجة فى معركته ضد التضخم، وقد يحدد تحدد شهري نوفمبر وديسمبر ما إذا كان يستطيع التعامل مع ما يسمي الهبوط الناعم للاقتصاد الأمريكى بدون دخوله في مرحلة الركود.

انخفضت مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ 13 عام في أغسطس، وقد يكون ارتفاع ديون بطاقات الائتمان والتأخر في السداد بمثابة إشارات حمراء إضافية تشير إلى أن التباطؤ في الإنفاق الاستهلاكي قد يكون قاب قوسين أو أدنى، بالإضافة إلى ذلك، انقلب منحني عوائد سندات الخزانة منذ منتصف عام 2022 في اشارة إلى ركود قوى تاريخيًا.

حتي الآن، الحجة الأكثر اقناعا تجاه احتمالية حدوث الهبوط الناعم هو سوق العمل القوي فى الولايات المتحدة، وقد أعلن الاقتصاد الأمريكي أنه تم اضافة نحو 336 ألف وظيفة فى سبتمبر متخطيًا تقديرات الاقتصاديين بكثير البالغة 170 ألف وظيفة جديدة، كما ارتفعت الأجور فى الولايات المتحدة بنسبة 4.2% على أساس سنوي، ولا يزال معدل البطالة منخفضًا تاريخيًا عند 3.8% فقط.

يعتقد المحللون أن النمو الاقتصادي الأمريكي سيبدأ في التباطؤ في الربع الرابع، وأن إعادة بناء المخزونات ساهمت بنسبة 1.3% في نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث، وهي دفعة من المرجح أن تختفي في الربع الرابع، وبرغم ذلك من السابق لأوانه أن نكون جازمين بشأن الربع الأخير من العام، لكن يجب على المستثمرين أن يتوقعوا بعض التباطؤ في الزخم.

يقول أحد الخبراء: يبدو أن هناك انفصالًا بين البيانات الاقتصادية الأمريكية القوية وسوق الأسهم الذي يتجه نحو الانخفاض بشكل مطرد حتى الآن في النصف الثاني من العام، من الصعب التوفيق بين هذا النمو الاقتصادي الجيد المتتابع مع هذا الأداء الباهت في سوق الأسهم، ولكن هناك تفسير واحد واضح فقط: يعتقد المستثمرون أن سياسة سعر الفائدة الصفري (ZIRP) هي الشرط الوحيد الذي يسمح للاقتصاد بالنمو.

انتعاش الأرباح

يعد ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع ثقة المستهلك مزيجًا سيئًا لنمو أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500، لقد كان موسم أرباح الربع الثالث مختلطًا حتى الآن، حيث سجلت الشركات المدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نموًا في أرباحها بنسبة 2.7% على أساس سنوي.

انخفض تداول مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لمدة ثلاثة أشهر متتالية للمرة الأولى منذ مارس 2020، لكن موسم أرباح الربع الثالث يسير على الطريق الصحيح ليكون الربع الأول من نمو الأرباح الإيجابي لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ الربع الثالث من عام 2022، ويتوقع المحللون أن يرتفع المؤشر ويتسارع نمو الأرباح إلى 5.3% في الربع الرابع، وهو ما سيكون جيدًا بما يكفي لرفع نمو أرباح المؤشر للعام بأكمله إلى 0.9%.

وتؤثر أسعار الفائدة المرتفعة وأسواق الائتمان الضيقة على بعض قطاعات السوق أكثر من غيرها، حيث ارتفعت أرباح خدمات الاتصالات بنسبة 42.2% وارتفعت أرباح القطاع الاستهلاكي التقديري بنسبة 33.4% في الربع الثالث مقارنة بالعام الماضي، بينما انخفضت أرباح قطاع المواد بنسبة 20.7% وانخفضت أرباح قطاع الطاقة بنسبة 38.1% في هذا الربع.

ارتفعت أيضًا أرباح قطاع التكنولوجيا بنسبة 9.0% بشكل عام في الربع الثالث، لكن المستثمرين عاقبوا العديد من أسهم التكنولوجيا الكبرى لعدم وصولها إلى المستوى العالي من توقعات السوق، حيث انخفضت أسهم شركة ميتا الشركة الأم لفيسبوك بنسبة 3.7% في اليوم التالي لإعلانها عن أرباح ربع سنوية ونمو في الإيرادات بنسبة 23%، وانخفضت أسهم شركة ألفابيت الشركة الأم لشركة جوجل بنسبة 9.5% بعد تقرير أرباحها وهو أسوأ يوم تداول لها منذ مارس 2020.

وبينما لا تزال التوقعات الاقتصادية غير مؤكدة، هناك أيضًا أسباب تجعل المستثمرين متفائلين في نوفمبر وما بعده، لم يصل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بعد إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق في عام 2023، وقد حقق المؤشر تاريخيًا مكاسب بنسبة 13.1% في الأشهر الـ12 التالية لهذه السنوات.

ومع ذلك، يستطيع المستثمرين القلقين تجاه احتمالية دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود أن يتخذوا نهج أكثر دفاعية تجاه السوق، كما يحب عليهم زيادة المرونة المالية الخاصة بهم من خلال تقليص التعرض للأسهم وزيادة الممتلكات النقدية، يمكن للمستثمرين بالفعل كسب 5% أو أعلى في حسابات التوفير ذات العائد المرتفع خلال شهر نوفمبر، ومن المرجح أن ترتفع أسعار الفائدة هذه إذا قام البنك الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة مرة أخرى في ديسمبر.